2016-03-22 | 03:01 مقالات

كلنا أحمد عيد

مشاركة الخبر      



نكذب أو نتجمل لو قلنا إن الرؤساء الذين مروا على اتحاد كرة القدم منذ تأسيسه ومجالس الإدارة الذين كانوا جميعهم بـ"التعيين" هم "أفضل" حالاً من الرئيس الحالي ومجلس إدارته "المنتخب" كما هو متداول الآن في وسائل الإعلام أو بالمجالس العامة والخاصة وبين الجمهور بأن "أسوأ" رئيس اتحاد كرة قدم هو أحمد عيد ونفس الشيء فيما يخص مجلس إدارته.
ـ كما أننا نخطئ لو قلنا "العكس" بأن عيد ومجلس إدارته بكل "عيوبهم" هم أفضل بمراحل من الاتحادات السابقة رؤساء ومجالس إدارات ولكن الذي نستطيع قوله حقيقة لا خلاف نحوها وأحسب أن الكل سيتفق معي بالإجماع حولها أن مساحة الحرية التي نراها الآن في طرحنا الإعلامي سواء على مستوى منظومة كرة القدم إدارياً وفنياً أو المهتمين بها على مستوى الإعلام والجمهور لم تتوافر آنذاك كما هو الحال الآن لأسباب كثيرة تدخل من ضمنها طبيعة كل مرحلة وتركيبة مجتمع تعود على شخصيات قيادية يدين لها بالولاء الكامل من منظور منهج ديني وسلوك اجتماعي يفرض السمع والطاعة لـ"ولي الأمر".
ـ هذا المنهج الديني الذي نشأنا وتربينا عليه وهذا السلوك الاجتماعي الذي تعودنا عليه كمجتمع سعودي ما زالا ولله الحمد قائمين، ولكن بعد وفاة الأمير فيصل بن فهد "رحمه الله" وجدنا أنفسنا كرياضيين وإعلاميين وكذلك على مستوى القيادة السياسية أن شخصية ذلك الرجل "القيادي"، التي ارتبطت بقوة الشخصية والإنجازات لا يمكن "استنساخها" والتجارب أثبتت ذلك من خلال مرحلتين وشخصيتين مختلفتين كانت لهما محاولات واجتهادات طيبة إلا أن التوفيق لم يحالفهما وبالتالي كان لابد من الامتثال للفكر "الانتخابي" الذي يطالب به الاتحاد الدولي لكرة القدم وتدعو إليه الدول التي سبقتنا نحو ممارسة "الديمقراطية" لعل وعسى هذا الفكر بما فيه من توجه يقود الكرة السعودية إلى تجربة ناجحة فخضنا كمجتمع كروي هذه التجربة الانتخابية وفق رؤية جديدة "متحفزة" في إطار محدد أهدافه "مرسوم" في نوعية الاختيار.
ـ ومع قرب انتهاء مرحلة أحمد عيد الانتخابية
هل نستطيع الحكم عليها بالنجاح أو الفشل، من وجهة نظري أنها بكل المقاييس رغم ما نتح عنها من عيوب وأخطاء فإنني اعتبرها تجربة "ناجحة" وثرية ومن غير العدالة و"الإنصاف" مقارنتها بالمراحل السابقة، وأغلب ظني أن مساحة الحرية لو كانت متوافرة فيها بنفس النسبة الموجودة الآن لأصبح حكمنا مختلفاً تماماً بحكم "فوارق" تعرفنا عليها مع فترة انفتاح إعلامي كان من الصعب جداً ممن كانوا يوماً من الأيام في موقع أحمد عيد "التعاطي" معه "شكلا وموضوعاً".
ـ انظروا لموقف الاتحاد الحالي ورئيسه من
حالة عدم مبالاة بعض لاعبي الأندية بالمنتخب السعودي وحالات كثيرة عجز عن اتخاذ عقوبات صارمة تجاه هؤلاء المستهترين كما اتخذها رؤساء سابقين كانوا يلجؤون لمادة نصها "وفقاً للصلاحيات الممنوحة إلخ" تعطيهم الحق "الضرب بيد من حديد" عبر عقوبات غليظة تصل أحياناً إلى "الحرمان والشطب" بينما من استمع إلى تصريحات أحمد عيد قبل يومين أو قبلهما في فترة سابقة يجد أنها لا تخرج عن "التهديد والوعيد" واستهلاك إعلامي مكرر ذلك أنه كرئيس واتحاد "منتخب" نلاحظ أنه "مربوط" بلوائح وأنظمة ومجرد من تلك "الصلاحيات" لتكون له كلمة نافذة فيضطر إلى استخدام سياسة "التهدئة" عن طريق لهجة باتت إحدى سمات شخصيته.
ـ لا نختلف أن الاتحاد الحالي "ضعيف" جداً من خلال أعضاء مجلس إدارته وأنه هو واللجان التابع له "مخترقون" وهذا لا يعني أن رئيسه أحمد عيد "آخر من يعلم" وأنه لا يملك القدرة على التدخل ولكن هذا الرجل الذكي "المسالم" له حساباته وتقديراته الشخصية كمسؤول، وقد لمسنا في أكثر من حالة كيف تصدى لخصومه بالجمعية العمومية وكيف تدخل وانقض على قرارات لجان قضائية ومارس "الصمت" في حالات واضح الخطأ والظلم فيها، إلا أنه فضل بمزاجه القيام بدور "المتفرج" آخرها قرار لجنة الاستئناف الذي تقدم به نادي الاتحاد والذي قبل شكلاً وموضوعاً إلا أنه لم ينفذ حتى الآن، وقرارات رئيس لجنة الانضباط السابق خالد البابطين تم التغاضي عنها وغيرها من حالات لا تسمح المساحة بسردها.
ـ خلاصة القول إن تجربة الانتخابات الأولى
أعتقد أنها تجربة "متميزة" مع قناعتي بأن المجتمعين الرياضي والإعلامي غير راضيين عن عمل هذا الاتحاد ولكن حتماً ستكون "نموذجاً" جيداً للاتحاد المنتخب القادم الذي من المؤكد أنه استفاد من تجربة هذا الاتحاد "المخلخل" وأحسب أن رئيسه المنتظر المقبل بعدما أصبحت لديه كل الأمور "مكشوفة" والصورة واضحة فإن مهمته بالرغم من سهولتها إلا أنه ستواجهه صعوبات جمة ستضعه في مقارنة مع "أبو رضا" ولا استبعد أنني سوف أسمع بعد ابتعاده عن المشهد أصواتاً تطالب بعودة أحمد عيد رئيساً وتترحم على أيامه وترفع شعاراً أو تغرد بوسام "كلنا أحمد عيد" هذا ما أتوقعه والأيام بيننا.