أمنية معاق بين الوزير ولاعبي الاتحاد
ـ المعاناة الخُلقية للشاب عبد الرحمن، التي نقلت جزءًا يسيرًا جدًّا من تفاصيلها قناة mbc، لا بد أنها أثرت نفسيًّا بشكل عميق في كل من شاهد ذلك التقرير التلفزيوني، الذي يوضح حالة هذا المواطن وأسرته، ومن المؤكد أن الدولة بقيادة ولاة الأمر ـ حفظهم الله ـ لن يقصروا في الاهتمام قدر الإمكان في تخفيف معاناة أسرة بكاملها.
ـ في الجانب الرياضي كان رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ هو أول من تفاعل مع هذه الحالة، حينما عبر عبد الرحمن عن حبه الكبير لنادي الاتحاد، وأنه يتمنى كمشجع أن يحضر مباراة له؛ فجاءت اللفتة "الإنسانية السريعة من "أبو ناصر"، محققًا له هذه الأمنية من خلال تغريدة غرد بها وكيل رئيس هيئة الرياضة، الزميل رجاء الله السلمي، ذكر فيها نصًّا: "بتوجيه من معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، ستتم دعوة الشاب عبد الرحمن لحضور إحدى مباريات ناديه المفضل الاتحاد وتحقيق أمنيته".
ـ لم يحدد زميلنا "أبو خالد" موعد المباراة التي سيتم فيها تحقيق أمنية المشجع، إنما تركها مفتوحة، وهنا "بيت القصيد"، وفِي نفس الوقت "مربط الفرس"؛ فمن وجهة نظري أن لاعبي الاتحاد الذين سيواجهون غدًا السبت فريق الباطن في نصف نهائي كأس الملك، هم من سيحددون هذا الموعد في حالة فوزهم على فريق الباطن؛ فتأهلهم للمباراة النهائية هي أنسب فرصة لهم ليقدموا أجمل وأفضل "هدية" لعبد الرحمن؛ ليتمكن من حضور مناسبة "غالية" على قلوب الجميع، ومن ثم "تتويج" العميد بكأس الملك.
ـ ليتصور لاعبو الاتحاد كم وحجم فرحة هذا الشاب "المعاق" جسديًّا، لو تحققت أمنيته وحضر مباراة على شرف مليكنا المحبوب سلمان بن عبد العزيز، وبحضوره أيضًا تجلت بهجة وسعادة الشاب ببطولة ولقب اتحاديين، أعتقد أن عبد الرحمن لن ينسى هذا اليوم وهذه المناسبة، ولن ينسى بالتالي كل من ساهموا في تحقيق أمنيته ومنحوه حبًّا تزامن مع هديتين لن تغيبا عن ذاكرته مدى الحياة.
ـ أعلم تمامًا أن لاعبي الاتحاد على وجه التحديد، كيف حجم ومتانة علاقتهم بجمهورهم العاشق، فما بالكم بمشجع رغم مأساته الجسدية إلا أن الاتحاد وضعه جزءًا من "سعادته" الذي يمنحه قيمة للحياة والأمل، وأعلم يقيناً أن لاعبي الاتحاد يمرون بظروف نفسية قاسية تخص علاقتهم بهذا الجمهور، بعد مباريات لم يكونوا عند حسن الظن بهم فيها، ناهيكم عن ظروف مادية لا بد أن لها تأثيرها النفسي والمعنوي على كل لاعب فيهم، ولكن من أجل عبد الرحمن وأسرته، ولخاطر جماهير العميد لن يفرطوا في مباراة الغد، وكذلك المحافظة على بطولتهم الغالية، مع قناعتي أن فريق الباطن لن يكون صيدًا سهلاً، إنما سنراه ندًّا قويًّا، وسيقاتل بضراوة لحصد إنجاز تاريخي من الصعب أن يتكرر مرة ثانية.