2014-11-11 | 07:01 مقالات

سعودية (رغماً عن) القطرية والإماراتية

مشاركة الخبر      

من منا لا يتمنى لمنتخب بلاده تحقيق بطولة خليجي22 مهما كان موقعه من الإعراب في دائرة العلاقة التي تربطه بكرة القدم وجمال لعبة شعبية ومنافساتها المثيرة، حتى الإعلامي الذي يجب أن تتوفر فيه صفة (الحياد) في آرائه التحليلية والنقدية لايستطيع إخفاء انتماءه الوطني لمنتخب بلاده وهو إحساس ليس بغريب إن روادني أنا وزملائي الإعلاميين، وهذا ما حفزني لكتابة هذا المقال وهذه المقدمة لأعلن على (المكشوف) أمنياتي بأن يحصد (الأخضر) السعودي لقب هذه البطولة (على الرغم من).

ـ نعم (على الرغم من) هذه العبارة الموضوعة بين قوسين وما تحمل في مضامينها من هواجس روح (التحدي) والتي باتت تطاردني في اتجاهات متعددة وأنا أبحث عن مدى إمكانية أن تتجسد هذه (الأمنية) على أرض الواقع بنهاية سعيدة للشعب السعودي يتوج منتخبنا الوطني بطلا على أرضه وبين جماهيره للمرة (الرابعة).

ـ حينما أرى إعلاماً فضائيا (خاصا) بات بدون أدنى شك (مؤثرا) لا يواكب إعلاما ورقياً في دعم بطولة تستضيفها بلاده موجها برامجه الرياضية بفتح ملفات (تنبش) قضايا شائكة وإن ظن أنه لامس بطرحها واقع مشكلة إلا أنه لم يستطع تأجيل النقاش حولها إلى وقت (مناسب) لينخر نخرا مخجلا قبل أن تبدأ البطولة باحثاً عن (السلبيات) في الوقت الذي من المفروض عليه أن يكون متسلحا في هذا التوقيت وهذه المرحلة على وجه الخصوص بحاسة (الوعي) الوطني التي تستدعي من إعلام سعودي أن يلتحم في مناسبة وطنية (كتلة) واحدة ممارساً دوره مشاركا قويا في إنجاح بطولة تستضيفها بلده، ومساهما في الترويج والدعاية لها عبر عمل تلفزيوني يغوص في الجوانب (المضيئة) تدعو للتفاؤل وتقدم صورة جميلة لإعلام يخدم وطنه، ولهذا أقول عندما أرى هذا النوع من الإعلام (المحبط) ثق تماما أن الأخضر على الرغم من (إحباط) تشكل أدواته ومادته فإن نجومه الأبطال سيكونون على قدر وحجم (ثقة) الجماهير السعودية ومحبيه ولن يخذلوا الوطن كما خذله إعلام (محبط) جدا.

ـ أما إن تحدثنا عن المنتخبات الخليجية الثمانية المشاركة وأين منها الأجدر باللقب فعلى الرغم من حقائق ماثلة أمامنا نحو منتخب (قطري) تعطيه الأفضلية ثم المنتخب (الإماراتي) وفق إعداد تم لكلا المنتخبين عبر معسكرات أقيمت خلالها مجموعة من المباريات الودية فإننا وإن كانت أمنياتنا تحرضنا بأن نتخلى عن (المنطق) وتطالبنا أن نجري وراء أهوائنا الشخصية المزاجية ونقول البطولة (سعودية) من منظور له صلة بفترة استعداد (ضعيفة) للأخضر فإنني لن (أبالغ) في مشاعر وطنية تحثني أن أكون (منحازا) لمنتخب بلادي إلا أنني (على الرغم من) من فوارق واضحة أشرت إليها في السطور الماضية فإن كوكبة النجوم التي يزخر بها الأخضر السعودي وميزة مشاركته في أقوى دوري عربي ومدرب (محظوظ) ثم دعم ومؤازرة جمهور هو (ملح البطولة وسكرها) تعطيني كل هذه (الامتيازات) الحق وكل الحق بأن أشرع أبواب (الأمل) وأقول إن فرصة حصول (أخضرنا) على لقب البطل (متساوية) إلى حد كبير مع المنتخبين العنابي والأبيض، ولعل مواجهة الافتتاح بين منتخبنا والمنتخب القطري تقدم ملامح كبيرة لـ(هوية) البطل ولا أستبعد أن للبحرين كلمة (قوية) في هذه المجموعة يستفيد أحد الطرفين منها ويخسر آخر التأهل في حين أرى أن الإمارات وعمان من المجموعة الثانية هما الأقرب لدور الأربعة والأكثر قرباً لتحقيق اللقب في المرتبة الثانية هو المنتخب الإماراتي.

ـ على الرغم من كل هذه الأمنيات والتوقعات فقد يأتي البطل بعيدا كل البعد عن الأسماء المرشحة فبطولة الخليج منذ أن عرفناها وتابعنا منافساتها تحدث فيها كثيرا (أم المفاجآت) ولكن نسبة حدوث ذلك ضئيلة جدا جدا.

ـ إن كانت هناك منافسة بين ثمانية منتخبات فهناك أيضا منافسات بين المدربين واللاعبين على ألقاب نجومية (خليجي22) وكذلك بين القنوات الفضائية في من يستطيع (سحب) المشاهد إلى قناته عن طريق اختيار أفضل المعلقين وتقديم برامج مباشرة مشوقة تغطي باقتدار هذا الحدث الخليجي بكل أبعاده وتفاصيله الدقيقة والذي أصبح جزءاً من تركيبة نسيج مجتمع خليجي واحد.