رؤساء أندية بين الرياء والعمل الخيري
كان بإمكاني اختيار عنوان آخر أفضل من العنوان المشار إليه أعلاه يميل إلى حسن النوايا والظن لا أسوأها ويساعد على نشر الفضيلة وتشجيعها لا إحباطها وقتلها وبالتالي أكتب العنوان التالي "مواقف مشرفة لرؤساء الأندية"، ولكن حقيقة وبمنتهى الصراحة ما دعاني إلى هذا الاختيار أنني لاحظت في مواقع التواصل الاجتماعي بعض الآراء التي ذهبت نحو الدخول في النوايا والتشكيك في العمل الخيري الذي قامت به "نخبة" عزيزة على قلوبنا من بعض مسؤولي الأندية الرياضية في الحاضر والسابق واتهامات لاحقتهم بعد ما تم نشر صورهم وهم يؤدون هذه الأعمال الخيرية الإنسانية في هذه الأيام الفضيلة والمباركة حيث اعتبروها أنها نوع من أنواع "الرياء" الذي يرجون فيه مدح الناس لهم ولا يبتغون الأجر العظيم من الله.
ـ مثل هذه الآراء "المشككة" وما حملته من اتهامات "يؤثمون" عليها لا تستحق الاهتمام أو الرد عليها بقدر ما أنني حبيت أن أعبر عن حجم استغرابي ودهشتي لمثل هذا الطرح ومثل هذا الفكر الذي لا يليق خاصة ونحن في شهر رمضان وشهر الخيرات ومن حق أي مسلم أن يستثمر هذه الفرص التي أتاحها له رب العباد في هذا الشهر الكريم للتقرب إليه بكل الوسائل والطرق التي تزيد وتضاعف من حسناته، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، لماذا لا نعتبر مثل الصور الاجتماعية المشرفة تقدم نماذج جيدة عن مجتمع "رياضي" نفخر ونعتز به لم تكن غايتهم الشهرة والرياء إنما يقدمون مثالاً مشرفاً جداً يقتدى به بما لهم من "تأثير" قوي على المجتمع الشبابي خاصة أن هناك نماذج من الرياضيين نقلوا صوراً سيئة عكست سلوكيات لا تمثل الواجهة المشرقة والجميلة لمجتمعنا السعودي وتحديداً "الرياضي" منه.
ـ انظروا إلى المبادرة الأولى من أقدم عليها وحرص على إبراز هذا العمل التطوعي والخيري الذي تقوم به أنديتنا الرياضية ضمن مسؤوليتها الاجتماعية من خلال دعم حملة "إفطارك معانا" هو أحمد مسعود رئيس نادي الاتحاد، هذه اللفتة الرائعة أعطت كل من تتبعوها انطباعاً ممتازاً عن نادي الاتحاد وعن إدارة "جديدة" تقدم نفسها من خلال رئيس ناد وعضو الشرف د. خالد المرزوقي وهما يشاركان في حملة مردها الثواب والأجر العظيم من رب كريم.
ـ هذه المبادرة الخيرة والطيبة حفزت أيضاً رئيس النادي الأهلى مساعد الزويهري على أن يكون له دور مماثل وإبراز صورة أخرى من العمل التطوعي الخيري الذي يمثل جزءاً مهماً من نشاط النادي الأهلي خاصة في عهد إداراته ونفس الشيء شاهدنا رئيس نادي الشباب السابق وعضو شرفه الحالي خالد البلطان ولمسة تثلج الصدر وهو يباشر بمكة المكرمة بنفسه عملاً خيرياً لينقل لنا كرياضيين فكراً عن رجالات نادي الشباب يشير من خلاله إلى أنه ليس بالضروري المساهمة في مثل هذه الأعمال "التطوعية" الخيرية وأنت على كرسي الرئاسة إنما يجب أن يكون لك دور كعضو شرف ومنتسب لأحد الأندية الرياضية.
ـ التنافس الشريف بين أنديتنا في مجال لعبة كرة القدم والألعاب الأخرى إن كنّا نسعد ونستمتع به فبدون أدنى شك أن مثل هذه المبادرات والمواقف الإنسانية تعد شكلاً ونموذجاً رائعاً لـ"تنافس" تطوعي في العمل الخيري حري بنا دعمه وتشجيعه بقوة والعشم في رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد بتخصيص جوائز سنوية تكريمية لمن يساهمون ويشاركون في العمل التطوعي من أنديتنا تحت بند "المسؤولية الاجتماعية" ويقيني أن أبا عبدالرحمن سيرحب بهذه الفكر والأجمل أن يتم التكريم من يد خادم الحرمين الشريفين بعد تسليمه كأس البطولة التي تحمل اسمه، والله ولي التوفيق وكل عام وأنتم بخير.