مع التحية والتقدير للمقام السامي (3ـ 3)
معالي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع أشار في تصريح تلفزيوني مقتضب أن (المكرمة الملكية) بالحصول على امتياز النقل الحصري لمباريات الدوري السعودي ساهمت في توظيف (1000) شاب سعودي، ومثل هذه المعلومة على الرغم من أنها غير ملموسة على أرض الواقع مع احترامي للهزاع ولوبنسبة 50%وإن سلمنا بها تقديرا لمحبتنا له، فهذه واحدة من أهم المكتسبات التي حققتها نتائج (المصلحة الوطنية العليا) التي ربما كانت غائبة في الفترة الماضية والحالية بشكل أكبر وأوسع أو لنقل إن التفكير فيها كان محدوداً جدا حسب توصيات ذكرت اثنتين منها في مقال الأمس عبر مخاوف ليس لها أساس من الصحة مازال البعض يلعب على وترها، ولهم في ذلك (مآرب) أخرى دون النظر للأسف الشديد لهذه المكتسبات من خلال رؤية (أعمق) لها علاقة بتجارب سابقة من المفروض الاستفادة منها وتطبيقها لا أن يتم تشويهها أو نسيانها وتجاهلها على الرغم من بعض (السلبيات) التي يتم تضخيمها تحت بند (حرية غيرمسؤولة) تحت شعار الغيرة الوطنية و(المصلحة العليا للوطن).
ـ لو نظرنا إلى هذه التجارب بدءا من قنوات الـ (art) الرياضية وقنوات خليجية اشترت حقوق النقل منها ثم قناة الجزيرة وماترتب على ذلك من توظيف نسبة كبيرة من الشباب السعودي في هذه القنوات سواء بنظام التفرغ الكامل أو الجزئي كمتعاونين، سوف نجد أن الفوائد التي تحققت لهؤلاء الشباب عظيمة جدا وإن كان للأسف الشديد لم يستطع القطاع التلفزيوني الحكومي في السابق وحاليا من تحقيقها ولا أظن أنه بمقدوره في المستقبل القريب والبعيد أيضا تحقيقها لأسباب يطول شرحها ربما أتطرق إليها في جزء من هذا (الهمس) أو مقال آخر.
ـ من بين هذه الفوائد المناخ (الصحي) الذي توفر لهؤلاء الشباب منهم وبالذات قليلو الخبرة، حيث تم صقلهم حتى وإن أقدموا على أخطاء كبيرة في الجانب (المهني) ومن بينها التجاوزات غير المقبولة، إذ تجد هناك من القياديين من يتكفل بحمايتهم ويتصدى لأي عقوبة (إنهاء خدماتهم) أو حرمانهم من الظهور على الشاشة قد تصدر بحقهم وهذه واحدة من أهم العوامل التي شجعت نسبة كبيرة من الشباب السعودي ومن ذوي الخبرة على العمل في هذه القنوات بانتماء مهني لاحدود له بعدما وفر لهم (الأمان) الوظيفي المبني على أمان نفسي يفجر طاقاتهم ومنحهم قدرة أكبر على العطاء ومساحة عالية من الإبداع مع أن البعض منهم كانوا يعملون في التلفزيون السعودي، وهذه حقيقة أتمنى الاهتمام بها إن كانت موجودة ضمن توصيات اللجنة، وإن كنت أشك كثيراً في أنها تضمنت هذه التوصيات.
ـ ومن بين الحقائق التي ينبغي الاعتراف بها أن القطاع التلفزيوني الحكومي (بخيل) جدا فيما يقدمه من رواتب ومكافآت ومازال إلى يومنا هذا (متفوقعاً) لا أقول أنظمة (أكل الدهرعليها وشرب) فحسب إنما فكر قديم عتيق ينظر إلى حجم مصروفات ميزانية والعائد من توفير بعض بنودها، ولو كان ذلك على حساب نهضة تطويرية تحتاجها القنوات السعودية، وهذا مايجعل القطاع الخاص سواء سعودي أو خليجي أو عربي يستثمر هذا الفكر(القديم) ويقوم باستقطاب شباب إعلام هذا البلد وكذلك من ذوي الخبرة دون أي حساسية من صرف رواتب ومكافآت تصل البعض منها إلى (خمسة) أضعاف ما يصرفه القطاع الحكومي، وليس ذلك فحسب إنما استلامها في آخر نهاية الشهر دون أي تأخير وعلى حسابهم البنكي مع مميزات توفير المواصلات والإقامة في أفضل الفنادق.
ـ من منطلق حقائق رصدتها في أجزاء ثلاثة عبر هذا الهمس آمل أن يكون في كل ماورد فيه (حس وطني) يتجانس مع (المصلحة الوطنية العليا) ليأتي قرار (المقام السامي) فيه دعم للقطاع التلفزيون الحكومي متوازيا مع دعم للقطاع السعودي الخاص ولايمنع مشاركة القطاع الخاص الخليجي وفق ضوابط يتم الاتفاق عليها ضمن بنود العقد على أن تكون منطقية متوافقة مع عصر مختلف وروح شباب تتطلع إلى الجديد وحرية تعبر عنه وعن متطلباته فيما يأمل مشاهدته في شاشة ملونة أصبح يتجه بشكل مخيف إلى شاشات أخرى بدأ مندفعا إلى متابعة الدوريات الكروية الأوروبية وغيرها، ولعلني أخشى ما أخشاه أن يأتي يوم يصبح الدوري السعودي غير مشاهد في ظل استمرارية فكر (اللهم نفسي نفسي).