كفاية ظلماً للنمر المفترس
أنهى الأخضر جولتين من أسهل مباريات له في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي سوف تقام بروسيا عام 2018 بفوزين ثمينين وست نقاط مستحقة، انتهت هاتان المباراتان بخيرهما وشرهما وبكل ما فيهما من خوف وحرق أعصاب وعدم رضا عن المدرب وعن الغالبية العظمى من اللاعبين وإن كان هناك شيء تبقى في الخاطر بسبب سوء الأداء إلا أن النصر له مذاق خاص وطعم منفرد لا مثيل له غطى على كل ذلك السوء والعيوب وانطباعات حول منتخب لن يذهب بعيداً إلا إذا استمر الحظ حليفه، على طريقة "أعطني حظاً وارمني في البحر".
ـ لن أتحدث عن التشكيلة ولا عن الخطة والطريقة ولا عن اللاعبين ولا عن الكوتش، فالمهم الذي نبحث عنه ونريده من الأخضر أن تحقق العلامة الكاملة، وبالتالي أي انتقاد لا قيمة له ولا فائدة منه ولكن الذي لفت انتباهي بعد فوز منتخبنا في كلتا المباراتين أن العامل المشترك في بلوغنا لهذا الانتصار هو النمر المفترس "فهد المولد" وهنا تنامت في رأسي أسئلة مهمة عن المدرب وعن "سر" إبقائه هذا النمر في دكة الاحتياط شوطاً كاملاً محبذاً الاستعانة به في الشوط الثاني حيث بحثت عن إجابة لهذا السؤال "المحير" خاصة بعد مباراتنا أمام تايلاند على اعتبار أنه بعد نزوله لمس الجميع أنه كان "الدينمو" أو القلب النابض الذي أعاد لمنتخبنا حيويته فوجدت أني محاط بثلاث إجابات بدلاً من إجابة واحدة سوف أسردها عليكم في السطور المقبلة، ولهذا آمل منكم أن "تفتحوا" عقولكم معي جيداً لعلكم تساعدوني وتشاركوني في معرفة الإجابة الصحيحة.
ـ جزء لا يتجزأ من ذكاء بان مورفيك الغاية منه إشعار زملائه اللاعبين بحجم تأثيره على أداء فريق ظل شوطاً كاملاً فاقداً للروح القتالية والتركيز وبمجرد مشاركته يدب الحماس في قلوبهم ليتحول الأخضر من "ضعف" إلى قوة ضاربة وإلى فك مفترس يقلب الطاولة على فريسة كادت أن تلتهم الأخضر واليابس خلال "45" دقيقة وفي ذلك درس قوي لكافة اللاعبين من خلال مشاهدة ما يتمتع به النمر المفترس من قدرات فائقة تتميز بالإصرار والعزيمة والغيرة على شعار الأخضر وكيف يستطيع هذا النمر في لحظات تغيير جلد الفريق وتحويل الحزن إلى فرح والهزيمة إلى نصر.
ـ أما الإجابة الثانية فتكمن في عقلية مدرب وإن اختلفنا حول فكره التدريبي وعنجهيته نلاحظ أن اختيار التوقيت لمشاركة النمر المفترس فيه من "الدهاء" المقنن إذ يرى أن الاستعانة به تأتي بعد استنفاد لياقة الفريق الخصم لتسهل مهمة النمر المفترس في التهام الفريسة بيسر وسهولة بعدما يمارس عليهم من ضغط متواصل يزيدهم إرهاقاً وبالتالي "ينهك" قواهم البدنية ويفقدهم التركيز فيكون سبباً في فتح الثغرات التي تمكنه من "زعزعة" دفاع الخصم ليشق عن طريقه نحو المرمى سواء هو أو أحد من زملائه أو على الأقل مع الجهد الوفير الذي يقوم به يتسبب في احتساب ركلة جزاء لصالح الأخضر كما حصل في مباراتين متتاليتين حينما شاهدنا المولد "فهد" قوة نافذة وسبباً رئيساً في ترجيح كفة الأخضر.
ـ بينما الإجابة الأخيرة فلها علاقة بالإعلام "المتعصب" فيبدو لي أن هذا المدرب أراد أن يكشف للملأ حالة "التعصب" الذي يعاني منه بعض إعلامنا الرياضي وهذا ما ظهر جلياً للعيان من خلال تحليلات لمحللي البرامج الرياضية وتعليقات مغردين من المحسوبين على هذا الإعلام أو عناوين صحفية ركزت على النجم "البلينتاوي" نواف العابد دون اهتمام بقيمة وأهمية وخطورة النمر المفترس فإن كان هذا الذي يعنيه "بان مورفيك" فمن المؤكد أنه حقيقة فضح هذا الإعلام الجديد منه والقديم، الذي أعادنا إلى سنوات مضت كان فيه "التطبيل" لنادٍ واحد وللاعب واحد وكأن البقية "تكملة عدد" ومن ذلك الحين الكرة السعودية في تدهور ومن أسوأ إلى أسوأ و"الشاطر" يفهم ولا أعتقد أن همسي يستدعي إلى توضيح أكثر.
ـ النمر المفترس لا يحتاج مني إلى ممارسة "الدفاع" عنه ولست "سعيداً" بوضعه في مقارنة مع أحد زملائه، فالفرق "شاسع" ففهد المولد تكفيه غيرته وحماسه وروحه القتالية إنما وجدت أنني مطالب بكلمة "إنصاف" وقد وفرها لي ولكل من يبحث عن "الحياد" مدرب منتخبنا بطريقته الخاصة وبطريقة لاعب ونجم كان هو صاحب الكلمة "الفاصلة" مع منتخب بلاده عبر شواهد "ثلاثة" ذكرتها آنفاً فهل من "متعظ" من دروس سابقة وتأملات مختلفة نحو عصر جديد نأمل فيه عودة الكرة السعودية إلى سابق عهدها "الذهبي" أم أن البعض من المحللين والكتاب والنقاد والصحفيين يحلو لهم أن ندور في حلقة مفرغة عشنا مرارتها في اتجاه النجم الواحد والنادي الواحد مع قناعتي بأن نواف العابد لاعب ونجم "موهوب" ولكن نجوميته التي كان عليها في بدايته تراجعت كثيراً وأتمنى ألا يتوقف تألقه على "البلنتيات" إنما على أداء متميز وأهداف تهز الشباك والمدرجات معاً سواء على مستوى منتخب بلاده أو على مستوى ناديه ونسمع الجماهير كلها على صوت واحد تهتف "الله ياونواف" أما ركلات الجزاء "السهلة" فلن تضيف له شيئاً سوى إعلام يحاول "رفع معنوياته" وسرعان ما سوف ينقلب عليه مع أول أو ثاني مباراة تكون له مع ناديه، واذكروا كلامي يا من "ظلمتم" النمر المفترس.