الاتحاد والهلال والحرب الباردة
أجواء المنافسة الساخنة جدا التي كانت بين الاتحاد والهلال على مدى أكثر من عشرة أعوام أحسب أنها (انتهت)، فلم يعد لها وجود كما كانت عليه في السابق. والذين يحاولون اليوم استرجاع تلك الفترة والعودة إلى ذلك الماضي من خلال الحديث عن المواجهة المقبلة بين الفريقين والتي ستقام مساء يوم الخميس بإذن الله، هم يبحثون عن دور بطولة (وهمية) في الوقت الحاضر، إذ إن (المقارنة) على مستوى موازين القوة بين الناديين من جميع النواحي الإدارية والشرفية والمادية والفنية غير متوفرة مقوماتها على الإطلاق، وبالتالي من غير اللائق أن نمنح المباراة التي ستجمع بينهما ذلك الاهتمام بما فيها ذلك صفة (الكلاسيكو)، حيث أراها لاتنطبق عليها، ولعل نتيجة الدور الأول ونتائج الفريق الاتحادي هذا الموسم تحديدا وترتيبه في جدول الدوري بالمركز السادس خير وأفضل (دليل) بأن اللقاء المنتظر (شكليا) سيكون من طرف واحد (مضمونا)، وحجم (الإثارة) فيه ستأخذ بطبيعة الحال حقها من الإعلام الرياضي فقط، حتى الجمهور لا أتوقع ذلك الحضور (المكثف) له والذي عهدناه قي لقاءات سابقة بين الفريقين.
ـ ولعل مايدعم هذه الرؤية أيضا انظروا إلى الحرب (الباردة) التي كانت قائمة بين الناديين على مستوى إعلامهما وإعلام (محايد) متابع ومتفاعل مع هذه الحرب نلاحظ أنها (تلاشت) تماما هذا الموسم، وظهر ذلك جليا في (برود) الاتحاديين أثناء وبعد انتقال اللاعب (سعود كريري) بعدما اختفى أبرز رموزها عن الأنظار والمشهد الإعلامي تماما عضو الشرف (منصور البلوي) وهو الذي سبق أن تعهد في مؤتمرات صحفية وتصريحات فضائية بمنع انتقال أي لاعب اتحادي لصفوف الهلال، إلا أن ذلك الوعد والعهد (تبخر) في الهواء وكما تابع الجميع تم انتقال اللاعب بطريقة (سلسة) دون أي مغريات أواحتجاجات أو معوقات تحول دون ذلك، حيث انتقل بنفس (المرونة) التي تم فيها انتقال اللاعب محمد نور للفريق النصراوي وإن اختلفت (الآلية)، حيث جرت المفاوضات مع سعود كريري عن طريق (وكيل أعماله) ناصر النعيمي وما أدراك ما (ناصر)، ووقع اللاعب عقدا احترافيا بـ(سلام) تام وهدوء دون أي ردود فعل ساخنة بين المعسكرين الهلالي والاتحادي أو (ضجة) إعلامية كما كان يحدث طيلة السنوات العشر الماضية.
ـ وفي الوقت الذي كان فيه انتقال الكريري يعد انتصاراً كبيراً جدا للهلاليين وضربة قاصمة (موجعة) لقائد الحرب الباردة، إلا أنهم تعاملوا مع الحدث أيضا بـ(ببرود) تام وكأن هناك شبه (اتفاق) على انتهاء الحرب الباردة بين الناديين، فلم يحاول الهلاليون ولا إعلامهم (شعللة) الأجواء قبل المفاوضات إنما حرصوا على (سريتها) ولم يعلقوا بلغة (التحدي) بعد إتمامها، وقد يعود السب إلى هذا الصمت الرهيب فيه رد بليغ للمعني به، أو تقدير للمنافس الذي فقد أهم وأقوى أدوات (الدعم) المادي عقب ابتعاد العضو الداعم ووفاة خالد بن محفوظ (رحمه الله).
ـ إن كان الهلاليون يرون أن مباراة الخميس تأخذ نفس إطار وأجواء المنافسة التي كانت في عهد سابق في ظل الظروف الصعبة والحرجة التي يمر بها الفريق الاتحادي حاليا، فهذا إن دل على شيء إنما يدل على (ضعف) لاارتضيه على (الزعيم) بأي حال من الأحوال وفي نفس الوقت دلالة أخرى تشير إلى حجم (قوة) العميد، إلا إذا وجدوها (فرصة) من أجل إبراز (العضلات) في توقيت يرضي جماهيرهم غير الراضية عن مستوى وأداء الفريق، فذلك أمر آخر مع أنه من المفترض أن يضعوا جل اهتمامهم للمنافس (الحقيقي) لهم الآن المتصدر الفريق النصراوي، مع إنني أرى أن الكفتين غير متساويتين في الجانب الفني الذي يخص (التدريب) في المقام الأول، وهذا ما ينبغي أن يركز عليه الهلاليون أكثر من تركيزهم على مباراة الخميس، والتي معروفة نتيجتها من الآن وأقدم لهم (التهنئة) سلفا.