|


تركي السهلي
محارب اليأس
2023-12-25
لا شيء يدفع الإنسان إلى أن يكون مغايرًا ناجحًا متفوّقًا، سوى ذاته. عندما تتحد الأفكار مع الطبيعة الخاصة للفرد، يُنتج عقل مُثمر وعمل لا يتوقف. في التدريب، والعقول الكبيرة في هذا، لم ننجح حتى الآن في استقطاب اسم كبير، يصنع التأثير في الدوري السعودي بأكمله، وفي ذهنية المتلقّين للعمل المأخوذ من الظروف الخاصة.
في بورنموث التي تبعد حوالي 151كم جنوب غربي لندن، كانت قصّة المُدرّب الإنجليزي إيدي هاو، الذي أنهى مسيرته كلاعب بعد إصابة سحقت مستقبله أكثر ممّا هو مسحوق أصلًا، وبقي في ناديه الذي كان في طريقه نحو الإفلاس، والهبوط للدرجة الأدنى، وسيطرة الدائنين عليه موسم 2008م. كُل شيء كان يدعو للغياب الذهني، وسقوط روح الإنسان. لكن كُرة القدم هي المجال الذي يتحرّك فيه أكثر الأشخاص إصرارًا.
بدأ هاو رحلته مع الفريق الأوّل في ليلة عيد الميلاد، كان بورنموث في المركز الـ 23 من أصل 24 ناديًا في (League Two)، ومع نهاية الموسم كان الجميع في الجنوب يترقّب انتقاله تلقائيًا إلى مسابقات “Non-League”. كان المُدرّب الشاب بلا مساعدين، ولا جهاز طبي، ولا أحد بجانبه سوى صديق صحفي من (sky)، وبعض الرسومات والبيانات المكتوبة على جدار بطريقة غير منتظمة. الصحفيّون يصنعون القصص، ولا يخونون الأصدقاء.
مع حلول موسم 2017ـ2018 كان بورنموث وإيدي هاو ومجموعة لاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن أوجد فريقًا يقدّم أفضل كرة قدم يعتمد التقنية، والسرعة من الأطراف، وملء الفراغات الخمسة الأمامية في الملعب. مع مرور سبع سنوات من التجربة، عانى إيدي هاو من تسرّب الاعتياد للاعبين، والمالكين، والجماهير، وبدا الجميع يرى أن كُل ذلك يحدث، فكانت رحلة جديدة مذهلة لِمُحارب اليأس مع نيوكاسل.
لقد روت لنا كرة القدم مسيرة أفراد مقاتلين للسائد، وهم الذين نحتاجهم في دورينا، لا شخص يرى أن قيمته في كونه من أغلى عشرة مدربين أجرًا في العالم. نحن نريد من يُحدث التغيير في اللعبة، لا مدربًا مهووسًا بالمال.
إنّ الشخصية المؤثرة، كاسرة للجمود، ومُعطية للجميع معنى لقيمة الذات.. فلنبحث.