2015-03-13 | 06:24 مقالات

صلاة الفجر وتأهل النصر

مشاركة الخبر      

خطاب يثلج الصدر، ويبهج القلب ذلك الذي جاء على لسان رئيس لجنة الحكام عمر المهنا أثناء حديثه الموجه لحكام المستقبل حينما قال مؤكدا "أنه لا يثق بحكم لا يؤدي صلاة الفجر"، بما يعطي انطباعاً عاماً جيداً حول شخصية قيادية تخاف الله، وبمثل هذه التوجيه يغرس في الجيل القادم من الحكام قيماً دينية تعزز لديهم مخافة الله وتحفزهم على الاستقامة والشعور بالثقة تجاه رئيس يتعامل معهم كأب ومعلم، وأغلب ظني أن جيل اليوم من يعملون تحت قيادة المهنا لديهم نفس الانطباع والمشاعر.

ـ ولو بحثنا في السيرة السلوكية لحكام الدرجة الممتازة والأولى من خلال سؤال المهنا بحكم قربه الشديد منهم سواء عن طريق الاجتماع الشهري أو معسكرات خارجية هل كل الحكام يؤدون صلاة الفجر وبالتالي جميعهم تثق فيهم أم أن العدد قليل وهذا ما قد يكون عاملا مؤثرا من عدة عوامل ساهمت في تذبذب مستوى الحكم السعودي، فتارة يصل إلى القمة وتارات يتجه إلى القاع.

ـ حينما ننظر في مباراة الوحدة والنصر التي أقيمت مساء يوم الإثنين الماضي وتحديدا لركلة الجزاء التي أعيد تنفيذها بقرار من حكم المباراة بعدما أخفق لاعب النصر في تسديدها بناء على توصية من الحكم المساعد بسبب أن حارس الوحدة تحرك خارج خط المرمى المسموح له ونضع هذه الحالة في مقارنة مع حالات لا حصر لها حدثت في هذا الموسم شبيهة لحارس لم يلتزم بتطبيق قانون هذه اللعبة أو لاعبين دخلوا المنطقة المحرمة أثناء تنفيذ ركلة الجزاء دون أن نشاهد حكم ساحة أو مساعدا يتخذ قرارا بإعادة ركلة الجزاء مرة أخرى، فهل كل هؤلاء الحكام لا يعرفون قانون اللعبة أم استهتار منهم في تطبيقه في حين أن حكام مباراة الوحدة والنصر كان لديهم إلمام بالقانون وأهمية تطبيقه؟

ـ سؤال حقيقة لا أستطيع الإجابة عليه، فلو حدث العكس في نفس المباراة وتحرك حارس النصر فهل سيعيد حكم اللقاء ركلة الجزاء مرة أخرى؟ الإجابة هنا أيضا فيها نوع من التحفظ من منظور كم هائل من ركلات جزاء كانت تستحق الإعادة إلا أن حكامنا تجاهلوا تطبيق القانون ولماذا حضر في مباراة واحدة فقط؟ قد يكون"الإنذار الأخير" سبباً جوهرياً جعل من حكام اللقاء يستشعرون بـ"الخوف" الشديد من كحيلان النصر ويحسبون له ألف حساب لكيلا يقعوا في أخطاء تضعهم تحت مقصلة النقد وما بعد الإنذار الأخير ولكم أن تتصوروا لو خرج النصر مهزوماً وتأهل الفريق الوحداوي كيف سيكون موقف النصراويين حول حكام لم يطبقوا القانون؟

ـ ما أريد الوصول إليه جميل جدا أن يأتي توجه رئيس لجنة الحكام فيه اهتمام بالقيم الدينية سواء بالنسبة للجيل الحالي أو المستقبل، ولكن يجب في المقابل حثهم على الإلمام بقانون كرة القدم والحرص على تطبيق "العدالة" في جميع المباريات وليس في مباراة واحدة حسب "مزاج" طاقم التحكيم، وإن كنت أستثني تماماً الحكم الشاب عبدالرحمن السلطان الذي تألق في هذا الموسم من أن يكون من بين المتأثرين بالتهديدات أو من يستسلمون للضغوط، ويبدو لي "والله أعلم" أنه من بين الحكام المحافظين، ولهذا كان التوفيق حليفه هو والطاقم الذي كان بقيادته.