2015-09-29 | 02:42 مقالات

الهلال والنملة وأمل العالمية

مشاركة الخبر      

الهلال أشبه طموحاته بطموحات تلك النملة التي تحلت بالصبر وميزة الإرادة دون ملل من تسلق الشجرة مرات ومرات أو يتسلل إليها إحباط يمنعها من فكرة المحاولة ورغبة الصعود أكثر من مرة على أمل الوصول إلى قمة الشجرة لتأكل من ثمرة تحتاج إلى جهد لتتمكن من أكلها وسد جوعها.. وقد تحقق لها ذلك، فأصبحت هذه النملة مضرب مثل للكفاح والمثابرة وقصة ممتعة تروى لما فيها من حكم مفيدة لعل يستفيد منها أولئك الذين فقدوا مميزات أصغر مخلوقات الله.
- من يتابع محاولات نادي الهلال على مستوى فريقه الكروي الأول يلاحظ أنه على مدى عقد ونصف يحاول تحقيق اللقب الآسيوي الذي يوصله لـ"العالمية" أسوة بالنصر والاتحاد، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل لتصبح مقولة"العالمية صعبة قوية"تلاحقه كنوع من الشماتة وفيها من "التحفيز" أيضا ومع ذلك لم يثنه هذا السقوط وكل وسائل الإحباط من تكرار المحاولة والتمسك بخيط بسيط من "الأمل" الذي ما يزال يراوده كحلم دون أي كلل أو ملل ،وهذا هو الهلال في هذا الموسم أراه قريباً جدا من بلوغ طموحه، ولعل مباراة اليوم أمام الأهلي الإماراتي لو تمكن من حصد فوز تاريخي يريحه من عناء التفكير في حسابات نتيجة مباراة الإياب أستطيع القول من الآن ألف مبروك يا هلال "العالمية" رغم قوة الفريق الصيني المتوقع وصوله للنهائي فكل المقومات الفنية على مستوى الجهاز الفني الذي يقوده مدرب "عبقري" وعلى مستوى نجوم الفريق لاعبون أجانب ومحليون تدعوني إلى هذا "التفاؤل" وأمل كبير سيتحقق بإذن الله وتوفيقه.
- إذا كان الهلاليون لم "يملوا" ومازالوا متمسكين بشعار تلك النملة الصابرة المكافحة فأنا لا أخفيكم بصراحة أشعر بحالة ملل ليس من تكرار الكتابة وتكرار مقولة "العالمية صعبة قوية" إنما رغبة في تحقيق إنجاز"سعودي" إن حققه الهلال في هذه المرحلة وبعد سنوات من "الجفاف" والعناء والجهد المرير فإن "بني هلال" سوف يكون لهم دور كبير ومهم جدا في تغيير معادلة "الطموح"بين الهلال ومنافسيه من الأندية الكبار بداية من مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية من ناحية قدرته على تحقيق لقبها أو تجاوز المركز الرابع الذي حققه شقيقه نادي الاتحاد.
- كما أن بلوغ الموج الأزرق للعالمية يجدد من روح المنافسة بينه وبين الاتحاد والنصر، فمن يستطيع من الأندية الثلاثة تحقيق لقب "العالمية" للمرة "الثانية" وبالتالي تشتد روح المنافسة بينهم، ناهيكم عن مساحة كبيرة من أطروحات إعلامية تعزز من فرز إبداع الكلمة والصورة لخلق مزيد من الروائع القادرة على رفع سقف الطموح وجمهور يتفاعل مع هذه المعادلة الجديدة، وهذا ما يحفزني اليوم إلى تهنئة الهلال بفوز أتمناه وبطولة أتوقعها، ويزيد من هذا التحفيز والتشجيع رؤية كثير ما كتبت عنها، وهي أن الهلال لو وفق في الوصل إلى "العالمية" فهو اللقب "الرسمي" الوحيد الذي من حقه أن يعتز به ومن حقنا أن نبارك له ونفاخر به بين كل تلك الألقاب التي حصل عليها من اتحاد "التاريخ والإحصاء" هذا الاتحاد الذي مات"مقتولا"بيد وجدت أن موته خير من بقائه حيّا، وهذا ما فعله صالح باهويني عضو الشرف الاتحادي الرئيس الحالي لهذا الاتحاد"جزاه الله خيرا"على ما فعله، والذي بموت اتحاد التاريخ الإحصاء دفنت معه كل الألقاب التي حصل عليها الهلال مثل"نادي القرن ونادي العقد"ودفن معها سيرة اتحاد"الشقق".
- تفاؤلي الكبير لا يمنعني أيضا من مصارحة محبي الأزرق بانطباع تكون من خلال مواجهة الهلال والرائد، فالمستوى الذي قدمه الزعيم في تلك المباراة يجعلني "أخاف" على ممثل الوطن من العودة إلى نفس الدوامة وبالتالي يكسر مجاديف كاتب هذا المقال بكل ما فيه من طاقة أمل "فتعود حليمة لعادتها القديمة"بما يدعو كاتبه بالعودة مرة أخرى إلى تلك "النملة"ليبحث ويتقصى لعله يجد في كتب التاريخ وقصص "كليلة ودمنة"نصائح مفيدة تمنع أن يتسلل إلى قلمه الإحباط بالموسم المقبل ليكتب من جديد دون كلل وملل "الهلال والنملة وأمل العالمية".