الأهلي من غسيل "النصر" لغسيل أموال
من كان يتوقع ويصدق أن الفريق الأهلاوي سيتجرأ بذلك العنفوان القاسي على "العالمي" المتجرد من "الرحمة" وبتلك الصورة المؤلمة والمحزنة والمخجلة مزلزلاً بثلاثة أهداف "قاتلة" شباك حارسه عبدالله العنزي أفضل حراس المرمى بالموسم الماضي أحرزها الجلاد القاتل "عمر السومة" بالشوط الأول.
ـ ومن كان يتوقع ويصدق أيضاً أن من عرف بلقب النادي الراقي تمكن من "غسيل" بطل الدوري لموسمين متتاليين مكرراً غسيله بهزيمة ثقيلة جداً قوامها أربعة أهداف مقابل هدفين، كان الممكن أن تكون "سداسية" مؤصلاً في الوقت ذاته بهذا الفوز الكبير والثمين "عقدة" مزمنة باتت مؤكدة للعيان وفقاً لشواهد عينية "موثقة" بالصوت والصورة أنه أصبح من الصعب جداً فكها وحلها.
ـ على ضوء هذه النتيجة الثقيلة والعرض الممتع الذي قدمه الفريق الأهلاوي والفوز المستحق أجدني مباركاً هذا الانتصار الجميل ومديناً بالاعتذار لـ "المجانين" بعدما توقعت في مقال سابق العكس تماماً، مبنياً رؤيتي الاستنتاجية وفقاً لسمعة نجوم نصراوية "محلية" كانت في الفترة الماضية من الدوري غائبة عن المشهد الكروي، ظننت في عودتها سيعود العالمي إلى شموخه لينطلق بسرعة البرق إلى الصدارة ونغمة "تويترية" وسمها المعروف كماركة نصراوية مسجلة باسمه "متصدر لا تكلمني".
ـ بقدر حجم صدمتي وصدمة جماهير العالمي بهذا "الغسيل" الكروي الأهلاوي فإن صدمتي أكبر بالخبر المنشور أمس وأمس الأول بهذه الصحيفة حول "تورط" النادي الأهلي في "غسيل أموال" صحيح أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته إلا أنني حتى كتابة هذه السطور ما زلت غير "مصدق" أن النادي الذي أسسه الأمير عبدالله الفيصل ورأسته مجموعة من الرؤساء الأفاضل الذين تعاقبوا عليه كانوا حريصين جداً في المقام الأول على "سمعته" ومكانة حس بقيمتها الرئيس العام لرعاية الشباب سابقاً الأمير سلطان بن فهد ليمنح الأهلي لقباً خاصاً كـ"تعويض" معنوي من خلال وصفهم بالنادي "الراقي" وهم الذين كانوا قبل أيام وعلى مدى أسابيع يرفعون شعار "المثالية" ومتضجرين من "تدني" عمل اتحاد عيد ومن "فوضوية" لجنة البرقان و"عدالة" يطالبون بها من خلال وسائل الإعلام في أسلوب التعامل ومن ضمنها إجراءات لها علاقة بكتابة الخطابات وإبرام وتسجيل العقود ناهيكم عن معلقات عنوانها العريض "خذوهم بالصوت" تارة وتارة أخرى عنوانها "فجع الذئب ولا قتله"، فهل من "المعقول" أن تصدر من النادي "الراقي" المتفاخر بالمثالية دائماً مثل هذه التجاوزات الخارجة عن نص القانون وأنظمة يتباهى في خطابه الإعلامي عن مدى حجم تقديره واحترامه لها والتزامه بتطبيقها في كل معاملاته وتعاملاته.
ـ عن نفسي لا أصدق وما زالت مصدوماً ولا أتمنى أن يكون ذلك الاتهام صحيحاً بأي حال من الأحوال فإن حدث فتلك طامة كبرى ولعل غياب ردة الفعل الأهلاوية التي تعودنا عليها عبر صمت رهيب يعطي انطباعاً مخالفاً تماماً على ردة الفعل التي صاحبت مذكرة اتحاد القدم لـ(فيفا) بخصوص نادي الاتحاد واللاعب سعيد المولد فلم نلاحظ أي صوت أهلاوي يحتج أو ينفي أو يستنكر أو يشجب عن طريق صراخ إعلامي مستخدماً فيه أسلوب التهديد والوعيد كما جرت العادة، فالكل "صامت"، فهل معنى هذا الصمت الرهيب أن "علامة السكوت الرضا" أم أن حجم الصدمة أفقدهم القدرة على الفهم والاستيعاب والرد أيضاً أم أننا أمام أحد حكم هذا الزمن وعبره الدسمة من خلال التذكير بتلك الحكمة القائلة "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" وبالتالي من حق البرقان أن يكتفي بمقولة أبي حنيفة "آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه" في انتصار أنصفه وأنصف النظام.
ـ الصدمة عندي لا تتوقف عند تهمة غسيل الأموال التي تورط فيها النادي الأهلاوي وإجراءات غير نظامية قام بها من أجل تسجيل لاعب في فترة غير مسموح بها نجح في تمريرها على أعلى سلطة كروية في العالم فحسب إنما حالة من الدهشة و"الذهول" أصابتني بعدما علمت أن هذه الإجراءات المخالفة للقانون الدولي وأنظمة (فيفا) كانت في عهد رجل و"عراب" الاحتراف الأول الدكتور صالح بن ناصر والمعروف بأنه هو من صاغ بنفسه "ميثاق الشرف" الشهير، فهل من المعقول أنها مرت عليه هذه الحالة؟