2013-11-03 | 08:36 مقالات

أنا الهلال لاتقابلني

مشاركة الخبر      

مهما بلغت حالة التعصب عندك في تشجيع النادي الذي تميل إليه ولاترى غيره أفضل منه إلا أنك كـ(متذوق) للعبة كرة القدم وفنونها وجنونها وعالمها الجميل والمثير جداً بكل تأكيد لا ولن تسطيع مقاومة ما يدور في خلدك من إعجاب وانبهار حينما تشاهد فريقا منافساً قوياً وشرساً لفريقك، يقدم لك لاعبوه في مباراة خارج إطار(حبيبك) الغالي كل ألوان وأنواع (المتعة) الكروية، حيث ستجد نفسك وكأنك في حالة (غيبوبة) أسيرا لتلك المتعة متفاعلا، ودون أن تدري وأنت في أعلى درجات الاندماج تخرج من صوابك في مواجهة الحقيقة لتصرخ بأعلى صوتك مع كل كورة حلوة وهدف جميل(الله الله، آيه هذا الفن)، ثم يلتوي لسانك متحدثا باللهجة المصرية (يخرب بيتك) من فريق(مالك حل). - بدون مبالغة هذا ما أحسست به وأنا أتابع مساء أول أمس الجمعة هلال سامي (يتمزمز) في نشوة روح غير طبيعية بشرب عصير (شباب البلطان) عبر أداء كروي في غاية الجودة وعطاء في غاية الروعة، هكذا كان المشهد أمامي وأنا أرى(الزلزال) في يوم التحدي يزلزل أركان الليث، وبدلا من أن يقدمه بحكم العشرة والخبرة أكلة سهلة الهضم حوله إلى مايشبه مشروب مريح للأعصاب يتدحرج عبر ذلك الأنبوب الذي يطلق عليه (المصاص) ليذوب في المعدة بلا أي عناء وتعب، وحول أيضا(صقره) إلى(صفر)لاعب كومبارس لاقيمة له بعدما صنع ثلاثة أهداف وسجل هدفا ماركة (سحابي) هز المدرجات. -أكاد أسمع من يقول(على هونك)الشباب ماكان في يومه وفي أسوأ حالته ولهذا ظهر الهلال الذي تمجده وتحتفي بمتعة كورته، كلام جميل يحمل رؤية صحيحة إلى حدما ولكن في المقابل من باب(الإنصاف) يجب أن نكون واقعيين، فهناك من قال كلمته بفرض (أسلوبه) من بداية المباراة وسيطرته وهيمن هيمنة كاملة على الملعب وعلى أجوائها من أول دقيقة حتى آخر ثانية من خلال فريق منظم (انضباطي) كل لاعب دخل المستطيل الأخضر عارف واجباته بالكامل، منفذا بالحرف توجيهات المدرب عبر مهام تم توزيعها وتنويعها، حولت الليث في تلك الليلة إلى قط(أليف). والأخطاء الذي وقع فيها لاعبوه كانت نتيجة خطة (معلم) حول دفاعه إلى(شوارع) قابلة للاختراق من جميع الجهات، وهكذا جاءت (الرباعية) وبالرحمة، وكان من الممكن أن تزيد إلى نصف درزن لولا أن نجوم الأزرق (شبعوا) من عصير شباب البلطان ونيفيز رأف بهم وقال (كفاية) حرام وخرج بحجة الإصابة. -بعد الذي شاهدته من هلال(الكوتش)سامي وفكر فني مطبق على أرض الملعب دون أي مؤثرات خارجية لها علاقة بهدية حكم أو هتافات استفزازية وغزاة لجان من واجبي أن أقول لفريق(يخوف) بالفعل ألف مليون مبروك لمدربه ولاعبيه وإدارته وجماهيره المستوى والنتيجة، ولعل ماينبغي لي أن أسطره في هذا(الهمس) أن من شاهد الزعيم أمام الشباب تحديدا يتأكد أنه يوجه رسالة مزدوجة، الأولى للمتصدر والثانية لبقية الأندية فحواها بالمختصر المفيد(أنا الهلال لاتقابلني). وهو رد بليغ (لمن يهمه الأمر) على وزن(متصدر لاتكلمني) الذي لا أعلم بعد مباراته أمام الفيصيلي أن ظل متصدرا أم لا ؟ وإن تمنيت أن يحافظ على الصدارة لسبب واحد يبحث عن (المتعة) ليس في مباراة تجمع بين نصر لاتكلمني، وهلال لاتقابلني.. إنما حتى آخر مباراة في الدوري. - بنفس متعة (الرباعيات) احتفيت الموسم بالماضي برباعية زرقاء أمام الأهلي ..هذا هو الهلال الذي (نبغاه).. يتفرغ للإمتاع، يفوز بجدارة واستحقاق، نفرح له ونهنئه، ولن أجد حرجا حينما أكتب بالبنط العريض عنوان(أنا الهلال لاتقابلني)، فالمتعة التي يقدمها لاعبوه هي من(أسرت) حروفي لتشاركه بروح رياضية نفس الإبداع.