|


تركي السهلي
مجموعة السعداء
2024-01-15
وضع السيّد روبرتو مانشيني مُدرّب المنتخب السعودي الأوّل لكرة القدم الجميع تحت حالة تنازع، بتصريحاته أمس حول أسباب إبعاد سلطان الغنّام، ونوّاف العقيدي، وسلمان الفرج. والمرحلة لا تتطلّب ذلك، وكان بالإمكان التعامل مع المسألة على نحوٍ أكثر مرونة واحتواء، ومع استماعنا لما قاله الإيطالي الخبير، فإن الأمر يُحتّم الاستماع للاعبين الثلاثة.
وعلى ما يبدو، فإن مانشيني لم يقل القصّة كُلّها، وهناك جوانب لا زالت غائبة: كدوافع عدم “السعادة” أو “الرغبة” التي قال ما نشيني إن سلمان، وسلطان، ونواف قد أبدوها له. والواضح أن الفصول لم تكتمل بعد، وأن الرواية لا تزال قابلة للإضافة والتوضيح. والحقيقة أننا لم نكن بحاجة إلى كل هذا، ونحن في الطريق لمعترك قارّي كبير.
وبالعودة إلى التصريح، فإن الموضوع بحاجة لأكثر من إجابة، إذا ما أضفنا علي هزازي، وخالد الغنّام، ومحمّد مرّان إلى قائمة “غير السعداء” من اللعب للفريق الوطني.
والرجل الأوّل في المنتخب له الحق في إدارة الأمور، شريطة أن تكون بوضوح، وصدق، وعدم تحميل أي طرف لأي خطأ. ومن واجباته، وصميم عمله، أن يُنصف الجميع، وأن يأخذ مجموعته إلى موقف تعاون.
والقضيّة الآن ليست من الصادق، ومن غير ذلك، بل كيف سيتم التعامل مع الموقف الوطني لكل لاعب في العناصر الحالية والمستقبلية، وكيف سنتجاوز جميعنا فكرة الخذلان، والرغبة، والعقاب، والتقاذف المبني على الإقصاء، والدفاع عن اللون لا عن المهمّة.
لقد أشعل ما نشيني نارًا طويلة، ولن يُطفئها إلاّ الفوز بالبطولة الآسيوية، مع الوضع في الاعتبار أن الهزيمة ستفتح بابًا واسعًا من الانقسام الحادّ.
إن الشرارة المنطلقة من معسكر الدوحة تحوّلت إلى لظى، والنار من مستصغر الشرر، وما عاد لدينا ما يكفي من أدوات الإطفاء، إلاّ ما سيقدّمه مانشيني ومجموعة “السعداء” ومن خلفهم مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.
إننا على قدرة في استقطاب أرفع الكفاءات، لكننا لا نملك مكوّنات ودوافع السلوك الفردي، وحينما نقف على أرضٍ صلبة لن نقع، ووقتما نُقرر إننا نقوى، سنكون حتمًا أقوى.