2014-05-20 | 09:48 مقالات

القروني وسامي والقرار الشجاع

مشاركة الخبر      

موافقة المدرب الوطني خالد القروني على تدريب الاتحاد وهو مرتبط بعقد مع الاتحاد السعودي لكرة القدم يعد من وجهة نظري قرار (شجاع) جدا بحد ذاته لما فيه من مخاطر قد تؤثر على مستقبله التدريبي سواء فيما يتعلق بنجاح تجربته في الاتحاد أو فشلها خاصة وأن الفريق قبل استلامه له كان آنذاك على (كف عفريت) للمشاكل الإدارية والمالية المحيطة به ناهيك عن موقعه في الدوري والذي لم يكن يسر محبيه أو حتى (ضمان) عودته إلى تدريب المنتخب الأولمبي مع أنه حصل على موافقات (شفهية) من عيد ومن أبونخاع وقد لمسنا على أرض الواقع بعد ذلك كيف تم التعامل معه في جوانب كثيرة أحسن الظن فيها من منظور إجراءات إدارية من المفروض أن تتم بين الطرفين بشكل (احترافي) ولكن بعدما قام اتحاد القدم بالتعاقد مع مدرب آخر دون إشعاره بهذه الخطوة (غير الاحترافية) قبل الإقدام عليها على أقل (تقدير) متساوية ومتوازية مع نفس الفعل الذي أقدم عليه قبل إعطاء موافقته النهائية للإدارة الاتحادية دلت على أن كل تلك الإجراءات وما صاحبها من إثارة وشوشرة إعلامية ماهي إلا دليل على (نية مبيتة) لإنهاء العلاقة معه على الرغم من اللغة (الناعمة) جدا التي عبر عنها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد آنذاك في تغريداته بتويتر أو في تصريحاته الإعلامية المتضمنة دعمه للمدرب الوطني وتقديره لرغبة القروني والظروف الصعبة التي يمر به ناد عريق مثل نادي الاتحاد ـ حسب تعبيره.

ـ بعد انتهاء خالد القروني من مهمته كمدرب معار لنادي الاتحاد لفترة محدودة وعدم إعطائه الموافقة عقب تأهل الفريق الاتحادي لدور الثمانية بدوري أبطال آسيا بالاستمرار وإعلان رغبته بالاجتماع مع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم على الرغم من إسناد مهمة تدريب المنتخب الأولمبي لمدرب آخر يجب أن تحظى هذه الخطوة بشيء من التقديرالكبير من قبل اتحاد القدم رئيساً وأعضاء، وهذا التقدير يتمثل في (تصحيح) كل المواقف السابقة التي تم التعامل معها بأسلوب غير (حضاري) طبعاً لن أطالب بإعادته إلى تدريب المنتخب الأولمبي وإنهاء عقد المدرب الجديد إنما أترك ذلك لأخلاقيات أحمد عيد ومجلس إدارته و(الحاسة) الوطنية التي يتمتعون بها وإن كنت أتوقع من باب (حسن الظن) فيهم للمرة الثانية قيامهم بتوجيه خطاب شكر وتقدير على الإنجاز القاري الذي حققه مع نادي الاتحاد والتأكيد أن عقده مازال قائما بتدريب الفرق السنية للمنتخبات وحرصاً من اتحاد القدم على مواصلة نجاحه في مهمته والتي تدعو للتفاؤل والدعم فإنه لا يمانع من تمديد فترة إعارته لنادي الاتحاد لموسم آخر.

ـ في نفس الوقت أحيي الإدارة الاتحادية (المؤقتة) برئاسة إبراهيم البلوي على قرارها التي أعلنت فيه عن رغبتها في استمرارية خالد القروني مدربا للنمور (الشابة) حيث إنني أرى أن هذا القرار هو من أفضل القرارات الثلاثة (الشجاعة) التي اتخذتها على مستوى الفريق الأول لكرة القدم منذ تعيينها، أولها كان إسناد مهمة التدريب للمدرب خالد القروني، والثاني الموافقة على إنهاء العلاقة مع اللاعب أحمد الفريدي، والثالث الذي فيه رد اعتبار لمدرب وطني (حورب) من اتحاد بلاده وفقاً لـ(معطيات) واضحة لا يوجد لها أي تفسير غير ذلك.

ـ بقي لي ملاحظة مهمة وهي أن دفاعي عن المدرب الوطني خالد القروني مبني على (إعجابي) الشديد بالقرار الشجاع الذي اتخذه بتدريب الاتحاد وإحساس (وطني) قدمه لنا في صورتين مختلفتين، متمنياً أن يوفق في اتخاذ قرارات أخرى فيها من (الشجاعة) المطلوبة منه لما فيه (مصلحة) الفريق الاتحادي والمنتظر أن يقوم بها من خلال اختيار لاعبين أجانب وفقاً لاحتياجات الفريق وأيضا فرض (قناعاته) تجاه أي لاعب محلي من الموجودين ببقائه من عدمه أو سيتم التعاقد معه حسب الفائدة المرجوة منه ضمن مجموعة (متميزة) بات من الصعب والخطأ أن يبقى فيها أو يدخل عليها لاعب (نشاز) يهدر كل الجهد الذي بذل لفريق شاب أصبح اليوم مضرب مثل.

ـ في الختام وعلى سيرة المدرب الوطني دعمه وتشجيعه، أتمنى اليوم أن يوفق الهلاليون إدارة وأعضاء شرف في اتخاذ قرار (شجاع) بتجديد الثقة في المدرب سامي الجابر إلا إن وجدوا في مفاوضات نادي سان جرمان الفرنسي (مخرجا) مناسبا مثلما فعل الاتحاد السعودي لكرة القدم مع القروني فذلك موضوع آخر يتطلب منهم توفير مبلغ (10) ملايين ريال للكابتن سامي "حسبما علمت" كشرط جزائي في حالة إنهاء العقد معه من قبل إدارة النادي.