2015-11-17 | 02:10 مقالات

الهريفي وأنور والحب القاتل

مشاركة الخبر      


المواجهة التي جمعت منتخبنا الوطني بالمنتخب الفلسطيني وانتهت نتيجتها بالتعادل السلبي لا تعتبر من وجهة نظري كناقد صحفي "مقياساً" ومعياراً يسمح للمحللين والنقاد والجمهور إصدار الحكم النهائي على هذا المنتخب الذي على مدى سنوات طويلة كان يعاني ويعاني من أمراض عديدة ومختلفة لمسنا بعد استلام مدربه الجديد "مارفيك" مهمة تدريبه بوادر مؤشرات "علاج" تدعونا إلى التفاؤل، وهذا التفاؤل يقتضي من الجميع "الصبر" الجميل لا الانفعال بحديث وآراء وعناوين تنتمي إلى قبيلة "الإحباط" التي تجيد بعناية فائقة جداً استخدام أدوات "التحطيم" والتقزيم بقسوة "محب" بالغ جداً في حبه فكان قريباً من ذلك المثل القائل "إن من الحب ما قتل".
ـ استمعت عقب نهاية المباراة مباشرة إلى آراء كثير من "المحللين" ممن كانوا لاعبين ونجوماً في كرة القدم وصحفيين ظهروا في أكثر من قناة فضائية قامت بنقل المباراة ثم استمعت بعدها بساعات إلى آراء الزميلين فهد الهريفي وفؤاد أنور عبر برنامح "الحصاد الرياضي" الذي يعرض يومياً من القناة الفضائية الحديثة "24" الرياضية فوجدت أن هناك إلى حد كبير ما يشبه "الإجماع" على ممارسة جلد الذات بطريقة تميل إلى "العنف" المسبب للإحباط الذي "يسد" نفس الجمهور الرياضي وشهيته عن مشاهدة ومتابعة وتشجيع منتخب بلاده وإن كان أنور وفهد كانت لهما آراء في غاية الأهمية حول غياب إستراتيجية "التخطيط" من قبل اتحاد القدم وإدارة المنتخب على المدى البعيد إلا أنهما لم يختلفا عن البقية في طرح آراء أحسب أنها "انفعالية" عاطفية تحمل نظرة "تشاؤمية" اهتمت بنتيجة المباراة وحجم ضعف الفريق المنافس كروياً ومقارنة فوارق الإمكانات المتوافرة لكلا المنتخبين السعودي والفلسطيني دون النظر إلى جوانب "فنية" تخص لمحات رائعة من التطور الذي بدأ واضحاً في شكل وأداء الأخضر وانسجام فكر بين لاعبيه منذ استلام المدرب الوطني فيصل البدين له ثم المدرب الهولندي، لا أقول إنه وصل للمستوى الفني الذي نتمناه للأخضر ولكن أستطيع القول القادم أحلى وأفضل وأحسن مما كان سابقاً.
ـ شاهدنا لمسات "إبداعية" برزت في أجزاء كثيرة من زمن المباراة وتحديداً من لاعبي خط الوسط ثم توليفة هجومية متآلفة متجانسة كادت أن تسجل أكثر من هدف "سينمائي" إلا أن حب الاستعراض المهاري وسوء الحظ حالا دون إحراز هدف وضياع فرص بـ"الكوم" تترجم ذلك التآلف والانسجام، ناهيكم عن مدرب أثرت فيه كثيراً الأحداث السياسية التي صاحبت ظروف هذه المواجهة وربما أيضاً "خوفاً" من أجواء لها علاقة بملعب المباراة فلم يستخدم أوراقه الرابحة الموجودة لديه في دكة الاحتياط مقتنعاً بـ"التعادل"، ولعل في تصريحه "العقلاني" الذي أدلى به عقب المباراة ما يعطي هذا الانطباع المعبر عن حالة رضا بحصد نقطة خير من نقاط ثلاث كادت تذهب للمنتخب الفلسطيني لولا تدخل (فيفا) الذي حسم قضية إقامة المباراة في الأردن.
ـ حينما أخص الهريفي وأنور بهذا النقد "معاتباً" فذلك من منظور مكانتهما كلاعبين يملكان "خبرة" فنية واسعة كنت متأملاً منهما عدم الانجراف نحو إعلام رياضي "مُحبِط" يمارسان مثله الدور نفسه ويتحدثان باللغة نفسها وأحسب أنهما شاهدا مباراة المنتخبين الأرجنتيني والبرازيلي وكيف أن صاحب الأرض أهدر فرصاً بالجملة في المقابل شاهدا كيف كان منتخب السامبا هزيلاً في صورة باهتة لا تدل أن الكرة البرازيلية بخير.
ـ حتى مباراة اليوم لمنتخبنا أمام منتخب تيمور مهما كانت نتيجتها وإن فزنا بدرزن من الأهداف لن تكون معيارًا ومقياسًا لمستوى منتخب ما زال في طور "الإعداد" متفائلاً بتجاوز هذه المرحلة وهو قادر بإذن الله وتوفيقه من خلال جيل جديد ومدرب له سمعته التدريبية أن يعيد للكرة السعودية مكانتها وهيبتها بصرف النظر عن الفكر الإداري والرؤية المستقبلية فلكل مرحلة معطياتها ورجالها.