المناسبات والإعلام
مؤتمرات وندوات ولقاءات تعلن عنها جامعات وجمعيات ومؤسسات حكومية مختلفة، وتكون لها أهداف نبيلة بهدف إثراء الحركة العلمية والثقافية والفكرية في المملكة، وللأسف لاحظت تحول هذه اللقاءات العلمية إلى تسابق مزعج لشراء صفحات إعلانية من الصحف والحرص على إبراز الحدث إعلامياً دون التعمق في رسالته وأهدافه، والمؤسف أيضاً الاهتمام باليوم الأول والحفل والحضور والمشالح والتصوير والدروع التي لا أعلم متى تنتهي، حيث الهدايا التذكارية المكلفة التي ليس لها داع وحظ شركات صنع الدروع والهدايا، وما أن ينفض الجمع واليوم الأول حتى تجد الندوات الأخرى بدون حضور وبقية البرنامج لا يزيد عدد الحضور عن عدد مقدمي الأوراق، بل إن الباحثين أنفسهم تصبح مشاركاتهم وحضورهم في الندوات قليلة.
وفي يوم الختام أو التوصيات قد يزيد العدد قليلاً وتخرج لنا توصيات مكررة بلا لون ولا طعم ولا رائحة تضاف إلى الندوات واللقاءات السابقة، وهذا في نظري هدر مالي كبير إذ إن المبالغ التي يجري تأمينها للإنفاق الباذخ على الإعلانات والدعوات والفنادق ومكافآت أعضاء اللجان وجميع أنواع الهيلمة من دعوات عشاء وضيوف أو تكون من أموال الرعاة من الشركات والجهات الخاصة التي تضع علاماتها التجارية في كل ركن من أركان المؤتمر حتى وإن كان بعضها ذا أهداف تجارية لا تتناغم مع أهداف المؤتمر العامة.
فقط أتمنى أن تقوم الجهات الرقابية بواجبها بتتبع ما يحدث في بعض المؤتمرات، وآخرها حضرت بعض فعالياته وصعقت من قلة الحضور ومن غياب كثير من رؤساء الجلسات ومقدمي الأوراق، لأنهم لم يكونوا في اليوم الأول يوم الافتتاح المزدحم بالتصوير وبالحضور الطاغي.