سوبر "لوكس" وسوبر "فقر"
حينما بدأ البعض من المغردين في تويتر يتداولون خبر إقامة مباراة السوبر بين النصر والهلال في عاصمة الضباب لندن بعدما انتشرت أخبار سابقة بأن المدينة الحالمة دبي بأحد ملاعبها الفاخرة سوف تقام هذه المباراة لم أكن أصدق الخبر في كلتا الحالتين ظناً مني بأنها أخبار "الصيف" انتقلت عدواها من الصحافة الورقية إلى عالم تويتر.
ـ حتى بعد نشر تصريحات رسمية تؤكد صحة المعلومة التويترية ما زلت غير مصدق أنه يوجد بيننا "مسؤولون"
واترك المساحة مفتوحة لاختيار نوعيتهم سواء من اتحاد الكرة أو على مستوى أعلى أو أدنى من جهات أخرى يقبلون ثم يرحبون بالفكرة ويدعمون بالسير قدماً نحو تنفيذها والذين وصلوا لهذا "العمق" من الفكر البعيد تماماً عن "عقد" نفسية ترفض التجديد مقدمة لغة الإحباط وكسر المجاديف بديلاً تستند إليه تحت نغمة "لعبة الفقراء" تعزف عليها.
ـ قبل الموافقة على الفكرة ثم بعدما أصبحت حقيقة مسلماً بها بقرار رسمي صادر من اتحاد الكرة "صدمت" صدمة كبيرة بأن العقول "المعقدة" الرافضة بشدة متناهية للسوبر "لوكس" اللندني لاحظت أن غالبيتهم "صحفيون" من ذوي الخبرة ومن حملة القلم احتوت في مضمون احتجاجها واستنكارها على آراء بالفعل "فقيرة" وجدت أنها غير منطقية وفي كلامها "فلسفة" المثل القائل "خالف تعرف" لعدم قدرتها على "استيعاب" أننا في عصر مختلف اندمجت مجتمعات العالم كلها مع متغيراته، فلم تعد اللغة والجنسية والمكان هي التي تتحكم فيه وفي منظومة حياته وقراراته، وكرة القدم كلعبة شعبية وصناعة من الممكن أن تحقق ربحاً مادياً عبر أوجه استثمار لو أحسن طرق تسويقها، فضلاً عن أنه من المعروف أن هذه "المدورة" هي أول من بدأت وأعلنت هذا التغير وتفاعلت مع كل معطيات ووسائل التطوير بكافة أنواعها وألوانها.
ـ ولعل أكثر كاتب صحفي صدمني وأربك ذاكرتي هو الزميل الكاتب الصحفي في هذه الصحيفة الدكتور "حافظ المدلج" ففي الوقت الذي كنت متوقعاً أنه هو أول من سوف يكون "سعيداً" بالفكرة ومشجعاً لها ومروجاً لها بعقلية اقتصادية "استثمارية" منفتحة على العالم الآخر وإعلامية متحضرة ورياضية مواكبة لعجلة التطور إلا أن العكس حدث منه "مخالفاً" لكل آراء سابقة كان يتحفنا بها؛ إذ إنني وجدته من خلال ما يغرد به تويترياً ويكتبه صحفياً هو من أشد المعارضين لإقامة السوبر في لندن وفقاً لقناعات قدمت لي صورة بروازها انكسر واتحطم تماماً.
ـ أنا هنا لست متحاملاً على كاتب صحفي من حقه أن يعبر عن رأيه وقناعاته فما اطلعت عليه وقرأته لا يمكن بأي حال من الأحوال يمثل فكر حافظ، ولو جاءت هذه المعارضة من زميلنا "أبو زايد" محمد نجيب الذي يمثل جيلاً قديماً لكنا مررناها مع أنه في مقاله الأسبوعي المنشور هنا يوم السبت الماضي كتب رائياً "احترافياً" راقياً حول لندن ومباراة السوبر أتمنى من الزميل حافظ وكل قروب "الفقراء" قراءة ما سطره جيداً وإنني على يقين أنهم سيجدون عقب فهمهم لمحتواه أنهم ما زالوا يمثلون صحافة "مكانك سر" وفقر فكري فظيع جداً.
ـ خلاصة القول.. إقامة السوبر السعودي في لندن تجربة جديدة من المؤكد أنها ستكشف لنا جوانب "خفية" قابلة للاستفادة من إيجابياتها وسلبياتها وتكرارها مرات في دول أخرى، وبالتالي لا أظن أننا في جميع الأحوال سوف "نندم" على خوض هذه التجربة و"التاريخ" الرياضي حتماً سيحفظ أسماء كل من لهم دور في طرح الفكرة والمبادرة بإقامة "سوبر لوكس" كروي "فاخر" في لندن ودعمها وتشجيعها.