2015-01-27 | 07:22 مقالات

دارين أكسري الصحونوابكي يا صغيرتي

مشاركة الخبر      

سقطت ابنتي على الأرض وهي تهم بالذهاب لمشاركة إحدى زميلاتها فرح زواجها عندما علمت بوفاة والد الجميع عبدالله بن عبدالعزيز ، فقررت عدم الذهاب، إلا أن والدتها قالت لها أنها مجرد إشاعة،فتوجهت لمقر الفرح بعدما طار ذلك الخبر السيىء من رأسها.

ـ بعد ساعة من انتهائنا من المشاركة في برنامج (ليالي آسيا) اتصلت هاتفيا بزوجتي من مقر اقامتي بمدينة الخبر وكنت انا والزميل دباس الدوسري في غرفة الزميل احمد الشمراني مقدما لها العزاء فإذا بها تقول لي انها مجرد اشاعة فأكدت لها صحة الخبر فردت من فجعة الصدمة"لا مو صحيح عبدالله بن عبدالعزيز لم يمت" واجهشت في البكاء وقالت لي مع السلامة رافضة تصديق الخبر .

ـ بمجرد ما تأكدت ابنتي الصغرى بصحة النبأ الفاجع لحظة وصولها لمقر فرح زميلتها تركت المكان وعادت الى البيت وهي تبكي بكاء لم يسبق لها ان بكته في حياتها وهي الآن في سن السابعة عشرة من عمرها وكذلك الحال بالنسبة لأمها.

ـ حالة الحزن التي خيمت على اسرتي الحزينة امتدت الى اليوم الثاني لاحظت ذلك بعد عودتي الى جدة واذ بأبنتي الحزينة تطلب من والدتها كسر بعض الصحون لان البكاء كاتم على صدرها وخانقها ولا تستطيع البكاء فمازال الالم على فراق الملك عبدالله يعصر قلبها البرئ،فأذنت لها بتكسير عدد من الصحون وبمجرد من انتهت من تكسيرها ذهبت في نوبة بكاء اخرى وتعود لها هذه الحالة من الحزن الشديد المصحوب بالدموع المنهمرة من عينيها كلما جاء ذكر اسم فقيدنا الغالي حتى انها اصبحت غير قادرة على مشاهدة التلفاز والاستماع الى برامج تأتي بصورته وتذكر مناقب الراحل ومواقفه الانسانية.

ـ هذه ليست قصة من نسج الخيال او مبالغ فيها انما هي قصة حقيقية وان سبب نشرها وذكر جزء من تفاصيلها التراجيدية الغاية منه الكتابة عن حالة لاتمثل اهل بيتي واسرتي الصغيرة انما في كل بيت واسرة سعودية وربما عربية مسلمة توجد دارين وامها تاثروا بصدمة موت حبيب الكل الملك الانسان الذي ملك القلوب بحبه لهم وعطفه ورقة ونبل مشاعره على ابنائه وبناته من شعبه وامته.

ـ انها صورة بليغة جدا مصغرة جدا لحالات كثيرة يصعب حصرها ومعرفتها، احسب انها تفوق بمراحل عن حب عظيم تكنه دارين وامها لهذه الشخصية الفذة التي كانت نظرة الصغير والكبير لها ذكورا واناثا في مقام (الوالد) وليس الحاكم ولو بحثنا عن قصص اخرى فيها من الم وحزن فراقه لوجدنا مايكفي لكتابة مجلدات وتغطي برامج نلفزيونية لشهور عديدة،ولسان حالهم جميعا يكاد يكون كحال لساني "يادارين اكسري الصحون وابكي ياصغيرتي فمصابنا جلل وعظيم بموت هذا الوالد القائد.

ـ انه حب عميق لملك (استثنائي) خصه الله بهذه المحبة النادرة جدا في كثافة حجمها ومضمونها وتأثرها الواضح بعفوية ظهرت عبر كلمات معبرة ومواقف صادقة تناقلتها منذ اعلان نبأ موته جميع القنوات الفضائية المحلية والخليجية والعربية والاجنبية عبر تغطية "اسطورية" لم يسبق ان حدثت لملك وزعيم في اي دولة بالعالم وكأن القدر له حكمة ربانية في اختيار موعد هذه الوفاة في يوم فضيل يوم "الجمعة"ودعوات لعبدالله بن عبدالعزيز بالرحمة والغفران وجنة الخلد.

ـ موعد اصل بالثانية والدقيقة حب وانتماء شعب للاسرة المالكة" آل سعود" الذي مكنهم ملك الملوك من حكم هذا البلاد بشريعة الله وسنة نبيه من خلال المؤسس لها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه اذ شاهدنا عن كثب ولمسنا عن قرب (اسرع) بيعة في التاريخ المعاصر تمت ولله الحمد والمنة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد محمد بن نايف في سلاسة غير مسبوقة بهرت العالم وأخرست الحاسدين الحاقدين.

ـ حزن لم ينته وفرح لن ينتهي فرحا ببقاء عبدالله بن عبدالعزيز خالدا في القلوب والدعاء الدائم له ان يجزيه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء،ويحفظ لنا قيادتنا الحكيمة ويديم على الشعب السعودي المخلص الوفي لدينه ووطنه ومليكه نعمة الأمن والأمان والاستقرار ، اللهم آمين.