لايلعبوا في(دماغك) يانور
انتابتني حالة من الاستغراب والدهشة، وأنا أرى أبرز نجوم نادي النصر محمد نور خارج اهتمامات مدرب الفريق في مباراة مهمة ومصيرية أمام الشباب، تؤهل (العالمي) للمباراة النهائية أو تحرمه، خاصة أن كارينيو بدأ يعتمد عليه في الآونة الأخيرة كلاعب (تكتيكي) ضمن واحدة من خططه التكتيكية، وبدلا من متابعة أحداث المباراة وجدت نفسي غارقا في مجموعة من (الشكوك) أدت بي إلى دراسة شخصية نور حينما كان لاعبا في الاتحاد، والأعذار (الوهمية) التي تتبناها الصحافة الاتحادية في حالة(غيابه) عن تدريبات الفريق، ويكون السبب الخفي عدم استلام مستحقاته المادية أو خلاف مع المدرب، فلم أستبعد حدوث ذلك معه في النصر بأنه لم يستلم حقوقه وهو يرى رئيس النادي يبرم صفقات جديدة ويجدد عقوداً، فلجأ إلى استخدام (احتجاج) مؤدب جداً بعدما استنفد كل الطرق(الدبلوماسية)التي تمنع تصاعد الموقف إلى مالا يحمد عقباه ويؤدي إلى توتر العلاقة مع ناديه، إلا أنني من خلال دراسة الفكر الإداري لإدارة نادي النصر عبر شواهد ملموسة واثق أن أسلوب (لي الذراع) لاتقبل به، ولعل حادثة اللاعبين الأجانب خير شاهد على ذلك.
-المباراة مستمرة بين النصر والشباب أتابعها بالعين وذهني مستمر(انشغالا) بحثا عن مسببات هذا الغياب الذي أدى بـ(أبونوران) حسب أخبار(تويترية) تم تسريبها إلى الذهاب إلى مسقط رأسه مكة المكرمة في هذا التوقيت، فقلت محدثا نفسي وأنا في حالة(تشخيص) للموقف بكامله إن النصراويين (مايفكوهم) من حركات شوفة النفس، مستندا على تركيبة معروفة عن نادي النصر و(فلسفة) تهتم بالكيان أولا وأخيرا، أن هناك من أوعز للمدرب باستبعاد نور عن هذه المباراة، أو كارينيو وصل إليه هذا الشعور الذي يلغي وجوده ونحوميته في الحصيلة النهائية، حتى لايقال عند تحقيق البطولة إن(عدوى) البطولات الاتحادية انتقلت بفضل عقلية (القوى العاشرة) إلى النصر وبطولة كأس ولي العهد هي أول الغيث، إلا أن هذا السبب وجدت لو أنه ظهر في حالة هزيمة النصر وخروجه من البطولة صحيح، فإن الجمهور لن(يرحم) فيصل بن تركي الذي من المستحيل أن يغامر بالموافقة على مثل هذا القرار وإن كان الإعلام النصراوي وفي مقدمته زميلنا الحبيب (تركي العجمة)الذي لاحظت أنه منذ فترة عبر برنامجه (كورة) يعزف على وتر خبرة نور بالبطولات، وإنه قادر على صناعتها في نادي النصر.
-انتهت المباراة وتأهل النصر للمباراة النهائية، وأنا(حزين) لعدم مشاركة (الأسطورة) رغم أنني بادلت النصراويبن (فرحتهم) بهذا الفوز والتأهل للنهائي، ليس كرها في الشباب إنما لمشاهدة (الإخوة الأعداء) في في نهائي مثير له علاقة وطيدة بـ(المتعة) وهلال سامي، لتأتي الأخبار التويترية أيضا أن رئيس نادي الاتحاد إبراهيم البلوي يرغب في إعادة نور إلى الاتحاد، لتلعب(المصادفة) دورا في عمل (تنشيط) لذاكرتي، فمن خلال ترويج هذا الخبر الذي لاتخرج مسبباته عن حبكة (منصورية) الشكل والمضمون لكسب تعاطف الجمهور الاتحادي مع أخيه وزيادة شعبيته مع بداية جلوسه على الكرسي (الملتهب)، تذكرت كيف كان نور(رهينا) لمثل القصص والروايات التي كانت سببا مباشرا في(إشغال) نور عن الملعب والاهتمام بخارجه، فكان هذا هو العامل الرئيسي الذي أدى إلى انخفاض مستواه وبالتالي بات لاعبا غير مرغوب فيه من قبل (المدربين).
-موقف إدارة النصر(الغامض) الصامت أكد لي أن نور على(حق) مع قناعتي بأن سفره لمكة المكرمة جاء كرد (اعتبار) لنجم اختفى من التشكيلة الأساسية والاحتياط، هذا هو المبرر الفعلي الذي من الممكن استنتاجه من غياب نور في مباراة مصيرية، والخوف كل الخوف أن اللاعب(يستسلم) لمؤثرات ترغب في عودته إلى الاتحاد وبالتالي يدخل في مساومات (منشغلا) عن ماهو أهم، ليعود لنفس(الدوامة) التي كان عليها عندما كان في العميد، وبدلا من مشاهدة (إبداعات) نور مع النصر في موسم (استثنائي) نشاهده في مسلسل (خرج ولم يعد)، ولهذا أتمنى من(ابن مكة) أن لايترك من يدعون حبه ويبحثون عن مصلحته يلعبون على دماغه ويغنون على فرصة تكريمه في ناديه(الأصلي)، فليهتم كلاعب محترف بتكملة عقده وتقديم كل مالديه، وليعلم أن حفل اعتزاله والاحتفاء به تتمنى كل الأندية أن تكون صاحبة الحظ بتبنيه وإقامته.