2015-07-21 | 04:19 مقالات

نحن في خطر

مشاركة الخبر      


المشهد العام الذي مرت به الأمتان العربية والإسلامية وتمر به أيضا الآن سياسيا وأمنيا وشعوبيا لايدعو إلى الراحة والاطمئنان فمشروع "الصهوينة العالمية" الذي كثيرا ما حذر منه الشهيد الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز طيب الله ثراه في كل خطبة يخطبها ومناسبة يجول فيها دول تجمعنا معها لغة الضاد لتحقيق ودعم مشروعه الوحدوي وشعاره "التضامن العربي الإسلامي" نراه الآن من خلال حقائق ماثلة أمام أعيننا على أرض الواقع واقعا لا مجال للشك فيه ينفذ نصاوحرفيا فملامحه بدأت مع ما يسمى بـ"الربيع العربي"من ثورات حولت بعضا من أهم الدول العربية إلى دويلات، الحروب والخراب والدمار والإرهاب يسودها في كل قطعة من أراضيها وهذه شعوبها شردت وعدد كبير انتهكت أعراضها وسفكت دمائها.
تفكيك الدول العربية من خلال الثورة على حكامها مخطط نجحت الصهيونية العالمية في بلوغه اهدافه "الكسنجرية"خطوة بخطوة عبر قادة"خونة"وشعوبا أغرتهم أحلام"الحرية"منجرفين خلف شعارات تسعى لنشر نظام"الديمقراطية"بعدما كان حلمها الأسمى والأكبر تحرير المسجد الأقصى والصلاة فيه،ليتحول ذلك الحلم إلى سراب"نسيا منسيا".
ـ ومن هنا ظهرت خيوط المؤامرة الكبرى لمخطط "الفوضى الخلاقة"القديم الجديد الذي كشفت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية "كونداليزا رايس"مستهدفا الإسلام عبر تشوية صورته وتوظيف سياسي وإعلامي لتحويل المسلمين إلى"إرهابيين" وكانت نقطة البداية انطلقت ونحن لا نعلم عن خفاياها من أفغانستان عبر شباب "غرر"بهم تم تعبئة رؤوسهم بشعار"الجهاد في سبيل الله"صرفت المليارات لتجنيدهم ومدخرات ذهبت "هباء منثورا" لفكر إرهابي نلمس بين حين وآخر نتائجه الوخيمة المؤلمة،واليوم نشاهد ماخلفته تلك المؤامرة الكبرى،وفوضى خلاقة معني بها في المقام الأول"الإسلام والمسلمين"للنيل منهم عبر زرع "فتن" الطائفية بين شعوبهم وحروب تفتك بهم بأيدهم وبسلاح"جعلنا بأسهم بينهم"وهذا السلاح هو أقصر الطرق وأسهلها لتكملة المشروع الصهويني وحرب انطلقت ظاهرة الآن على الملأ وعلى المكشوف لزعزعة أمن واستقرار بلدان الدول المسلمة والتي فشلت كل الخطط والمؤامرات لتفكيكها رغم كل مااستخدم من وسائل حديثة تخريبا وتضليلا وتدمير "عقول" شبابها وسبل أخرى من دسائس تستهدف أمن واستقرار تلك الدول وشعوبها وفي مقدمة تلك الدول مصر ودول الخليج وعلى وجه الخصوص بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ولتصبح إيران الدولة التي تدين بدين الإسلام هي اليوم الأداة المستخدمة لتحقيق مشروع"الصهوينية العالمية"عبر لوبي يهودي يدير الشؤون السياسية في هذا البلد المسلم.
ـ من كان يتصور أن يصل حال دول عربية مسلمة كانت تنعم بالأمن والاستقرار مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن إلى ما وصلت إليه الآن من خراب ودمار وشتات كنا نظن أن الحرية و"الديمقراطية" هي الحل و"النجاة" من استبداد حكامها لتكتشف شعوبها المشردة "الخدعة الكبيرة" التي انقادوا وراءها وإن كان البعض من هؤلاء الحكام مستبدا إن الهدف الذي كانوا يسعون إلى بلاوغه "مخالفا" لأمانيهم فقد كانوا هم وسيلة وأداة لتحقيق مشروع "الشرق الأوسط الجديد" ضمن المشروع الأساسي للصهيونية العالمية.
ـ ما نراه اليوم فيما يجري ويدور حولنا هو بمثابة"عبرة" لدول أنعم الله عليها بنعمة الأمن والاستقرار يجب أن تحافظ عليها بكل مالديها من "قوة" وهذه القوة من خلال تماسك وتلاحم الشعب مع القيادة، وبلادنا بلد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ودول الخليج أيضا نموذج ولله الحمد"يقتدى به" في هذا التماسك والتلاحم نفخر به ويحسدنا عليه الكثير ممن فقدوا هذه النعمة العظيمة ،كما أنه ينبغي علينا جميعا أن ندرك تماما أننا نحن الآن في مرحلة "خطرة" جدا تدعونا إلى أن نكون شعوبا وحكاما أكثر "يقظة" فما يحاك لدولنا ويدبر في الظاهر والخفاء بات معروفا ومكشوفا لنا ولغيرنا سواء من أعداء الإسلام والمسلمين أو أولئك "المتربصين" بأمننا واستقرارنا فلنكن على أهبة الاستعداد من جميع النواحي وعلى كافة المستويات والأصعدة لمواجهة هذا "الخطر" الصهيوني الذي حذرنا منه شهيد هذه الأمة فيصل بن عبد العزيز "يرحمه الله" وقبل ذلك كان التحذير من الله عزو جل في محكم كتابه وماجاء على لسان خير البشرية رسوله الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
ـ اللهم انصر هذا البلد وكل من ينصر الإسلام والمسلمين وعليك يارب يا قوي ياجبار بأعداء هذه الأمة ،اللهم ياالله هيئ لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعضديه "المحمدين" الرشد والرأي السديد واجعل على أيديهم ومن خلالهم وعبر عبادك الصالحين من علماء المسلمين تضامنا وتلاحما للأمتين العربية والإسلامية حفاظا على دينك وعلى خير بلدان العالم بلد الحرمين الشريفين، اللهم آمين..