سامي الساحر
ما الذي حدث في الهلال وما الذي تغير في سامي الجابر؟
هل ما شاهدناه في ذلك المساء أمام النصر الفريق الذي لم يهزم في(32) مباراة هو نفس الهلال الذي كان مفككا فاقد الهوية في نهائي كأس ولي العهد ومباريات دوري جميل ماعدا مباراته أمام الشباب في الدور الأول أصبح بين(عشية وضحاها) في ذلك التوهج عادت إليه قوته وهيبته، والأجمل من ذلك كله عودة (القناص) بهدفين فيهما(رد اعتبار)على من كان يحبسه في دكة الاحتياط (الكوتش) بعبارة عتب (قناص لاتجمدني) وفرحة كانت محصورة فقط بين زملائه اللاعبين؟
-من فرحتي بالمستوى الفني للفريقين وأجواء اللقاء كنت أشبه بذلك (المسحور)لاتهمني تلك الأسئلة ولامعرفة إجاباتها، فالمهم أن أكمل استمتاعي بمواجهة كروية حضرت فيها الندية والمنافسة الشريفة، تغنى بها معلق تحول إلى مطرب اسمه (عامرعبدالله)، حيث حلق بنا بصوته في منظومة(إبداع) فرضت عليه أن يكون هوالآخر مبدعا متابعة لعطاء اللاعبين يذكرهم واحدا واحدا ب(الاسم)ووصفا وتحليلا وتعليقا.
-لا أكاد أصدق ما تراه عيناي (انقلاب)غير طبيعي في أداء (الزعيم)، ولا أظنني الوحيد الذي شاركني نفس الشعور وطرح نفس علامات الاستفهام وما تحمل في مضمونها أيضا من علامات تعجب مع يقيني التام أن شاعر قصيدة(مذهلة) تملؤك بالأسئلة كان معي ومع من كانوا في المدرجات وخلف الشاشات في تلك الليلة يبحث عن الأجوبة وهو في حالة ذهول، هل هذا هو الهلال أو مايسمى بهلال سامي؟
-لم يكن النصر ضعيفا مستسلما للهزيمة حتى نقول فرصة العمر استثمرها الأزرق، كما أن جلد الفريق لم يطرأ عليه ذلك التغيير الجذري لكي نجد تفسيرا مقبولا وسببا نلوم المدرب أو من كانوا يمثلون الموج الأزرق،لاعبو الهلال هم نفس الأسماء، وإن كانت تشكيلة البداية اختلفت عناصريا، إلا أننا أمام حالة من (الانبهار) التي وجهت بنات أفكاري تلقائيا إلى سؤال(مجنون)ماشاهدته عمل(ساحر)، فمن هو الساحر، ومن هو المسحور؟
-عادت بي الذاكرة إلى سامي الجابر اللاعب الذي كنت ومازلت أرفض أن يمنح لقب(الأسطورة)، ولكن لو استعرضتم كم من الأهداف وركلات الجزاء التي احتسب له وعدد البطولات التي كان له دور في تحويلها للهلال لاتفقتم معي أن اللقب المناسب له هو(الساحر)، حيث لمحت أن ذلك السحر الذي يتميز به عند جمهوره وفي الأوقات الصعبة وعند إعلام محب له و(حظ) ملازم له أراه اليوم مرافقا له في كل شيء حتى في شخصيته القوية التي لم(تهتز) رغم عاصفة النقد التي وجهت إليه في الأسابيع الماضية لم يكن مباليا بعدم مصافحة اللاعبين له وتهنئة ينتظرونها منه أو منهم بعد إحراز أي هدف ونيل رضاه أو رضاهم، إنما الأهم عنده (المستطيل الأخضر)هو الفيصل بينه وبينهم، وضعهم تحت ضغط (المسؤولية) يتحملون تبعاتها فكانوا في مواجهة الغريم التقليدي أشبه ب(المسحورين) بشخصية مدرب لن يسقط لوحده إنما سيكون السقوط جماعيا، حينذاك حس اللاعبون بقيمة المسؤولية ومواجهة يحرجون من خلالها الساحر في بعض قناعاته(الخاطئة)، فيصبح هو(المسحور) بهم فلايجد حرجا من أن يخرج من عباءة كبريائه ليسلم على(راس) ياسر القحطاني، ومن المؤكد أن البقية حظوا بنفس القبلة.
-هذا الساحر كما كتبت في يوم المباراة حضر في ليلة (إعدام) تاريخية، إذ إن ماتوقعته حصل من خلال عدة صور تم فيها إعدام إنجاز فريد لنادي النصر في دروي لم(يهزم) فيه حيث حرم العالمي من تحقيقه، وثلاثية فوز في موسم واحد لوحدثت لأصبح مدرباً متدرباً في خبر(كان).
-إعجابي بسامي الساحر وفرقته المسحورة لايمنعني من الإشادة بـ(متصدر لاتصدمني) الذي شارك الوصيف مستوى فنيا أمتع الجميع في مواجهة من الممكن أن يطلق عليها(مباراة الموسم)، مع قناعاتي أن كارينيو المدرب(المخترع) نصرا جديدا لم ولن يذوق طعم(النوم)حتى يواجه الساحر في بطولة كأس الملك و(أمل) يراوده في رد الدين مضاعفا بهزيمة تاريخية.