الاتحاد و(منشطات) الحب الأسطوري
من جيل سعيد غراب إلى جيل أحمد جميل ومحمد نور وأخيرا جيل الشباب الحالي، يظهر سؤال عريض على مدى تاريخ نشأة تاريخ عميد الأندية السعودية وإلى يومنا الحالي حول السر (الخفي) لعلاقة حب غير طبيعية تجمع كل من يرتدي شعار نادي الاتحاد الأصلي (الأصفر والأسود) سواء من أبنائه الذين(رضعوا) حبه منذ طفولتهم وكأنه كان ضمن مكونات حليب شربوه من ثدي أمهاتهم وكذلك من ارتبطوا به من لاعبين محليين وأجانب انتقلوا إليه من أندية أخرى في عصر الهواية والاحتراف، لاتجد فرقا في هذه المحبة بطريقة أشبه بسحرموضوع على عتبة هذا النادي أو في ألوان قميص يخطف الأبصار والقلوب معا، وذاك ينطبق أيضا على جمهور له صلة غريبة جدا مع هذا الحب الذي يحق للمؤرخين من خلال معايشتهم لهذه العلاقة الروحية وصفه بالحب (الأسطوري).
- نمت إلى رأسي فكرة الكتابة عن هذا السؤال الذي هو في الواقع لايخصني فحسب إنما أراه يتردد على لسان كثير من الناس من بينهم صحفيون ومعلقون ومحللون، وحالة من الدهشة تأتي أيضا من أنصار أندية أخرى وبالذات الأندية (الكبيرة) أثناء متابعتي لمباراة الفريق الاتحادي يوم الثلاثاء الماضي أمام فريق العين الإماراتي، حيث لامست مشاعري في تلك اللحظات وأنا أشاهد تلك الروح (القتالية) التي كان عليها جميع لاعبي(النمور) قصة انبهار بشباب يحرث الملعب(يتحدى) الأرض والجمهور ويقهر ظروف غياب إجباري لأبرز أعمدة الفريق ليظهر الاتحاد في ذلك المساء وكأنه مكتمل الصفوف، حتى على مستوى الجانب الفني لم يتأثر عطاء لاعبيه إنما قدموا أداء ممتعاً جدا، واسمحوا لي إن بالغت وقلت إنه من أجمل ماشاهدت من(طرب) كروي إذا صح لي مجازاً اختيار هذا الوصف.
- تذكرت على الفور حقبة زمنية ممثلة في جيلين مثلا الاتحاد وكيف كانت بعض الأقلام الصحفية (المرعوبة) من روح قتالية يخشون تأثيرها القوي جدا في مباراة ضد ناديهم(الحبيب) فيلعبون على وتر(المنشطات) كرواية هي ليست اختراعاً من بنات أفكارهم إنما هو(شك) يراودهم في أن(السد العالي) وزملاءه ثم جيل(القوة العاشرة) لديهم طاقة لياقة بدنية لم تتقبلها عقولهم وأخذتهم ظنونهم إلى منحنى يدعون بأن لاعبي الاتحاد يتعاطون(المنشطات)، ولعمري أجد أن زملاء الحرف لايعلمون حقيقة غابت عن أذهانهم حول(منشط)الحب الكبير والعميق الذي يتعاطاه لاعبو الاتحاد، وأحسب أن تلك الأقلام بعدما شاهدت قبل نهاية الموسم الماضي جيل (فهد المولد) كيف حقق بطولة كأس(خادم الحرمين الشريفين)، وكيف نراه اليوم وهو على مشارف ختام الموسم الجاري يتحدى كل الظروف(مقاتلا)، أدركت هي وغيرها(سر) الحب الأسطوري الذي تتمتع به(نمور) شابة مقاتلة.
-كما إنني تذكرت علاقة هذا الحب وأنا أرى في مدرجات نادي العين(محمد نور وأسامة المولد) وقصة رواها من راوده الحنين لبيته الأول عبر برنامج (كورة)، حيث قال بعد نهاية الشوط الأول في بطولة خارجية انتهى بهزيمة الفريق الاتحادي وإحساس بأن البطولة خطفت منهم حيث كانوا في غرفة الملابس (يبكون) وكان أسامة المولد يخفف عليهم، إلا أنه مع بداية الشوط الثاني وقبل إعلان صافرة البداية لم يتمالك مشاعر الحسرة والألم والخوف ليبكي هو الآخر، و(دموع) أغلب ظني إنها أثرت في من استمع لتلك القصة وجزء يسير من حكايات حب(أسطوري)، قد أعود للكتابة عنه في وقت لاحق وربما نراه غدا(حيا على الهواء مباشرة) في ملامح فريق (يغازل)الريادة كمشارك في افتتاح (جوهرة) الملاعب السعودية يوم الخميس المقبل وشرف السلام على(حبيب الشعب) بإذن الله وآمل باستلام الكأس من يده الكريمة.