|


سعد المهدي
كأس أمم آسيا في ذاكرتنا
2024-01-06
كأس أمم آسيا الثامنة كانت فتحًا كرويًا رياضيًا، ألهبت المشاعر الوطنية وحفرت ذكراها بأحرف من ذهب ومجد، في وجدان السعوديين.
سنة 1984م دخل المنتخب السعودي منافسات كأس أمم آسيا في دورها النهائي، من أجل خوض واحدة من محاولات تحقيق “بطولة” بعد أن استعصت في المشاركات السابقة “كأس دورة الخليج” سبع مرات، تخللها فشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم مرتين، لكنه في هذه المرة كان قد أنجز مهمة التأهل إلى أولمبياد “لوس أنجلوس 84” قبل أشهر قليلة.
عاد الجيل الكروي الذهبي إلى الرياض يحمل “كأس آسيا” وقد طوى خلف ظهره المحاولات الفاشلة لتحقيق “بطولة أو منجز” يلوح بكأسها تجاه سماء الوطن، ومعه ترتفع هامات السعوديين فخرًا إذ لم يكن ينقص “الكرة السعودية” أي شيء، يجعلها تنتظر كل هذا الوقت لتحقق “منجز” إلا أن ذلك ما حدث.
خلفت ليلة الاستقبال الأسطورية “تسونامي” يمكن اعتباره، في أقل وصف جديدًا على الشارع السعودي يعقب أي حدث كروي، كان عبارة عن تلفيات في عدد من السيارات والطرقات والمرافق نتيجة ما وصلت إليه حالة الفرح “الهستيري” الذي طغى على مشهد استقبال “بعثة المنتخب” الذي شقت حافلته شوارع المدينة.
صنع نجوم المنتخب ملحمة كروية عدّها السعوديون “ملحمة وطنية”، محت من الذاكرة كل خيبات المشاركات السابقة.. كان 84م رقمًا مميزًا جلب السعد فماذا عن 24م؟ التوقع السائد يستبعد الحصول على “اللقب” لاعتبارات فنية وعناصرية وأخرى لا تؤخذ في الحسبان لفقدها منطق التنافس وتدخل المسائل الشخصية، في التقييم الفني والعناصري أو الإداري.
دائمًا لا يشعر المنتمي إلى الفريق بالاطمئنان، تساوره الشكوك في سد النقص وتقوية العجز قبل الدخول في أي منافسة، وهذا طبيعي يحدث لمشجع النادي والمنتخب وتؤخذ أنها حالة “قلق” أكثر من أنها تقييم، هذا ما يبدو واضحًا فيما يدور حول منتخبنا إلا أن الأمر هذه المرة يحتمل الحالين “قلق وتقييم” في الوقت ذاته.