2016-05-13 | 02:34 مقالات

حقائق وعجائب في ليلة تتويج الأهلي

مشاركة الخبر      


من غرائب الصدف لموسم أهلاوي سعيد واستثنائي لعشاقه أن آخر مواجهتين سيلعبهما هذا الموسم هما الأولى هذا المساء أمام الفتح الفريق الذي حقق قبل ثلاثة مواسم بطولة الدوري لأول مرة في تاريخه الرياضي، بينما المواجهة الثانية ستكون أمام النصر في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الفريق الذي غاب عن بطولة الدوري 20 عاما ولعل في هذه المصادفة التي لم تأت من فراغ ما يدعو إلى طرح علامة استفهام تكاد تكون منطقية حول هذه المواعيد التي قربت بين هذه الفرق الثلاثة وكونت بينهم معادلة مرتبطة بالزمن البعيد وفراق حرمهم من الصعود لمنصات التتويج وتحقيق البطولات.

2
إن الأهلي الذي غاب عن بطولة الدوري 33 سنة لم يتمكن من حصد هذه البطولة طيلة السنوات الماضية مع رئيس من أبناء النادي المعروفين والذين قدموا الغالي والرخيص لخدمة هذا الكيان العملاق، في الوقت الذي استطاع مساعد الزويهري أحد أبناء نادي الوحدة والداعمين لهذا النادي المكاوي مع أول سنة رئاسة يحقق ما عجز عنه أكثر من 15 رئيسا ينتمون للبيت الأهلاوي، فهل يا ترى لهذا التميز الذي حصل عليه الزويهري سر مرتبط بالحظ أم فكر إداري جاء متوافقاً تماما مع فكر وتخطيط عضو الشرف والأب الروحي للنادي الأهلاوي الأمير الخلوق خالد بن عبدالله الذي وجد ضالته في هذه الشخصية التي نجحت في ترجمة أفكاره على أرض الواقع كما هو يريد فكانت هذه البطولة الغالية.

3
إنصافا لابن مكة مساعد الزويهري أنه قبل أن يصبح رئيساً للنادي الأهلي كان نائبا لرئيس نادي الوحدة في الموسم المنصرم وكان أحد المساهمين والذي له الفضل في صعود نادي الوحدة من مصاف أندية الدرجة الأولى إلى مصاف أندية الكبار، بما يدل على أن الرجل إلى جانب دعمه المالي السخي يحمل فكراً إدارياً عرف "أبو فيصل" كيفية الاستفادة منه واستثماره لمصلحة النادي الأهلي مثلما استفاد منه الوحداويون منه وإن أخفقوا في عدم الاحتفاظ بهذه الشخصية المرموقة.

4
من بين المصادفات الغريبة والعجيبة التي تأتي متزامنة مع هذا التتويج أن رئيس أعضاء الشرف للنادي الأهلي هو تركي ابن العاشق الأهلاوي محمد العبدالله الذي كانت له بصمات ولمسات لا تنسى في مسيرة هذا الكيان الكبير و"قلبه" تعب من أجل عودة الأهلي كما كان في فترة والده "المؤسس" الأمير عبدالله الفيصل ـ رحمه الله ـ لينصف التاريخ من كتب أغنية "مقادير وايش ذنبي أنا" إنصافاً يليق بمكانته وحب رجل ضحى بصحته وماله ووقته.
ـ أيضا من بين هذه الغرائب والحقائق أن الأمير فهد بن خالد وإن لم يسعفه الحظ أن تكون هذه البطولة في عهده إلا أن له الفضل في اختيار الجهاز الفني الحالي والذي حقق بطولة دوري هذا الموسم وكان بالموسم الماضي قاب قوسين من تحقيقها لولا سوء التحكيم وتخاذل غير طبيعي في مباراة الفريق أمام التعاون، حتى تواجد المشرف على الكرة طارق كيال، لقد كان له تواجد في مواسم سابقة لكنه لم يوفق في تحقيق هذا الحلم الذي كان يراود الأهلاويين طويلا على مدى "34" سنة، لتلعب المصادفة دورها في اختياره في توقيت حاسم وجد كل الأجواء الإدارية والفنية مرتبة ومهيأة للمشاركة في نجاح ساهم هو أيضا فيه وخطف الأنظار.

5
جروس هو المدرب الوحيد الذي يخرج عن معادلة الغرائب والعجائب فهو الحقيقة "الثابتة" في هذا الإنجاز و"50" مباراة لعبها النادي الأهلي بدون هزائم ليدخل الأهلي التاريخ في موسوعة "جينس" للأرقام القياسية يشاركه هذا الجيل من اللاعبين الذين أبلوا بلاء حسناً، فلهم الفضل الكبير فيما تحقق ويستحقون التكريم مثل كل الذين ذكرتهم بالاسم آنفاً.

6
على المستوى الشخصي أبارك بمنتهى الروح الرياضية للنادي الأهلي رئيساً وإدارة وأعضاء شرف ولاعبين وجمهور بطولة دوري "جميل" وموسم استثنائي وجميل لفريق كان هو نجم الدوري. بصرف النظر عن معادلة فيها أيضا من" الغرائب والعجائب" حرمت نادي الاتحاد بـ" فعل فاعل" المنافسة على بطولة الدوري منذ أن أعلن قدومه بعد فوزه على الهلال وأمل كان قريباً من بلوغه لو لجنة التحكيم التي أرادت "تعويض" النادي الأهلي عما ارتكبته بالموسم الماضي من "ظلم" بحق الفريق الأهلاوي رغبة في إهداء البطولة لنادي النصر.