2013-11-18 | 09:12 مقالات

السعودي الأخضر يحطم (الإحباط) تحطيماً

مشاركة الخبر      

أكبر انتصار استطاع نجوم منتخبنا الوطني ومدربه لوبيز تحقيقه لا يقتصر فحسب على الفوز الذي حصدوا نقاطه الثلاث أمام العراق ولا بالتأهل كأول الفرق المتأهلة لنهائيات بطولة القارة الآسيوية التي ستقام في أستراليا إنما في (تحطيم) كل وسائل وأنواع وألوان (الإحباط) التي كانت تواجههم على المستوى (النفسي)، ثم إعلام بات البعض منه يدور حول نفسه وفي اتجاه يجتر (الماضي) ولا يريد أن ينسلخ من عالم ذكرياته الجميلة ومن عالم آخر ذاق فيه مرارة اليأس والإحباط، وأغنية باتت نغمة يسجلونها في مقالاتهم الصحفية وفي تقارير برامجهم الرياضية وعبر تغريداتهم التويترية من خلال صوت الراحلة أم كلثوم وهي تشدو بحنجرتها الذهبية لحن (لسه فاكر كان زمان).

ـ لم تكن الفرحة الغامرة (الصادقة) التي عبر عنها اللاعبون والجهازان الاداري والفني ومعهم رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد وأعضاء إدارته (مستغربة) منهم فقد كانت ردة الفعل طبيعية جداً و(عفوية) من مسؤول وجيل كان (الخوف) يحاصرهم عبر محاكمة غير عادلة تحاول أن تعيدهم إلى الوراء من خلال نظرة ترفض أن يكون لهذا الجيل سماته (المستقبلية) المستقلة بذاته وبنجومية من الخطأ الجسيم مقارنتها بغيرهم وبعصر لا ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعودوا إليه ممارسين تجاههم قسوة مفتعلة تمنع هذا الجيل أن يأخذ نصيبه من النظرة المبشرة (المتفائلة) التي تمنحه حقه الكامل من حوافز التشجيع والدعم المعنوي، ولهذا كان كابتن المنتخب سعود كريري وزملاؤه قبل وأثناء أي مباراة حتى بعد نهايتها تغتال طموحاتهم رؤية (تشاؤمية) شكلت عليهم (ضغوطاً) نفسية أرعبتهم كثيرا وهم ينظرون للتاريخ القريب جداً وإلى اسم مدرب كبير (عالمي) فشل في مهمته فكانت نهايته مع الأخضر (مأساوية) وهو يبحث عن طوق النجاة عبر استقاله تحفظ له ماء الوجه وتاريخ تلطخ وهو عاجز عن تقديم خبرته الطويلة في عالم التدريب بورقة نجاح قبل المغادرة وإعلان الرحيل وقبله رؤوس كبيرة طارت في ليلة كان عنوانها الرئيسي (وداعية) يا أعز الناس.

ـ نظرة أخرى أرهقت تفكيرهم وهم يتأملون إعلاما لا يرحم وصفهم ووصف غيرهم من زملاء خاضوا نفس التجربة بـ(الماديين) بعدما أصبحت الملايين يلعبون بها لعباً غير مبالين بمكافآت لا تعني لهم شيئا والاحتراف بات في تعاملهم معه شكلاً لا يتوافق مع المضمون وصفة لا تليق بهم، ناهيك عن سؤال يقلقهم كثيرا وهم يبحثون عن إجابة له مضمون نصه.. يتعلق بمصيرهم في حالة تكرار مسلسل الإحباط ونهاية بطولة تعيدهم للمربع الأول ولأسطوانة مشروخة يعلمون أنها ستحرمهم من الفرحة، وكلمة مبروك التي ينتظرونها مع كأس بطولة غابت سنين، وحلم لا يعلمون إن كان بالمقدور تحقيقه في ظل أجواء صحية تشع منها أنوار تسطع بشمس (الأمل) المشرقة وأخرى يخيم عليها الظلام وحكاوى قول للزمن عود.

ـ أخيراً وليس آخرا أقدم خالص التهاني القلبية لمنتخب (الأحلام) أعاد للشعب السعودي البهجة، أسعدنا كثيرا بروح نجومه القتالية وبنشوة سعادة لا توصف وهم يعبرون بمنتهى البراءة عن فرحة طفل وفرحة شباب وفرحة وطن بكامله، مبروك لأحمد عيد الذي ساح في جنبات ملعب الدمام هائماً بانتصار أرجعه من رجل في (السبعينات) إلى سن الشباب وهو يرى القلوب قبل الأيادي تطير به تحلق تقفز به لتشاركه التهنئة على أخضر (بيض الوجه) قادر أن يعيد الابتسامة على كل وجيه المحرومين منها سنوات وسنوات .. هكذا كانت فرحتي وفرحة كل مواطن قولوا عنها ما تقولون، شوهوها أيها (المحبطون) وقولوا وزيدوا أنها فرحة مبالغة فيها، ليحلو لنا ولغيرنا ترديد (موتو بغيظكم) إن كانت أفراحنا تزعجكم أو أنكم تعجزون القيام بها بعدما (شاخت) قلوبكم وأصواتكم، فما أجمل الغد وأنا أرى المولد فهد وسالم الدوسري وفائز الشمراني وتيسير الجاسم يحطمون (الإحباط) تحطيماً، والفرحة لا تسعني تلازمني اليوم وبكرة أقول ربك كريم ولسان حالي يدعو بدعاء خادم وأمير الشباب (نواف بن فيصل) الله يديم لهذا الوطن أفراحه، وافرح يا سعودي افرح (دامت لك الفرحة).

ـ نعم هناك أخطاء.