2015-03-31 | 07:00 مقالات

عاصفة الحزم وما أدراك ما الحزم

مشاركة الخبر      

لم تكن عاصفة الحزم مجرد تسمية "عشوائية" دون أن يكون لها معنى ومغزى كبير كعنوان عريض لحرب اضطرت لها المملكة العربية السعودية ضد فئة يمنية باغية انشقت عن الحق وعن مصالح وطن وشعب بكامله، سعت إلى تنفيذ أجندة عدوانية تحقيقا لمطامع خارجية تهدد أمن اليمن ومنطقة الخليج والعالم العربي والأمن الدولي، إنما انطلقت هذه التسمية بناء على "حكمة" سياسية تتناغم وتنسجم مع ملامح شخصية قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، الذي منذ أن عرفناه على مدى أكثر من نصف قرن عبر عدة مناصب قيادية تقلد مهمة مسؤولياتها مسؤول تميز بصفة الحزم في مواقفه وقراراته وعلى وجه الخصوص في كافة القضايا المتعلقة بـ"حقوق" الإنسان المواطن والمقيم، حيث تجده حاسما "حازما"، التردد ليس في قاموس شخصيته إذ لا يقبل أي تعديات أو تجاوزات يرفضها ديننا الحنيف ولا تقر بها عاداتنا وتقاليدنا كمجتمع سعودي محافظ ولا أنظمة الدولة منذ أن وحد هذه البلاد بانيها ومؤسسها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.

-استراتيجية "الحزم" منهجية لمسناها أيضا مع أول يوم تولى فيه "أبوفهد" الحكم ملكا عبر عدة قرارات صدرت في لحظات عصيبة عاشتها المملكة والعالم بأسره في يوم "حزين"، تمثلت هذه القرارات في توقيتها ومنظومتها وأهدافها سمات "الحزم" والتي أبهرت العالم ومنحت بلادنا هيبة ومكانة عالمية أكد من خلالها "حفظه الله" حجم التلاحم بين الشعب وقيادته والأمن والأمان الذي يمتع به وطن كان ومايزال مضرب مثل لكل الأوطان والشعوب قاطبة،

-كما لمسنا بعد ذلك وفي فترة زمنية قياسية لم تتجاوز الأسبوع حزمة أخرى من القرارات "التاريخية" التي شكلت في نوعيتها"عزما"لعزيمة رجال تبشر في مجملها بمرحلة جديدة لمسيرة هذا البلد تتجه في هيكلة وزارية وإدارية إلى قفزة تنموية دلت في معطياتها الأولية على رؤية مستقبلية لملك ينشد العز والازدهار لبلده وشعبه، راسما في سبيل تحقيق نتائجها وأهدافها خطوطاً واضحة لمعالم حضارية نحو غد مشرق يدعو إلى الآمل والتفاؤل منبعها الثقة وإرادة "حزم" قوية تتطلب من الجميع المزيد من العمل الجاد والعطاء المتواصل الدؤوب والإخلاص والتضحية.

- ملامح شخصية الملك"الحازم" أسعدتنا اليوم أكثر من سابقاتها، ذلك لأن"عاصفة الحزم" كشفت لنا وللعالم أجمع جوانب مهمة حول دقة صناعة القرار وآلية تنفيذ تتسم بفكر منظم يضع الخطط السياسية والحربية والإعلامية بدقة متناهية ويحسن اختيار الرجال الذين كماشاهدنا من اليوم الأول لعاصفة الحزم كيف استطعنا كسعوديين إبهار العالم أرضا وفضاء، هذا الانبهار لا يقتصر على انتصارات حققها"100" طيار سعودي مقاتل في ساحة القتال ومانتح عن الضربة الأولى وماتحقق بعد ذلك فوق الأرض، إنما على مستوى جوانب مهمة في مجالات أخرى كان لها أثرها البليغ ببلوغ هذه الانتصارات في حقبة زمنية قصيرة جدا، نذكر منها الخطة الإعلامية التي واكبت لحظة بلحظة"عاصفة الحزم" وحرب ضد الحوثيين بالصورة والكلمة، فلم نر عملا مرتجلا إنما كان مرتبا منظما بناء على منهجية تم الإعداد والتجهيز المسبق لها بتنسيق محكم وفق منظومة فريق عمل متكامل يقودها ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف ووزير الدفاع محمد بن سلمان، برزت من خلال مجموعة مترابطة تنقل المعلومة الخبرية من قبل المصدر المتخصص والمتمكن لسير المعركة أولاً بأول وكل مايتفاعل مع هذا الحدث من أحداث تحتاج إلى همة رجال من الشباب وذوي الخبرة لاحظنا تواجدهم كجنود تقاتل أيضا في ميدان الكلمة تؤدي دورها في الداخل والخارج على أكمل وجه عبر حضور إعلامي تلفزيونيا وإذاعيا وصحفيا، وعبر مواقع الإعلام الحديث لكيلا يعطى للمندسين فرصة لنشر الإشاعات أو تحقيق انتصار معنوي للعدو وأعوانه.

_كل هذه المكاسب الأولية التي تحققت للمملكة العربية السعودية من خلال عاصفة الحزم وماسيتلوها من مكاسب أخرى متوقعة بإذن الله وتوفيقه لاشك أنها جعلت نظرة العالم لهذا البلد حكاما وشعبا نظرة مختلفة تماما عن فترة سابقة، وضعت" السعودية"لا أبالغ إن قلت في مصاف "الدول العظمى "التي سوف يحسب لها ألف شأن بما يحدونا إلى استثمار هذه المكاسب ومانتج عنها من"سمعة" مشرفة تجاه هذا الوطن وأبنائه إلى أن نرى همم العزم والحزم في قطاعات ومجالات أخرى علما وثقافة وأدبا واقتصادا ورياضة، تنقل أيضا صورة"مشرفة"لمهد الرسالة المحمدية أرض الحرمين الشريفين، ومواطن "سعودي"مكافح منتج يفتخر به وفرت له الدولة كافة الإمكانات فكان على قدر الثقة والمسؤولية، مضيفا لهذا البلد إنجازات عظيمة ليؤكد إنها في شتى المجالات تعد واحدة من بين أهم الدول العظمى التي يشار لها بعزم وحزم أبنائها بالبيان.