متى يعود العضو الداعم؟
على إثر الأزمة المالية (الخانقة) التي يمر بها نادي الاتحاد على مدى موسمين متتاليين وتجلت بوضوح في هذا الموسم تحديدا مع اختفاء بعض من أعضاء الشرف الذين كانوا (يدعون) أن لهم مساهمات في دعم ناديهم وأنهم لن يتخلوا عنه مهما كانت الأسباب تساءلت معظم وسائل الإعلام الرياضي والجماهير الاتحادية وغيرها عن (سر) ابتعاد العضو الداعم الشيخ عبدالمحسن آل الشيخ وهو الذي كان على مدى (17) عاما قلباً وقالباً مع العميد يتبرع بسخاء دون أن يذكر اسمه أو المبلغ الذي تبرع به بلا أي (منة) منه على النادي الذي يعشقه حتى على مستوى الظهور الإعلامي لم نشاهد له يوما أي تصريح أو مقابلة تلفزيونية مما جعل هناك (فضولاً) صحفياً بحثاً عن صورته وكل الجوانب المتعلقة بشخصيته.
ـ تعددت الروايات حول المسببات (الحقيقية) التي أدت إلى ابتعاد شخصية اتحادية كانت ترفض أن يشار إلى اسمها وفضلت أن تبقى في الظل وبعيدا عن تسليط الأضواء عليها حتى ذراعه الأيمن الأخ الصديق (محمد الباز) اختفى هو الآخر عن المشهد الاتحادي بصفة نهائية تماما وهو الذي كان قليل الكلام ومن النادر جدا ما يكون له حضور إعلامي على الرغم من أنه تولى مهمة الإشراف العام على الفريق الأول في عهد الدكتور خالد المرزوقي والمهندس إبراهيم علوان إلا أنه كان يرفض بشدة الظهور حيث فسر هذا الغياب عدة تفسيرات منها ما هو متعلق بشخصيات اتحادية وضع (ثقته) الكاملة فيهم وكان سبباً رئيسياً في نجاحاتهم إلا أنهم خيبوا ظنه من خلال بعض المواقف التي كشفت له (معادنهم) والذين استخدموا الإعلام (الرياضي) وسيلة للإساءة إليه ولرجاله فاستحسن فكرة الخروج بهدوء محافظاً على اسمه ومكانته وإبقاء عامل الود قائماً مع الجميع ومثلما دخل الوسط الرياضي في هدوء ودون ضوضاء وضجيج إعلامي وجد من المناسب له الانسحاب بنفس الطريقة.
ـ كما تعددت اجتهادت الآخرين في تفسير هذا الابتعاد إلا أن الجمهور الاتحادي الذي (تأثر) ألما بقيمة وحجم فقدان شخصية اتحادية بقامة رجل خدم الكيان حباً فيه ولم يكن يبحث عن (الشهرة) وأدرك من خلال حقائق تبينت له أنه هو (السر) الحقيقي وراء كل البطولات والإنجازات الاتحادية محلياً وآسيوياً وعالمياً مازال عنده (الأمل) في عودة العضو الداعم بعدما أدرك هذا الجمهور من خلال (المحنة) التي يمر بها ناديهم أن من كان ينتظر وقفتهم في الوقت الصعب في وقت الشدة (اختفوا) مكتفين بـ(الجعجعة) عبر وسائل الإعلام وهو أمل من وجهة نظري من (المستحيل) أن يتحقق إلا في حالة واحدة وهذه الحالة من يتابع المشهد الاتحادي في الوقت الحاضر يوافقني الرأي أن الأجواء الاتحادية لا تسمح له بالتفكير بأي حال من الأحوال بالعودة مجددا رغم أنني على يقين تام أن قلبه يتفطر ألماً لما يحدث لناديه وعدم (رضاه) عما يعانيه عميد الأندية السعودية الذي فقد هيبته وكثير من المكتسبات التي كان له دور كبير في تحقيقها.
ـ وعندما أقول (مستحيل) فذلك من منظور له علاقة باتحاديين ليسوا حريصين على عودة ناديهم، فما بالكم بعودته؟ ولو كانوا كذلك لتوحدت صفوفهم واستفادوا من دروس المراحل السابقة وأكملوا مسيرة الإنجازات التي شكل العضو الداعم أجزاء كبيرة جدا من فصولها بعيدا عن التناحر القائم بينهم الآن و(بهرجة) إعلامية أصبحوا (يتنافسون) عليها بعدما كان ناديهم ينافس على أهم وأغلى (البطولات) واسم له وزنه في المحافل الدولية والعالمية. ولهذا أرى أن العضو الداعم مع احترامي لشخصه الكريم ولكل محبيه أقرب إلى تلك المقولة اليائسة (خرج ولم يعد).