باجندوح ورفاقه لا "تناموا" على المخدة
على الرغم من ابتعاد ملك آسيا عن منصة البطولات القارية عشر سنوات، ومشاركات خاضها لم يحالفه التوفيق في تحقيق اللقب الرابع، إلا أنه بمجرد ذكر اسمه عند محبيه وغير محبيه تشعر بشكل عفوي أن الكل في حالة من الزهو والانتعاش، يعبرون عن سعادتهم بمشاركة بطل سعودي شرف الوطن والكرتين السعودية والآسيوية في أكثر من محفل دولي وعالمي، حتى أصبح مضرب مثل لعنفوان وهيبة فريق "بفتخر" به، مازال محتفظا بذلك الشموخ وبتلك السيرة العطرة والألقاب المتميزة التي حصل عليها من قامات كبيرة، فنادي الوطن لقب أطلقه عليه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز "رحمه الله"، وملك آسيا لقب لم ينله هكذا "جزافا" إنما جاء من أعلى سلطة كروية "فيفا" لم يحصل عليه بهذه الصفة الرسمية أي ناد سعودي ولا من القارة الصفراء.
- طبعا ذلك التاريخ المشرف المشرق احتفظ في سجلاته بأسماء جيل هم في الواقع من دونوا عبر صفحاته إنجازات خالدة بماء من ذهب، وإن كان البعض ممن ينتمون للمدرسة "الواقعية" يراهنون اليوم على أن ذاك الجيل لن يتكرر لعوامل لها علاقة بجينات لا تنطبق مواصفاتها مع جينات جيل اليوم، وبمرحلة أيضا لن تتكرر بظروفها ورجالاتها وبكل ما فيها من إمكانات إدارية وشرفية وفنية ومالية وامتيازات لم تتوفر لجيل باجندوح ورفاقه، ولهذا فإن المقارنة في هذه الحالة مرفوضة، فهي تظلم جيلاً "مختلفاً" في بنيانه وتركيبته العناصرية، ولعل وصول الاتحاد للملحق الآسيوي يكشف "الفارق" الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار والحسبان هذا لو لم يكن"ملك آسيا" هذه الليلة كما عهدناه وتوقعناه.
- أنا هنا لست "متشائما" إلا أنني من أنصار مدرسة "الواقعية" من جهة، ومن جهة أخرى في ظل فريق رأينا كمتابعين ومحبين مع بداية الدور الثاني من دوري جميل فيه ملامح عمل "فني" رائع تبشر مستوياته ونتائجه بعودة "النمر" قريبا إلى موقعه الطبيعي بين قائمة الأبطال "المرعبين"، فيجب أن لايأخذنا حماسنا وفرحتنا فنهدم في لحظة "غضب" ومقارنة غير "عادلة" كل ذلك الأمل فننساق إلى مشاعر مرتبطة بـ"ذكرى" جيلين من أجيال الاتحاد، جيل باسم أحمد جميل"هو من كتب التاريخ و"أولية" بطولة آسيوية تحققت في عهد الرئيس "الذهبي" أحمد مسعود، وجيل ثان باسم "نور"حقق بطولتين قاريتين ووصل إلى "العالمية" في عهد الرئيس "العالمي" منصور البلوي، فالجيل الحالي مازال يمر بنفس المرحلة التي مر بها الجيلان المذكوران، إذ واجهتهما صعوبات وكثير من" المطبات" حتى وصلا إلى ما وصلا إليه من أمجاد، وكانت الانطلاقة الحقيقية بوادرها ظهرت في عهد"وجه الخير" طلعت لامي و"ثلاثية" صنعت للعميد وللأندية السعودية تاريخا جديدا وأرقاماً إضافية في عدد البطولات المحلية والألقاب.
- هذا المساء جيل "باجندوح" ورفاقه لن ينسوا ذلك التاريخ "الشامخ" إلا أنه في نفس الوقت لن يناموا على "مخدة" تخدرهم مع نسمات ذلك الماضي "الجميل"، ففريق الوحدات الأردني فريق لايستهان به إطلاقا، معظم لاعبيه مثلوا منتخب "النشامى" وسيكون ندا قويا ومنافسا شرسا، وأحسب أن "بيتوركا" أعد العدة ليحقق له هو الآخر "بصمة" تظهر من خلال اختيار التشكيلة المناسبة، وبالذات في خط الدفاع الذي أرى أنه في حاجة لخدمات "المتألق" زياد الصحفي، لتكتمل منظومة دفاع صلب وحراسة مطمئنة بـ"عساف" وخطي وسط وهجوم "مزعجين" جدا لأي فريق، فإن فعلها "المدرب" الروماني لا تخافوا على "بطل" كان في قمة "التواضع" كتواضع رئيسه "المحظوظ" إبراهيم البلوي مشاركا في " ملحق" تجاوزه بجيل "عصري" شعاره "نحن لها".