السهلاوي «يستاهلها» والسومة «يشرب» مويتها
أنصفت جائزة الكرة الذهبية لاعب نادي النصر وهدافه المتألق محمد السهلاوي حينما منحته بتصويت منطقي جداً وغير عاطفي جائزة أفضل لاعب بالموسم الرياضي، والذي والحق يقال إنه لقب «الأفضلية» يستحقه بجدارة وبلا منازع، وإن لم يحصل عليه فمن تلك العين الظالمة والضمير الغافل والفكر المتعصب الذي يقبل بأن تمنح لغيره وسواه.
ـ غضب الأهلايون لأن جائزة أفضل لاعب يرون أن من يستحقها لاعبهم وهداف الدوري «الصاعقة» القاتلة عمر السومة «وما أدراك ما السومة» فقد غاب عن ملاعبنا هذا النوع من اللاعبين الهدافين الذين يخطفون الهدف في لمح البصر والذين لا أمان لهم فالغدر ميزتهم فالمدافع هو الذي «يأمن» لبراءة ملاح السومة وطيبته «الساكنة» القريبة من ذلك المثل القائل «ياما تحت السواهي دواهي» ولكن إن اعترفنا بقيمة هذا الهداف والنجم الكبير فلابد لنا أن نسأل سؤالاً بسيطاً وعقلانياً جداً ماهي حصيلة نجوميته وإبداعاته، فعلى المستوى الشخصي نجد أنه نال لقب هداف الدوري وبالتالي ذهبت الجائزة له «تلقائياً»، أما على مستوى ناديه فمهما بلغت الأهداف إذا لم تكن النهاية للقب «يتوج» تعب موسم كامل فهذه الأهداف «ابلعها واشرب مويتها»، وهذا ما ينطبق على سومة الأهلي فقد شاهدناه متألقاً مبدعاً طوال الموسم إلا أنه في نهاية الموسم أصبح «نائماً» وأكبر دليل على ذلك المواجهة المصيرية والفاصلة أمام فريق التعاون، فقد كان وجوده كعدمه في حالة من «البرود» القاتل الذي لم أر نهايته إلا حينما اضطر جروس إلى تبديله، فغضب وعندها فاق من سباته وهناك أكثر من مباراة كان السومة أشبه بمن هو في حالة «غيبوبة» تماماً.
ـ طبعاً على العكس تماماً من السهلاوي الذي لا يمكن أن نلغي دوره «المؤثر» جداً في ترجيح كفة فريقه النصر وهو من خلال أهدافه «الماكرة» ساهم بشكل كبير في تحقيق فارس نجد لبطولة الدوري وللسنة الثانية على التوالي، ولهذا فهو من «يستاهل» لقب «الأفضل» والجائزة الذهبية فمبروك له. ومبروك للنادي «المثالي» النادي الأهلي ولو أن «الأفضلية» هي الأنسب كمسمى لهذه الجائزة وهذا ما كان ملموساً على مستوى فريق لم يهزم طوال الموسم وقدم أداءً فنياً وعطاءً مبهراً في معظم مبارياته، ورب قائل يسأل ما هذا التناقض، أعطيت الأفضلية للسهلاوي من منظور النهاية السعيدة فلماذا بنفس المعيار لا يحصل عليها الفريق النصراوي، وهنا سوف أكتب رأياً أرجو من النصراويين أن يتقبلوه بروح رياضية؛ فالأهلي كسب «الأفضلية» فنياً في الميدان بدون «فزعة» حكام أجانب ماركة «نص كم» وهذا هو الفرق بين الحالتين، حتى على المستوى التدريبي لا أرى أن جروس يستحق لقب أفضل مدرب ولا حتى داسيلفا، حيث أرى أن جونير مدرب التعاون هو من يستحق جائزة أفضل مدرب فلو توافرت له إمكانات النصر والأهلي المادية والبشرية لحقق التعاون جميع بطولات هذا الموسم، فهذا المدرب صنع فريقاً رائعاً من لا شيء ظهرت لمساته على أداء الفريق وتطور ملحوظ جداً في مستوى بعض اللاعبين.
ـ جاءت استقالة رئيس لجنة الانضباط إبراهيم الربيش من لجنة الانضباط «متزامن» توقيت تقديمها بعد العقوبات التي اتخذتها اللجنة ضد ثلاثي النصر، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي جعل اتحاد الكرة هذه المرة «يطنش» الرئيس قبل استقالته ويصدر القرار، فهل ثبت لاتحاد القدم من خلال عدة حالات سابقة أن «نصراوية» الربيش كانت طاغية وبالتالي «طفح الكيل» خاصة في حالات واضحة للجميع وبالذات في مناسبة ملكية. وهل استقالة الربيش تعني اعترافاً علنياً بنصراويته التي يريد كشفها للجميع عبر رفضه لقرار العقوبة وإن لم يحدد سببها إلا أنها باتت مكشوفة، حتى لو كان ذلك على حساب مهنيته وسمعته كرجل قانون.
ـ رمضان مبارك، وكل عام وأنتم بخير.