2013-11-04 | 08:10 مقالات

رحل (أبواصباع) لرحمة الله

مشاركة الخبر      

فقدت بالأمس الأحد الصحافة السعودية الأستاذ الزميل فوزي عبدالوهاب خياط أحد رموز ورواد الصحافة الرياضية والمؤسسين حقيقة لحرية القلم والكلمة في المجال الرياضي على وجه الخصوص، ومن الذين تخرجوا على يديه أجيال من الصحافيين تبوأ بعضهم مناصب قيادية وآخرون أصبح لهم شأن في عالم الكتابة الورقية،عرفته من خلال قلمه الجريء في جريدة الندوة ومعارك بالجملة لا حصر لها خاضها مع الاتحاديين والهلاليين، عندما كنت طالبا في مرحلة أنهل من مدرسته ومدرسة أقرانه من جيل هم من يعود لهم الفضل بعدالله عزوجل للمستوى الذي وصلت إليه الصحافة الرياضية في وقتنا الحاضر، وهذه حقيقة سوف يرصدها التاريخ ويقينا إنه كان على علم وهو على قيد الحياة بأن هناك من سيذكره بخير ويشيد بدوره حتى من اختلفوا معه في الرأي أو على المستوى الشخصي. -حينما كانت جريدة (الندوة) علما مضيئا ومنبراً إعلامياً خلاقاً (يشن ويرن)، كانت الصفحات الرياضية في فترة رئاسته للقسم الرياضي لها تمثل فيما تنشره (بصمة) واضحة على مستوى مايطرح من آراء نقدية ساهمت بشكل كبير في إبراز العديد من المواهب الكروية، كما منح كبارالنجوم حقهم من الدعم المعنوي رغم ما كانوا يتعرضون له من(حروب) شرسة تسعى إلى التقليل من إمكاناتهم وإحباطهم، إلا أن(أبانواف) كان لهم بالمرصاد مسخرا عموده وزوايا باسمه وبأسماء مستعارة لحمايتهم، وأبرز تلك الزوايا كلام متعوب عليه يكتبه (المندرق)، وكلمة حق، إلى جانب صفحة تهتم بشعر الغزل يقوم هو بتحريرها كاملة تحت عنوان(كلمة ونغم) على ما أظن إن ما خانتني الذاكرة، ولم يقتصر دوره على الحماية فقط إنما لم يبخل عليهم بتوزيع (ألقاب) رنانة مازالت إلى يومنا هذا يلقبون بها وراسخة لدى الجماهير الرياضية كبيرهم وصغيرهم. -ارتبط اسم الوحدة بجريدة الندوة بالعهد الذهبي لهما الاثنين معا، ومع سقوط الوحدة شاءت الأقدار أن يرافقها في هذه السقوط نفس الصحيفة التي كانت صوتا قويا للوحداويين في تلك الحقبة الزمنية، حاول الخياط (انتشال) النادي والجريدة معا وبالذات الجريدة التى تربى وترعرع فيها وكونت له اسما كبيرا في عالم الصحافة وذلك أثناء توليه رئاسة هذه الجريدة الرائدة، إلا أن قلوب أبناء أهل مكة على مستوى مجلس إداراتها أو رجال الأعمال كانت (شتى) تسعى للتخريب والهدم أكثر من البناء والتطوير، لتكون النهاية القاتلة لجريدة الندوة بعده وبعد أسماء أخرى فشلت في إصلاح أوضاعها وإنقاذها بحكم أن الخلاف كان أقوى وعميقاً جدا، وعلى الرغم من ابتعاد الخياط عن العمل الإعلامي القيادي إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة ركضه ككاتب مقال أسبوعي بنفس رشاقة قلمه متحاملا على جسد أعياه المرض وأتعب قلبه الضعيف وعين لا يبصر بها، وقد اختار جريدة عكاظ محطته الأخيرة لمسيرة صحفي ظل(شامخا) ليموت وهو واقفاً بقلم وأصبع كان يثير علامات استفهام وتعجب عند خصومه لم يسلم من النقد الجارح أحيانا. - بذكاء شديد و(فهلوة) وحس صحفي عال جدا، اختار الخياط النصر والأهلي بديلين لعشقه الأول الوحدة بهدف إيجاد(معادلة) صحفية تسويقية بعدما وجد أن الصحافة الاتحادية والهلالية في الغربية والوسطى هما المهيمنتين والمسيطرتين على الساحة الرياضية، ليستثمرها لمصلحة جريدته بانيا علاقة صداقة قوية مع رئيس نادي النصر الأمير عبد الرحمن بن سعود رحمه الله وورئيس هيئة أعضاء شرف نادي الأهلي الأمير خالد بن عبدالله، والأخير كانت تربطه به علاقة عميقة جدا أثرت على كتاباته، إذ إن الميول الأهلاوي ظهر متغلغلا بصورة واضحة أكثر في معظم كتاباته وأكثر من الأهلاويين أنفسهم أحيانا ولكن دون تأثير يذكر على مستوى الشارع الرياضي. -أما قصة الكاتب الصحفي(أبو اصباع) فهي تعود لصورة له كانت تظهر اصباع يده اليمنى(السبابة) على خده، حيث لفتت هذه الصورة في ذلك الوقت اهتماما ولاقت تعليقات لاذعة وساخرة تستغرب منه قيامه بوضع أصبعه على خده. - رحم الله فوزي خياط الذي انتقل إلى رحمة ربه والدعوات تحيط به من جميع محبيه وغيرهم، سائلين المولى القدير أن يسكنه فسيح جناته في جنة الخلد، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنه سميع مجيب. (إنالله وإنا إليه راجعون)