البرو(mbc) وابو بدلة جنان
انتهى الموسم الرياضي وشاهدنا مستوى تغطية قنوات "pro bc" للدوري السعودي وبطولتي كأسي ولي العهد والملك، وتابعنا الاستديو التحليلي والبرامج المصاحبة وكذلك مستوى إخراج المباريات والمعلقين عليها فلم أجد تلك الإضافة "المبهرة" الا في تطويع أجهزة إلكترونية بتقدم خريطة لعب الفريقين وخطوط تكشف جوانب من أداء اللاعبين وتمركزهم وأخطاء تحكيمية بناء على مقاسات مبرمجة باتت كلها مع التقنية الحديثة عملا روتينيا عاديا فرض وجودها عصر حديث يتطلب مواكبة ما يحدث في العالم من تطور وتجديد.
ـ الجديد الوحيد الذي لابد أن يلفت انتباهي والمشاهد الكريم هو أن مقدمي البرامج ومحللي الاستديو التحليلي والذين ينتمون لهذا البلد يرتدون "بدلا" مفصلة بعناية فائقة وألوان زاهية على طراز ينسجم تماما مع موجة العصر وأذواق "لبنانية" رفيعة المستوى.. الحق يقال.. وأحسب بل أجزم أن تكلفة تفصيلها "محسوبة" على الإدارة المشغلة لهذه القنوات ولكن لا أدري "بكم"، ولا يعني أني "أستخف" بأذواق الزملاء الأعزاء بقدر ما
رغبت في إعطاء كل ذي حق حقه و"إنصاف" حبايبنا الأخوة اللبنانيين الذين "يبدو لي" هم من أسندت إليهم مهمة هذه البرامج من الألف للياء "شكلا ومضمونا" ورؤيتي هذه مبنية على "تخصص" الإبهار المعروف عنهم والمأخوذ أصلا من الفرنسيين.
ـ وبقدر إعجابي بالذوق اللبناني لا أخفيكم حاولت أن أجد "تفسيرا" مقبولا لـ"بدلة أبوجنان" إن صحت هذه التسمية على وزن أغنية الفنان الراحل "أبوضحكة جنان" فلم أجد سببا "مقنعا" خاصة وأن المشاركين في البرامج والاستديو كلهم "سعوديون" وشاهدناهم في القنوات الرياضية السعودية والخليجية يرتدون الثوب السعودي والغترة والعقال وبنفس "الثقافة" الكروية التي يتمتعون بها سواء على مستوى التقديم أو التحليل وإن كان هناك فرق فيعود إلى أن تلك القنوات وعلى وجه الخصوص قنوات "الوطن" حينما كانت هي الراعية والمنتجة للدوري السعودي وبقية البطولات كانت تقدم عملا "احترافيا" أفضل من خلال تواجد استديو لكل مباراة وليس كماهو حاصل في"pro mbc" استديو "التجميع والتوفير" اثنين أو ثلاثة يتولون مهمة التحليل لمباراتين وثلاث مباريات في آن واحد.
ـ وعلى الرغم من كل ذلك الاهتمام التي كانت تقدمه القنوات الخاصة أو المحلية للدوري السعودي وبقية المسابقات الكروية إلا أن القائمين عليها لم يسلموا من النقد والسخرية بحكم أن سقف الطموح عند الإعلام المتجدد كان ومايزال عاليا متأملا أن يتوافق مع رغبة مشاهد تحول للدوريات الأورببية ولقنوات "مشفرة" مستمتعا بخدمة ممتازة سواء على مستوى النقل التلفزيوني المباشر صورة واضحة لا تعكر مزاجه بتوقفات أشبه بانقطاع الكهرباء من موقع الحدث وإخراجا راقيا من قبل مخرجين "متخصصين" على مستوى عال من الكفاءة والحس الفني، وليس من قبل مخرجين يذكرون المشاهد بمسلسل "باب الحارة" وأحيانا بالمسلسلات التركية، ناهيكم أن بعض معلقي قنوات "بدلة أبو جنان" يعلقون من "منازلهم" وأعني من دولتهم الغالية "الإمارات" لتقليص مصاريف التذاكر والإقامة ولسان حال عامر عبدالله وفارس عوض "شو ها الزنكة يا حياتي".
ـ عموما لا أريد أن أكون "قاسيا" أكثر على قنوات كنا نأمل أن تكون تغطيتها للكرة السعودية وبطولاتها الأخرى متوافقا مع سمعة القناة "الأم"، لا تبهرنا بـ"التغريب" وكأنها تعطي انطباعا أن مشكلة المشاهد والإعلام السعودي تكمن في معاناته من "عقدة" الثوب السعودي وأن "بدلة أبوجنان" سوف تحل المشكلة وتجعل كل المشاهدين والمتابعبن والمهتمين "راضين" كل الرضا عن قنوات "المليارات" وبالتالي بغضون الطرف عن أي عيوب مهما كان حجمها مضمونا وأداء، هذا هو الفكر الذي وصلني من خلال أيضا اختيارات لنجوم الكرة لا تتوفر فيهم صفات "المحلل الفني" تواجدوا في الاستديو التحليلي حسب منهج "شختك بختك انت وحظك" دون ان تتوفر فيهم الخبرة ووفقا لنظرية "الانبهار" اللبنانية المهتمة بـ"الشكل"
وترسيخ عقدة "الأجنبي" بطريقة مقلوبة.