2014-01-12 | 08:00 مقالات

محللون أم مضللون؟

مشاركة الخبر      

كان الجمهور الكروي إلى ماقبل انتشار الفضائيات وظهور البرامج الرياضية يتعامل مع أخطاء الحكام بناء على ماتطرحه الصحافة الرياضية من آراء نقدية جادة تفند هذه الأخطاء وفقا لقانون كرة قدم معروف من الممكن أن يتعلمه الصغير قبل الكبير، فما بالكم أصحاب الخبرة من حملة القلم ومن مارسوا هذه اللعبة، ومع ذلك كنا نلاحظ في تلك الفترة اعتراضاً ورفضاً من رئيس لجنة الحكام سابقا عبدالرحمن الدهام، من خلال ردود تأتي مكتوبة أو متلفزة عبر القناة الأولى السعودية وبرنامج رياضي يقدم فيها أسبوعيا حاملا العصا مع سبورة وطباشير يشرح عليها وكأنه(معلم) متخصص يلقي درسا موجها لمعشر النقاد الصحافيين والجمهور الرياضي تحت ماسمي ب(التوعية) في مجال التحكيم، إلا أن (أبا عبدالعزيز) كان في معظم الأحيان غير مقنع بآرائه للمشاهدين ولا الصحافة وكتابها، حتى إنني أتذكر أن الزميل فريد مخلص الذي كان كاتبا في جريدة (الندوة) كتب مقالا (يتحدى) الدهام بالظهور تلفزيونيا في (مناظرة) رداً على آراء تحليلية لم يوفق فيها.

- مع الانفتاح الإعلامي وتعدد البرامج الرياضية (المتخصصة) في كرة القدم، ونقل تلفزيوني لم يعد مختصرا فحسب على المباريات المهمة كما كان في السابق، ومع فضائيات تنقل على الهواء مباشرة مباريات في دوريات بأوروبا وغيرها من دول العالم، أصبح قانون كرة القدم لايحتاج إلى(الدهام) ولا أمثاله ممن يجدون لهم اليوم(سوقا)على أنهم (خبرات) تحكيمية يجب الاستفادة منهم كمتخصصين يثروا الساحتين الرياضية والإعلامية تحت نغمة زيادة التوعية المطلوبة للمشاهد الرياضي.

- ورغم أن هذه الخطوة وجدت التأييد من الصحافة من منظور مرحلة مختلفة تؤمن بالتخصص وبعقليات متفتحة لابد أنها تطورت مع تطور العصر أعطيت صفة (المحلل التحكيمي)، إلا أنني من خلال ماتطرحه من (تناقضات) في آرائها التحليلية لحالة تحكيمية تكررت في أكثر من مباراة، بات المشاهد الذي عاش فترة (الدهام) يذكر هذا الرجل بكل خير بحكم أن طرحه كان مبنياً على(دعم) لزملائه الحكام وليس من منطلق (علاقات شخصية) مع رؤساء الأندية كماهو حاصل الآن، أو رهبة من إعلام معين.

- لقد كشفت مباريات هذا الموسم منذ بدايته حجم مشكلة التحكيم بالكرة السعودية التي لاتخص حكم مباراة يصدر قراراته في ثوان نختلف حول أدائه التحكيمي وقراراته، إنما(محللون) أحسن الظن فيهم وفي(تاريخهم) لديهم متسع من الوقت لمشاهدة الأخطاء التحكيمية أكثر من مرة وبالحركة البطيئة ومن أكثر من زاوية، إلا أنهم للأسف الشديد يمارسون (تضليلا) واضحا و(على عينك ياتاجر)، حيث تأتي آراؤهم (متناقضة) تماما لحالات سابقة.. كانوا على سبيل المثال قد اعترفوا بوجود ركلة جزاء) أو بطاقة حمراء من المفروض أن يحصل عليها اللاعب (الفلاني)، لنجد أنهم انقلبوا على أعقابهم في آراء (فلسفية) مضللة، وإن أردت أن تبحث عن سبب هذا (التضليل) والانقلاب، فلك أن تعرف من هو النادي (المعني) بقرارات تحكيمية صحيحة أو خاطئة يتحكم فيها(مزاج) المحلل، و(تربيطات) تحدث قبل بداية البرنامج في محاولة لـ(استغفال) مشاهد بات يعرف ماذا يدور خلف الكواليس، لايكفي أنه فاقد(الثقة) في بعض الحكام السعوديين لينضم إلى القائمة. محللون مفضوحون يلعبون دور(المضللين)عيني عينك.