2013-11-08 | 07:40 مقالات

مصدوم.. لاتكلمني

مشاركة الخبر      

فريق بحجم نادي النصر دارت به الدينا ومرمطته سنوات، عاد هذا الموسم إلى بريقه السابق وشيء من ماضيه الجميل، مقدما مستويات أكثر من جيدة متصدرا جدول الدوري عدة أسابيع، والكل كان معجبا بمدربه ولاعبيه ويتغنى بإدارته المتفانية وتعاقدات رئيسه(كحيلان) لمجرد أنه تعادل في مباراة أمام الاتفاق الذي جاءت (صحوته) بعد تعيين مدرب جديد له اسمه وخبرته التدريبية، استطاع في فترة زمنية قياسية أن يغير جلد الفريق فكان سببا بدون قصد في تحويل البيه (المتصدر) إلى الوصيف انقلب عليه أحبابه في ليلة انقلابا غير طبيعي رأسا على عقب، يضربون من تحت وفوق الحزام وفي كل اتجاه وصوب ولغة الفرح التي كانوا يحتفون به طيلة الفترة الماضية تحولت في تعاطيهم بما ينشر في تغريداتهم وتصريحاتهم الفضائية وآرائهم الصحفية أشبه بـ(مأتم) لميت فقدوه نتيجة لـ(صدمة)عنيفة في لحظة (لا وعي) لم يستحملوها، فأصبح لسان حالهم الذي يعبر عن حقيقة مشاعرهم يقول(مصدوم.. لاتكلمني)، وهذا مااتضح من خلال(انفعالات) تنشد عن الحال. -عقب هذه التفاعلات من إعلام وجمهور نصراوي وما صاحبها من انفعالات، أكاد أجزم أن أسباب الصدمة خرجت عن إطار عيوب وأخطاء مدرب ولاعبين، فقد كانت موجودة في مباريات سابقة وعلى قلوبهم (زي العسل)، إنما هي تكمن في أن المنافس التقليدي هلال سامي تحديدا حضر وبالتالي (عكر) أفراحهم، وهو من قلب (المواجع) عندهم على إثر اختطافه مركز الصدارة في مباراة واحدة، وقابل إلى أن يعود الأزرق الكبير ويستردها من جديد، مماجعلهم عن بكرة أبيهم في حالة من التوتر والجنون الذي أفقدهم قدرة السيطرة على أعصابهم وضبط انفعالاتهم، في حين أن من شاهد الفريق النصراوي بعين محايدة يجد أنه قدم مباراة كبيرة على المستوى الفني، ولاعبوه ظهروا في قمة الروح القتالية حتى الدقيقة الأخيرة، وهددوا المرمى الاتفاقي أكثر من مرة، إلا أن الحظ خذلهم في أكثر من هجمة وتسديدة، حتى محمد نور كان هو الآخر في قمة عطائه وتألقه الفني واللياقي، وهي المباراة الأولى له منذ انضمامه إلى النصريقدم فيها أداءً جيدا ذكرنا بنور الاتحاد نور زمان،على أنني مع كل من لام وانتقد المدرب. -على إثر ردة الفعل (المتشنجة) جداً من محبيه، لا أدري كيف سيكون حال اللاعبين في طريقة استقبالهم لها، أحسب أنهم بناء على انقلاب كل موازين الدعم والتشجيع الذي حضيوا بها في الفترة الماضية سينعكس ذلك على حالتهم النفسية سلبا، وقد يلجأون إلى استخدام شعار(مصدوم..لا تكلمني)، وهنا صدمتهم ليس لها علاقة بـ(متصدر..لاتكلمني) بعدما ذهبت الصدارة (مؤقتا) للزعيم بقدرما حجم الصدمة في مشاعر تخوف وكلمة مالها أمان تفتقد إلى حس الانتماء (الصادق)، كشفت ملامحها المخجلة مباراة ونقطة وصدارة في دوري مازال للـ(أمل) بقية وألف بقية، فالمنافسة على الصدارة من المبكر الحكم عليها من الآن ومن (الغباء) حسمها فقط للنصر والهلال، فالمواجهات المتبقية من الدور الأول والمقبلة في الدور الثاني(حبلى) بالمفاجآت السارة والمحزنة في آن واحد، ولهذا (بدري) جداً على الزعل والغضب والتوتر والاحتقان، فكيف سيصبح حال النصراويين لو خسر الفريق مباراته بعد أيام أمام المتصدر الحالي الهلال؟ -حقيقة إن صدمة اللاعبين لن تكون غريبة، وأخشى أن يكون لها تأثيرها السلبي في لقاء الفريق المقبل بعدما وضع محبو النصر المدرب واللاعبين في(ضغوط) نفسية، فالمشهد الحالي الذي أمامهم لايطمئن بأي حال من الأحوال، وقد يسبب لهم(رعبا) في مواجهة تفرض عليهم الفوز بأي طريقة والعودة إلى مركز الصدارة، ولهذا فإنني أنصح مخلصا لمصلحة ناد كبير نريد أن يعود إلى أمجاده جماهير وإعلام النصر بتطبيق الحكمة القائلة (الصمت خير من الكلام)، إلى أن يعودوا إلى توازنهم وخير لهم بدلا من (عك) تكسير المجاديف ومعاول الهدم والتحطيم، عليهم استخدام شعار (مصدوم..لا تكلمني)، فهو أنفع لهم وللفريق ولمرحلة تقتضي منهم التحلي بسعة البال والصبر، هذا إن أرادوا تجنب صدمة أقوى تفقدهم قدرة الكلام بالفعل، وقد تصل بهم إلى حالة (اكتئاب) نفسي يفرض عليهم الاستسلام لشعور متعب عنوانه العريض الذي لن يكون له بديل هو(نصر.. لاتشجعني).