محروم.. لاتلمني
لم يسبق لناد سعودي على مدى تاريخ بطولة الدوري السعودي حصل على هذه(الضجة)الإعلامية قبل أن يحسم لقبها ومعرفة من هو بطلها في الأسابيع الأخيرة من هذه المسابقة مثلما حصل لنادي النصرهذا الموسم، فمنذ تصدره للدوري عشاقه ومحبوه عاملين (انقلاباً) إعلامياً في دعم (العالمي) بطريقة خرافية لم يكن لها في الماضي (مثيل)، ولا أظن أنها ستتكرر في المستقبل، حيث أطلق أحدهم عبر صفحته بتويتر رسم هاشتاق حمل نص(متصدرلاتكلمني)، ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا أصبح هذا الهاشتاق حديث الناس والمجتمعات السعودية وكافة دول الخليج، ووصل صيته إلى معظم دول العالم من خلال(ترويجه) بوسائل مختلفة(كلمة وصورة)، وتحول عند كافة النصراويين أشبه مايكون بـ(احتفال)غير طبيعي وبما يدعو للتساؤل بـ(كيف) وأخواتها وهن يغصن في هوية الفرحة التي سيختارونها عندما يتوج النصر ببطولة الدوري.
-اعترف ويعترف كثيرون هم مثلي أن تصدر(العالمي) أعطى لمباريات الدوري والمنافسة بين الأندية الأخرى وبالذات الأزرق نكهة وطعماً خاصاً، ولكن في المقابل لابد من الاعتراف هناك البعض من المشجعين والإعلاميين من أصبح (متصدر لاتكلمني) مصدر إزعاج وقلق لهم ويمنون النفس بهزائم متتالية للنصر فيما تبقى له من مباريات مع مطلع منافسات الدور الثاني، وهذه الأمنية (حقيقة) لايجد أولئك (المتربصون)حرجا من إظهار هذا الشعور علنا وإن حاولت فئة معينة(التكتم)عما تكنه صدورهم، وأعني تحديدا جماهير وإعلام الهلال بحكم علاقة منافسة تقليدية لها أبعادها التاريخية، وإن كان المتصدر على مدى عقد من الزمن خارج
التغطية تماما، ولكن الهلاليين لايعبأون بهذا الغياب ويعتبرون ضياع النصر لهذه البطولة وهو الأقرب لبلوغها والمستحق لتحقيقها قياسا بالمستويات والنتائج التي حصدها في الدور الأول بمثابة(بطولة) مستقلة سواء ذهبت للزعيم فهي(خير وبركة) أو لغيره، فالمهم والأهم عندهم إلا النصر.
-مثل هذه المشاعر بكل مافيها من(حب النفس)وهي متأصلة بطبيعة الحال عند الغالبية العظمى من البشر ومن بينهم جماهير الكرة تجعلني(متعاطفا) مع النصر وطموح محبيه وكل الداعمين والفرحين بعودته ولهاشتاق (متصدرلاتكلمني)، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن جميع المباريات التي خاضها الفريق النصراوي وفاز فيها كانت عن جدارة واستحقاق بدون (الاستفادة) من الأخطاء التحكيمية باستثناء مباراته أمام الشباب التي أثير حولها الكثير من الجدل، ولكن لايمكن أن نتجاهل أن النصر تعرض إلى(ظلم) واضح وفادح في معظم مبارياته لايقارن بالذي واجهه الليث، كما أن الحملة التي واجهت رئيس النصر من النصراويين أنفسهم على مدى مواسم ثلاثة وصبره ناهيكم عن الدعم المالي الذي قدمه هذا الموسم وأثمر عن فريق(مرعب) في جميع خطوطه حتى منهم في دكة الاحتياط لايستهان بهم.
-ولعل أهم سبب يدعوني إلى هذا التعاطف أن النصر طيلة عشرة أعوام وهو (محروم) من البطولات وبالتالي منطقيا التمس العذر لمحبيه مليون مرة على أفراحهم مهما بلغت كتعبير مناسب لبطل(عالمي) غاب عن المنافسة وعن ساحة الإنجازات الكروية وكل من لديهم (حساسية) ويرون أن التعاطي الإعلامي لتصدر النصر والذي يمثل لهم إزعاجا وقلقا من الواجب عليهم تقدير هاشتاق ليسمح لي النصراويون بإطلاقه ونصه(محروم لاتلمني)، لعل وعسى يخفف مؤثرات هذه الحساسية وغيرة(حاسد إذا حسد).