ليه "ساكتين" على الأهلي ليه؟
ليست غريبة ولا جديدة سياسة "خذوهم بالصوت" التي ينتهجها النادي الأهلي، فهي في الحقيقة تعد ضمن ثقافة "موروث" إعلامي تعودنا عليه منذ فترة طويلة، وإن تظاهر فيما بين السطور في بياناته باللغة "الناعمة" الهادئة وغلفها بغلاف "المثالية" الناتجة حسب زعم الخطاب الإعلامي الصادر على الصعيد الرسمي أو عبر القنوات التابعة له عن "ضعف" يدعي أنه فسر تفسيراً خاطئاً أدى إلى سلب حقوقه، إنما الغريب والجديد الملاحظ بالنسبة لي أن تأخذ هذه السياسة في الوقت الحاضر مساراً فيه من "التجاوزات" التي كما ذكر الزميل بتال القوس تخطت "الخطوط الحمراء" عن طريق استخدام لهجة "التحدي" الموجهة نحو أعلى سلطة رياضية معنية بكرة القدم وهو الاتحاد السعودي لكرة القدم ثم" التطاول" على رئيسه أحمد عيد، فهذا منحنى "خطير" لم نتعود عليه من النادي "الراقي" كما يحب أن يلقبه محبوه، وبالتالي يثير علامات استفهام وتعجب حول هذا التوجه والخطاب الإعلامي الذي بدأ ينتهجه؟
ـ وبنفس سمات "الغرابة" والدهشة التي كونت عندي علامات الاستفهام والتعجب، أستعجب في المقابل كثيرا وأنا أرى الاتحاد السعودي لكرة القدم راضياً بكل هذه التجاوزات وقبل بكل ما فيها من تطاول، حتى اللجنة المسؤولة التي تابعنا في حالات مماثلة كيف كانت تستعرض عضلات قوتها الصارمة من خلال أنظمة "انضباطية" تصدرها عبر قرارات فورية أقرب مثال على ذلك تصريح "الفساد" الذي صرح به رئيس نادي الاتحاد إبراهيم البلوي بالموسم المنصرم، بينما نشاهدها الآن "مختفية" تماما عن المشهد ملتزمة الصمت "الرهيب" والذي يعطي عدة انطباعات تبحث عن تفسير لها، أولها أنها غير قادرة على أداء مهام عملها كما ينبغي، وثانيها أنها لجنة "تكيل بمكالين"، وثالثها أن الصفة الاعتبارية السابقة لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد كـ"أهلاوي" تمنح النادي الأهلي حق "الحماية" التي تمنع إصدار أي عقوبات ضده، ورابعها أن النادي الأهلي بالفعل تعرض لغبن وظلم فادح أدى إلى التغاضي عن "التجاوزات" الصادرة من منسوبيه مهما وصلت حدة لهجتها كردة فعل مقبولة وبالتالي لا يلام ويستثنى من أي عقوبة انضباطية.
ـ حقيقة لم أجد "تفسيرا" مقنعاً لهذا السكوت سوى تلك المعلومة التي استمعت إليها عبر برنامج "في المرمى" بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم تقدم للفيفا بشكوى ضد مدير المركز الإعلامي الزميل سالم الأحمدي، حيث كشفت لي هذه المعلومة حجم حالة "الخوف" والضعف التي أفقدت هذا الاتحاد "هيبته" ولجانه ممارسة حقه الطبيعي تجاه أندية تقع تحت مظلته رسمياً، وقانون من المفترض أن يكون حريصاً جدا على تطبيقه دون أي "تخاذل" أي خوف مهما كان المبرر والسبب.
ـ على كل حال، لهجة النادي الأهلي القاسية في خطابه الإعلامي التي كثيرا ما تحمل في طياتها "تهديدات"ربما تكون سبباً في تحقيقه هذا الموسم بطولة الدوري كما حدث لنادي النصر بالموسم الماضي، فـ"الإنذار الأخير" كان له أثره ومفعوله القوي.