|


عبدالله الطويرقي
بالتوفيق يا أخضر
2024-01-01
من له ماض، لابد أن يعود إليه. مَن تربع يوم أمس على عرش أكبر القارات في استطاعته اليوم أن يعود ليتربَّع على عرشها من جديد. مَن سبق له تحقيق الإنجازات، واعتلى المنصَّات، وكتب التاريخ قادرٌ بمشيئة الله على أن يعيد ماضيه، ويكتب حاضره بكل جدارة واستحقاق، ويثبت علو كعبه مرةً أخرى، ويُحكم قبضته على الذهب وصناعة الأمجاد.
غاب منتخبنا طويلًا عن تحقيق الإنجازات والصعود إلى المنصَّات ومعانقة الذهب، لذا كل ما نبحث عنه اليوم، وما نطمح إليه، هو الصعود مجددًا إلى هذه المنصَّات، ومعانقة الذهب، وهذا الأمر لن يحدث إلا بتكاتف الجميع من طاقم فني ولاعبين وإعلام وجماهير، لكن ومع الأسف الشديد، ما شاهدته خلال الأيام الماضية من أشخاص، ينتسبون إلى إعلامنا الرياضي أمرٌ مخجلٌ حقًّا، وكنت أتمنى ألَّا أشاهده، وتحديدًا بعد أن أعلن المدرب مانشيني قائمة صقورنا الخضر، التي تمَّ استدعاؤها لبطولة آسيا، حيث كانت ردة فعل الأغلبية عليها سلبيةً، بل وتحدَّثوا بلغة العاطفة أكثر من لغة المصلحة العامة، التي من المفترض أن تكون حاضرةً، وأن يبحث عنها الجميع من أجل مصلحة رياضة الوطن.
كان من المفترض والواجب على الجميع أن ينتهي كل شيء بعد أن أعلن مانشيني قائمة صقورنا الخضر التي ستخوض غمار البطولة، لتبحث وتقاتل من أجل الظفر باللقب، وإعادته إلى خزائن منتخبنا بعد فترة طويلة من الغياب، وعدم فرض الآراء والقتال عليها، وإلقاء اللوم على المدرب لاختيار عناصر معينة، وتجاهل أخرى.
على الجميع أن يثق في قرارات مانشيني وطاقمه الفني ولاعبيه، ومن الواجب عليهم من مختلف الميول أن يتَّحدوا خلف صقورنا الخضر، ويؤازروهم ليقدموا كل ما لديهم في البطولة الأكبر والأغلى بالقارة، التي تعدُّ مطمعًا لكل المنتخبات المشاركة.
رسالةٌ أتمنى أن تصل إلى الشارع الرياضي من إعلام وجماهير: يجب ألَّا نبحث اليوم عن فرض الآراء، وتصيُّد الأخطاء من أجل لاعب ما، يمثِّل ناديًا ما، لم يتم استدعاؤه، فبعضهم ينسى، أو يتناسى أن كرة القدم أصبحت لعبةً جماعيةً لا فردية، ومن الواجب علينا تقبُّل قرارات المدرب واحترامها.