(خطافو الوحداويين والرئيس المكي)
حالة "خطف" تعرض لها نادي الوحدة في "وضح النهار" من قبل النادي الأهلي نتجت عنها معركة صحفية اطلعنا عليها قبل أيام في سجال صحفي بين رئيس نادي الوحدة السابق الدكتور محمد بصنوي ورئيس النادي الأهلي سابقا أحمد المرزوقي بسبب تحول الوحداوي مساعد الزويهري عضو الشرف ونائب رئيس نادي الوحدة بالموسم الماضي إلى "أهلاوي" وقع عليه الاختيار ليرأس قلعة الكؤوس والذي رشح نفسه بمحض إرادته وهو في كامل قواه العقلية للرئاسة وتمت تزكيته من قبل شرفيي النادي الأهلي.
ـ هذه المساجلة المثيرة هي في الواقع من شكلت عندي من خلال إظهار كل طرف أبرز مميزاته وعيوب الطرف الآخر فكرة هذا المقال، فالمرزوقي تباهى بـ"قيمة" حجم مكانة الأهلي عبر منجزات تتحدث عن بطولاته المستمرة وطموحات لاتتوقف مواكبا طموحات الأندية الكبيرة وليس كنادي الوحدة الذي أصبح جل طموحات رجاله وجماهيره عدم الهبوط لأندية الدرجة الأولى أو الصعود لأندية الممتاز بينما جاء رد وتعقيب البصنوي"عنيفا"يحمل في طياته لغة "الاعتزاز" بمكة المكرمة وأبنائها "الأوفياء" لناديهم الوحدة،معبرا عن استيائه الشديد للخطوة التي أقدم عليها الزويهري طالبا منه عقب تصريح المرزوقي ترك رئاسة الأهلي فورا حفاظا على "كرامة" أهل مكة ومكة التي صنعته حسب النص الحرفي المنشور في جريدة مكة حيث قال (الوحدة هو شيخ الأندية السعودية إدراجاً على قائمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتاريخه معروف لدى جميع الرياضيين السعوديين ولا يجهله إلا أمثالك الذين يجهلون التاريخ المجيد الذى كان للوحدهة مع بداية نشأة الكرة السعودية. وأضاف بصنوي : الوحدة ليست "ملطشة"يا دكتور أحمد،ولكن للأسف الشديد رجاﻻت مكة خذلوها وأولهم الزويهرى الذى جعلك تتشدق بما ﻻيليق بشخصك. ولو أنه فعلاً يغار على مكه التى صنعته وجعلته من أثرياء البلد، أن يترك رئاسة النادى حاﻻً ويعود لبيته الذى بناه وليس من الضرورى أن يعود لنادى الوحدة، ولكن لحفظ كرامة مكة وأهل مكة المكرمة التى تعديت عليها وعلى رجالها الذين صنعوا تاريخ الكرة السعودية).
ـ عملية "الخطف"كمسمى أو صفة صحفية دارجة ومتداولة في عالم الرياضة وأنديتها قبل أن تكون مكتسبة من حالة"اجتماعية"بالمجتمع السعودي مرتبطة بالمشاكل الزوجية ،لو حللنا مسبباتها الحقيقية لوجدنا من خلال تلك المساجلة"الأهلاوية الوحداوية" إن كلام البصنوي كلام إنشائي "حلو" وجميل للغاية ودوافعه استفزاز جاء من أحد رجالات الأهلي اضطره إلى التنفيس عن"غيرته" الشديدة نحو مكة ونادي الوحدة وهو لايلام تجاه هذه الغيرة المحببة والمطلوبة ولكن في نفس الوقت لإيلام الأهلاويين أن"خطفوا" وحدوايا هو من"خطب" ودهم وتقرب إليهم ولابد أنه وجد في الأهلي من "المغريات" غير المتوفرة في ناديه الوحدة بسبب وجود بيئة"جذابة"فرضت عليه تغيير مساره ليخدم ناديا هو أيضا من أندية الوطن يستطيع عبر منظومة "متوافقة" متكاملة تحقيق جزء من طموحاته كـ"رجل أعمال"وجد ضالته في الرياضة والنادي الأهلي تحديدا لبلوغ أهدافه.
ـ نعم يجب على البصنوي ورجالات الوحدة الاعتراف بهذه الحقيقة إن بيئة ناديهم أصبحت " منفرة" أدت إلى هذه الحالة من"الهروب"إن جاز هذا الوصف ،ولعل مايؤكد صحة ذلك"مشهدان" سابقان حدثا قريبا،الأول بعد صعود الوحدة الى دوري جميل فقد شاهد الجميع مشهد "التحدي" بين عدة أطراف وحداوية تريد أن تظهر في الواجهة الإعلامية وكأنها صاحبة"الإنجاز"وليس حبا في الوحدة وفرحة بصعوده ـ كما تدعي ـ بينما المشهد الثاني أثناء عقد الجمعية العمومية حينما تخلت تلك الأطراف "المقتدرة" ماليا عن ترشيح نفسها للرئاسة،والسبب معروف أن وضع البيت الوحداوي منذ فترة طويلة تطغى عليه "الشللية" والانقسامات وأرجو أن لايزعل مني الوحداويون بمواجهتي لهم بواقعهم المرير فهذا الزويهري فضل الهروب للأهلي وقبله خالد المطرفي الذي كان من أبرز أعضاء الشرف الداعمين لناديه السابق الوحدة،وقبل هذين العضوين جزء كبير من جماهير الوحدة بعد تدني مستوى الوحدة وابتعاده عن قائمة "الكبار" والمنافسه وهبوطه لأندية الظل تحولت هذه الجماهير بـ"الكوم" لتشجيع الأهلي، وسبق لي أن كتبت عن ذلك في مقال تحت عنوان"الأهلي والبطيخ"من منظور أن قشرته خضراء ولبه من الداخل أحمر اللون نسبة لجماهير وحداوية كبيرة جدا "هجرت" تشجيع الوحدة في التسعينات من القرن الهجري الماضي متجهة للنادي الأهلي "نكالا" في نادي الاتحاد الذي كان المنافس "الأول" للوحدة مع بداية نشأة الكرة السعودية.
ـ من خلال هذه"الحقائق"المثبتة أرى أن مسلسل " الخطف" الأهلاوي سوف يستمر ولن يتوقف وربما يتصاعد إلى مرحلة تصبح الوحدة "فرعا" للأهلي بمكة المكرمة ولن يبقى للكيان الوحداوي إلا "اسمه" فقط لاغير، خاصة وأننا في عصر اختلفت"العقليات" وتشجيع الكرة باتت تحكمه المصالح "المادية" إضافة الى "سمعة" تجذب المستثمرين عبر شركات راعية يهمها الاستفادة "الدعائية" عن طريق أندية مشهورة وقريبة من البطولات والأهلي وإن لم يحقق بطولة الدوري لـ"34" سنة إلا أنه بالموسم الماضي قدم نفسه كناد بطل مغر جدا للوحداويين وغيرهم في سوق استثماري مربح.
ـ تاريخنا الرياضي سوف يدون حالة الخطف الأهلاوية بكل تفاصيلها في سجلاته وحتما ستبقى في ذاكرة الوحداويين أجيالا متعاقبة كما سيدون التاريخ أن وحداويا "صميما" رأس النادي الأهلي في يوم من الأيام ليحذف صفة "الملكي" التي كان يتفاخر بها الأهلاويون كلقب من وجهة نظري لا مكان له من "الإعراب" ونفس الشيء بالنسبة للهلال وسبق لي أن وضحت ذلك في مقال سابق ثم إن الألقاب لا"تختطف"إنما توهب وتعطى وفقا لوقائع وحقائق مرتبطة بأحداث ومناسبات وشخصيات لها مكانتها الاجتماعية هي من تمنح ذلك النجم أو النادي لقبا ينسجم ويتوافق مع إنجاز حققه أو صفة تتلاءم مع نجوميته وصفاته، ولهذا فإن مساعد الزويهري سوف يصبح أول رئيس "مكي" وحداوي يرأس النادي الأهلي منذ تأسيسه مع "تحفظي" الشديد على نظامية ترشيحه وتزكيته وهو لم يكمل عاما كاملا على عضويته الشرفية بالنادي الأهلي و"الاستثناء" إن حصل عليه فيه دلالة أن أنديتنا تدار وفق آلية مشي حالك ونظام "شرم برم" العربي بطبعة سعودية.