الهلال أهم من سامي
حينما اتخذت إدارة الهلال بالموسم الماضي قرار التعاقد مع سامي الجابر مدرباً للفريق الكروي الأول هل حصلت على موافقة أعضاء الشرف الذين اجتمعت معهم مساء يوم الإثنين الماضي وغيرهم ممن تواصلت معهم هاتفياً وفقاً لـ(مشروع) مرحلي تبنوه بالأغلبية أو بالإجماع متحملين مسؤولية تبعاته وما يترتب على ذلك من احتمالات النجاح والفشل لمدرب ستكون مهمته في غاية الصعوبة والتجربة التي سيخوضها كمدرب مبتدئ (يتعلم) في الهلال أم هو قرار إداري بحت؟
ـ إن كان الموقف الأول فيجب على الإخوة الشرفيين الذين رحبوا بالقرار ودعموه ألا يتخلوا عن سامي الجابر ويلتزموا بمشروع مدرب يجب أن يأخذ فرصته كاملة حسب عقد اتفاق احترافي وقع معه بموافقتهم، أما إن كان القرار إداريا دون أخذ موافقة أعضاء الشرف فإنني أتساءل على أي أساس قبل أعضاء الشرف حضور ذلك الاجتماع إلا في حالة واحدة أنهم حصلوا على كلمة من رئيس النادي متعهدا على تصحيح الخطأ الذي وقع فيه بـ(إهمال) حس به نحوهم ويرغب من خلال عقد هذا الاجتماع أن يكون
القرار هذه المرة مبنياً على نظام تطبق فيه أجواء (ديمقراطية) بالتصويت عليه (بنعم أو لا) وفقاً لرؤية تهتم في المقام الأول بمصلحة الكيان الهلالي وفي هذه الحالة يصبح الأمير عبدالرحمن بن مساعد ملزماً بتنفيذ (الوعد) والتعهد الذي بموجبه عقد هذا الاجتماع، أما إن أخل بكلمته فإنه للمرة الثانية يتحمل مسؤولية تبعات هذا الموقف (السلبي) الذي قد يؤدي إلى حالة (انشقاق) كبير داخل البيت الهلالي ولا أظنه يقبل ذلك مضحياً بمصلحة الهلال على حساب سامي الجابر.
ـ الحالة الواضحة أمامي عقب انتهاء الاجتماع وما أفرزه من بيان وموقف (غامض) أن الاجتماع أخذ طابع الرأي (الاستشاري) ونتائجه يبدو لي أنها فاقت كل الاحتمالات التي تصورها رئيس النادي والتي تدعم إقالة سامي الجابر والبحث عن مدرب أجنبي له سمعته وخبرته التدربية التي تلبي طموحات جماهير الهلال وتتوازى مع سمعة ومكانة الكيان ومن منظور آخر له علاقة بموسم رياضي (مختلف) متوقع أن ترتفع حدة المنافسة مع الأندية الأخرى وبالذات المنافس التقليدي النصر الذي أعد العدة بإبرامه عدة صفقات وضربات قوية ظفر بها تدل على أنه مواصل لتحقيق البطولات وزيادة رصيده من الإنجازات وأن أي مجازفة يغلب عليها العاطفة نحو مشروع غير مضمون نجاحه على الرغم من المؤشرات (الإيجابية) التي قدمها مدرب (سنة أولى) تدريب تحسب لسامي الجابر في سجله التدريبي ولاشيء في سجل الهلال.
ـ موقف لا يحسد عليه يقع فيه كل الهلاليين وليس الأمير عبدالرحمن بن مساعد لوحده فقط فالعاطفة الجياشة نحو نجمهم (الأسطوري) جعلتهم مترددين في اتخاذ القرار و(منقسمين) ومع أنني أميل لدعم مشروع المدرب الوطني وفقاً لرؤية بعيدة المدى تنصب في مصلحة الهلال أيضا وإن كنت أرى من خلال المستويات الفنية التي قدمها هلال سامي بالموسم الماضي في دوري (ضعيف) أن الفريق الهلالي بمنتهى (الشفافية) كان فاقد الهوية وينبغي لكل المتحمسين لسامي الجابر ونجاح مشروع (صناعة) مدرب أن يتحلوا بحكمة (الصبر) لفترة طويلة تحتاج على أقل تقدير لموسمين أو ثلاثة لتظهر بصمات مدرب تكونت لديه خبرة كافية في مجال التدريب، أما إن وجدوا أن (مصلحة) الهلال أهم وأكبر من سامي وليس لديهم (التضحية) من أجله في مقابل بطولات تضيع وجمهور يغلي فليست إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد مجبرة على الإقدام على مغامرة أخرى قد تؤدي إلى مزيد من الانشقاق وبالتالي إلى إسقاطها عبر أصوات جماهير تتخلى عن عاطفتها تجاه أسطورة لاعبها المحبوب ستطالب برحيلها.