2013-11-07 | 08:23 مقالات

بطل الدوري وبيضة الديك

مشاركة الخبر      

في الموسم الماضي، حينما قدم فريق نادي الفتح مستويات رائعة توجها ببطولة الدوري لاقى الإعجاب من كافة الجماهير وشرائح مجتمع غير رياضي وإشادات كبيرة من الإعلام الرياضي، وكان هناك شبه إجماع من قبل المحللين والنقاد إن ماهو مشاهد على أرض الواقع بالمستطيل الأخضر لم يأت من فورة وحماس مرحلة لن تدوم طويلا، إنما بناء على فكر إداري منظم واستراتيجية سوف تستمر سنوات مع مدرب أصبح جزءاً من منظومة متكاملة لبلوغ أهداف سوف تتواصل في المواسم المقبلة من خلال فريق (نموذجي) تم تجهيزه ووفرت له كافة الإمكانات التي تسهل مسيرته نحو تحقيق البطولات. -آراء أخرى ذهبت في الاتجاه (المعاكس)، حيث رأت أن الفتح الذي فتحت له أبواب (الحظ) في موسم (استثنائي) سيختلف تماماً شكلا ومضمونا بالموسم المقبل ولم يقولوا بعد موسمين أو ثلاثة، وكان مثل هذا الانطباع يلاقي الاشمئزاز من الفئة المرحبة بتغيير شكل الدوري السعودي وسعيدة جداً بظهور اسم جديد في قائمة أبطاله رافضين لغة (التشاؤم) المحبطة بمافيها من شعور(غيرة) مبطنة لناد (أكل الجو) على الأندية الجماهيرية الكبيرة والغنية، حيث أصروا على مواقفهم الداعمة للنادي النموذجي، وليس ذلك فحسب إنما خاضوا غمار معركة (تحدي) مع أولئك المحبطين بأن انطباعاتهم ماهي إلا هواجس الغيرة وصدمة الحقيقة التي يقودها ميول التعصب الأعمى، وأن المستقبل القريب سيكشف لهم أن الفتح سيواصل تقديم دروسه المجانية بكل مافيها من مواعظ وعبر. -من شاهد الفتح هذا الموسم من الجولة الأولى وحتى الجولة الثامنة سواء على المستويات الفنية في كل المباريات التي لعبها أو المركز(العاشر) القابع فيه، لم تصدق عيناه أنه فتح الجبالي والعفالق بالموسم الماضي، ولابد أن من راهنوا عليه (أمثالي) سوف تتجه علامات الاستفهام والتعجب إلى مبرر أن (النموذجي) أصابته 100%(عين) حاسد، فمن غير المعقول هذا الانحدار، فالفريق الذي كان بالموسم المنصرم ملفتا للأنظار ومحل إعجاب لايمكن أن ينتكس بهذه الصورة وبهذه السرعة، وبات اليوم (كأن لم يكن شيئاً مذكورا). -حالة التعاطف التي جذبتني إلى ناد مغمور من مدينة الأحساء لن تمنعني من الاعتراف بأنني لم أكن واقعياً، وأن مشاعري خانتني كثيرا في قراءة حالة أشبه بـ(بيضة الديك)، حيث إنني حتى هذه اللحظة لم أجد تفسيرا لهذا الانهيار سوى أن ظروف الفرق الكبيرة بالموسم المنصرم هي من سمحت للفتح بتحقيق بيضة الديك أو أن حبيبنا فتحي الجبالي لايرغب أن يشغل فكره وفكر اللاعبين بالدوري إنما عنده ماهو(أهم)، إذ إنه يجهز الفريق للبطولة القارية لتحقيق إنجاز عجزت عن تحقيقه أندية أكدت الأيام والأعوام أن هذه النوعية من البطولات (صعبة وقوية)عليها. -أتمنى أن تكون رؤيتي (المتفائلة) صحيحة حتى لوتمكن الفتح من تحقيق (بيضة ديك) أخرى في بطولة خارجية ربما لن يعود إليها مرة ثانية، مع قناعتي أن المركز الحالي الذي هو فيه الآن من وصفناه بـ(النموذجي) والانهيار الفني الذي يعاني منه الفريق لايدعو إطلاقا إلى أي بارقة أمل في جميع الأحوال.