2015-10-06 | 02:25 مقالات

التيفو المستورد والزي الوطني

مشاركة الخبر      

بقدر حجم تفاؤلي الشديد بفوز منتخبنا الوطني بإذن الله وتوفيقه على المنتخب الإماراتي الشقيق في مواجهته القارية التي ستقام يوم الخميس المقبل ،فإنني في المقابل متفائل جدا بحضور مكثف وغير عادي لجماهير محبة للوطن وإنجازات تأمل أن يكون لها دور مشارك في تحقيقها وهي المعروف عنها أنها مفتونة بحب ومتابعة كرة القدم ومتعة مشاهدة نجومها وبطولة"مزدوجة"بحكم أن تواجدهم سيكون حافزا قويا لصدارة تساهم في تحقيق قفزة مهمة في هذه التصفيات المهمة والمصيرية تمنح لاعبي الأخضر الثقة "وأي ثقة"لا حدود لها للمضي قدما نحو مشوار طويل صعب المنال للوصول إلى نقطة نهايتها ولكنها ليست مستحيلة مع جيل يريد إثبات ذاته والتأكيد بأنه على قدر مستوى الآمال والطموحات ويتمتع بنفس"غيرة" جيل ماجد والنعيمة وأحمد جميل وعبدالجواد والدعيع.
ـ لا أخفي عليكم ان مصدر تفاؤلي بشقيه الفني والجماهيري منبعه أننا ما زلنا نعيش هذه الأيام فرحة ذكرى مرور"85 عاما" على تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، وهذا هو السبب "النفسي"الذي كون لدي انطباعا حول جمهور سوف يحضر ويؤازر ليقدم صورة "حضارية" مشرفة داعما لمنتخب بلاده في أجواء وطنية مناسبة للاحتفاء بعيد من أعياد الوطن وانتصار كروي سيكون له تأثيره المعنوي العميق في مناسبة غالية على الجميع.
ـ ذكرى عيدنا الوطني ذكرتني بعيدي الفطر والأضحى عبر مشهد يتكرر سنويا أثناء ذهابنا لأداء صلاة العيد فالكل
صغار وكبار يرتدون "الزي الوطني" المتعارف عليه فعلى الرغم من كل ملامح التجديد التي أضيفت على الثوب السعودي المواكبة لعصر جديد متجدد بروح شبابه إلا أنه حافظ على رونقه وجماله مع الغترة البيضاء والشماغ الأحمر والعقال الأسود فمازال مجتمعنا السعودي"محافظا" على هذه العادة يكررها مرتين سنويا وفي مناسبة أفراح عقد القران والزواج لا يتخلى عنها وقد كان الشباب من مشجعي الكرة من الجيل السابق حريص على حضور المباريات في جميع ملاعب المملكة بـ"الزي الوطني" المتعارف عليه، والغريب أنه من خلال إعادة مباريات لمنتخبنا السعودي تلفزيونيا في تلك الحقبة الزمنية نلاحظ من خلال تلك المشاهد الجميلة المشجع السعودي وهو يرتدي الزي الوطني إن الإنجازات التي تحققت للكرة السعودية توافق توقيت الغالبية العظمى منها في تلك الفترة الزاهية بجماهير تغطي ملاعبنا باللون الأبيض وليس كما هو حاصل الآن افتقدنا لتلك"الهوية"بكل ما فيها من رمزية وطنية جعلت المشجع السعودي "مميزا" بزيه الوطني من بين جميع أقطاب شعوب العالم.
ـ طبعا لا يمكن المطالبة بالتدخل في حرية الأشخاص وفرض الزِّي الوطني على المشجع الرياضي سواء كان سعوديا أو غير سعودي كما هو معمول به الآن في مدارسنا ومنع من لا يتقيدون بذلك من الدخول فنحن في عصر مختلف في كل شيء حتى في"الأذواق"ولكن كم أتمنى لو أن مباراة الخميس احتفالا بذكرى اليوم الوطني للمملكة أن تكون هناك مبادرة من جماهير الكرة السعودية التي سوف تحضر مواجهة منتخبنا أمام منتخب الإمارات أن يتحول نظام "التيفو" المستوردة فكرته من الخارج إلى "زي وطني" يغطي كافة أجزاء ملعب الجوهرة المشعة لعل هذا التيفو بمظهره الجميل يصبح"فأل خير" على الأخضر السعودي كما كان فأل خير في العصر الذهبي للكرة السعودية.
ـ إنها مجرد فكرة أطرحها عبر هذا الهمس وأحسب أن جيل شباب اليوم"المتجدد" بروحه المتهلف لماضيه الجميل وتراث نراه محافظا عليه سيكون متحمسا جدا سباقا لتنفيذ هذه الفكرة بالتنسيق مع روابط مشجعي أندية الاتحاد والوحدة والأهلي ومكتب رعاية الشباب بجدة، كم أتمنى أن أشاهد جماهير الكرة السعودية تحتفي باليوم الوطني وبمنتخب بلادها وقد ملأت الملعب عن بكرة أبيه ويزينها الثوب الأبيض وتتناثر الغتر البيضاء والأشمغة الحمراء في المدرجات مع كل هدف يسجله الأخضر في شباك الأبيض الإماراتي ، أقول أتمنى ذلك، وكل عام ووطننا بخير قيادة وشعبا.. اللهم آمين.