لوبيز وحسينو(عالمية) الأخضرين
بعد مُشاهدتي لمباراة منتخبنا الأول يوم الجمعة الماضي أمام منتخب الأوروجواي وما قدمه لاعبوه من أداء ومستوى فني (مشرف) جدا و(ثقة) بالنفس كانوا عليها طيلة شوطي المباراة وهذه بالذات جعلتني (منتشياً) في غاية السعادة وأستطيع القول إن الأخضر السعودي الآن بالفعل في أيد أمينة بإذن الله وتوفيقه، وبالتالي من حقي وحق محبيه أن (يتفاءلوا) كثيراً بمرحلة إنجاز وقفزة في مسيرته تختلف تماما عن مراحل سابقة عانى منها عقدين من الزمن تقريبا نتيجة (تدخلات) حذر منها الإعلام الرياضي مرارا وتكرارا وكان هناك من المسؤولين من ينفيها ويكذبها حتى جاء محمد الدعيع ليكشف المستور ويؤكد صحة تدخلات كانت واضحة في صميم عمل مدربين وليس مدربا واحدا..
ـ أكاد أسمع وأنا أسطر فرحتي بمنتخب (واثق) من قدراته وإمكاناته من يقول لي على مهلك ولا تفرط في (تفاؤلك) فمن الخطأ جدا أن تصدر حكمك من مباراة واحدة أو مباراتين وكلتاهما وديتين فقد تتغير لغتك ورؤيتك حينما يلعب الأخضر مواجهات رسمية ومصيرية عبر استحقاقات خليجية وآسيوية مقبل عليها قريبا فلربما حينها (تندم) وتضطر إلى تقديم اعتذارك وإعلان خيبة أملك في المدرب لوبيز واللاعبين ثم في إدارة المنتخب والاتحاد السعودي لكرة القدم.
ـ نظرتي الحالية والمستقبلية ليست مرهونة بانتصار أو تحقيق بطولة إنما رؤيتي تحمل شعاع (الأمل) وأنا أرى في تلك الليلة كوكبة من النجوم دخلت ملعب (الجوهرة) مسحت من رؤوسها ومن نفسياتها شبح (الخوف) من أسماء منتخبات كبيرة ونجوم (عالميين) فلم ألاحظ تلك (الفروقات) التي توحي في البداية (ضعفاً) فنياً ثم (استسلاماً) معنوياً يسلم المباراة ونتيجتها للفريق الأقوى وصاحب السمعة والهيبة العالمية إنما لمست من خلال عطاء اللاعبين أن (الندية) كانت واضحة في تعاملهم مع أجواء هذا اللقاء الودي وهذا أول ما لفت واسترعى انتباهي لينبشوا ذاكرتي نحو جيل ماجد عبدالله ومحمد عبدالجواد ومحسن الجمعان وصالح خليفة وحمزة إدريس وسعيد العويران والمصيبيح وسامي الجابر وأحمد جميل في مواجهتين كانتا أمام المنتخب الهولندي ثم البلجيكي ببطولة كأس العالم عام1994والتي أقيمت بأمريكا وكيف تمكن ذلك المنتخب من كسر كل (حواجز) الخوف والرهبة والفروقات الفنية وقدم مستويات ونتائج نالت إعجاب الملايين وغيرت نظرة العالم عن السعوديين بصفة عامة وليس الكرة السعودية فحسب.
ـ هذا هو الإحساس الذي تولد عندي وبالتالي كون لدي (قناعة) بأن الأخضر بات يضع أقدامه من جديد على أبواب العالمية ليعود إليها من جديد بمدرب قوي الشخصية يرفض بشدة التدخل في عمله أو يقبل بأي (إملاءات) خارجية كانت موجودة في مراحل سابقة هي من كان لها أثرها السلبي في إيجاد نوع من (الحساسية) بين اللاعبين أفقدهم معنى الولاء والروح القتالية وكنا كإعلام نلومهم على غيابها ونحن لا نستطيع ولا غيرنا معرفة ما يدور في رؤوسهم ولا إلغاء تأثير نار (الغيرة) الحميدة الملتهبة في صدورهم حينما يلاحظون أن هناك (فروقات) في أسلوب التعامل بينهم فهم (بشر) معرضون لمثل المتغيرات (النفسية) وانعكاساتها السيئة جدا.
ـ عندما لمحت اللاعب الكبير حسين عبدالغني في دكة الاحتياط أيقنت تماما أن منتخبنا في يد أمينة مع مدرب (محترف) لا يقبل أن يكون لعبة في يد مسؤول أو إعلام متعصب في مقابل مادي هو أكثر ما يهمه ويبحث عنه، وأدركت حجم (القائد) المؤثر الذي لم يتحسس من أن يصبح اللاعب البديل ليكون (قدوة) لاحظنا كيف امتثل لها الحارس الشاب عبدالله العنزي محترما رأي المدرب، ومن خلال هاتين الحالتين أدركت السمات (القيادية) التي يتميز بها (أبو عمر) والتي كان لها تأثيرها الجيد في (ترويض) اللاعب الكبير محمد نور حينما كان لاعبا في النصر يحترم قرارات المدرب بحذافيرها شكلا ومضمونا وتأكد لي أيضا نجاح الاجتماع الذي عقد بين لوبيز واللاعبين (حسين وعبدالله) عمليا ونظريا.
ـ أعجبني المدرب بأنه لم يستبدل الحارس المتألق وليد عبدالله والذي كان في قمة مستواه الفني إرضاء لعامل نفسي يخص الحارس الشاب وأعجبني أكثر حينما بدأ المباراة بعبدالله الزوري حرصا منه لكي لا (يهز) ثقة اللاعب في نفسه وأيضاً بقية زملاء اللاعبين وقد أحسن في اختيار التوقيت المناسب بتغييره حينما أشرك القائد حسين عبدالغني لـ(يعزز) الثقة في كامل الفريق الدي أكمل المباراة بروح لمسنا كيف ارتفعت والنتيجة التي آلت إليها بتسجيل هدف أحرزه اللاعب البديل (الصقر) نايف هزازي والذي هز كما شاهدنا وسمعنا مدرجات ملعب الملك عبدالله.
ـ الجوانب الفنية التي تخص التشكيلة الأساسية والتغيرات التي أجراها لوبيز ليس من الحكمة الحديث عنها، فالمباريات (الودية) عند كل مدرب لها (أهدافها) خارج تماما عما يفكر فيه المحللون والنقاد والجمهور وأغلب ظني أنه تحقق جزء كبير منها والجزء المتبقي قد نراه في مواجهة منتخب (أضعف) المنتخب اللبناني.
ـ عالمية الخطوط القطرية هي من أغرت النادي الأهلي، هذا ما صرح بِه رئيسه الأمير فهد بن خالد وهو طموح رائع جدا مستمد من المثل القائل (اقرب من السعيد تسعد) لعل مها تصبح فأل خير على الأهلاويين ويصلوا للعالمية وتحقيق بطولة الدوري التي غاب عنها الأخضر أكثر من (30) سنة.