العلوني والشريان ومدرب النسوان
الحوار الذي أجراه مقدم برنامج (ياهلا) الزميل علي العلياني مع مدرب الهلال سامي الجابر يستحق التوقف مع كل جزء من أجزائه طويلا والذي أعتبره من أفضل الحوارات الفضائية التي أجريت معه لما احتواه من معلومات مهمة لأول مرة يتم كشف النقاب عنها وآراء جريئة يجب أن تأخذ حقها من الاهتمام سواء اتفقنا أو اختلفنا مع قائلها والذي قدم لنا من خلال أجوبته شخصية رياضية على مستوى عال من الوعي والثقافة والذكاء و(مهضومة) جدا مغايرة تماما عن صورة كان له دور في رسم أبعادها وتكوينها ولعل بساطته وعفويته وصراحته كانت كلها من العوامل التي ساعدت على (استمتاع) المتلقي بكلامه وبحضوره المثير والشيق خاصة فيما يتعلق بروح (التحدي) التي يتميز بها في مواجهة من (يختلفون) معه أو يختلف معهم في الرأي وحتى (الحاقدون) ممن يتمنون فشله ـ حسب تعبيره. ـ أجمل تلك(التحديات) بكل ما فيها من معاناة وحرب (نفسية) هي تلك التجربة الرائعة ولا أقول (المريرة) التي عاشها وخاضها في نادي (أوكسير) الفرنسي كمساعد مدرب وكيف استطاع أن يكسب (رهان) المدرب جيرو الذي آمن بقدراته أمام رئيس النادي الذي كان له موقف (عنصري) من العرب والسعوديين، حيث إن هذه التجربة على وجه التحديد تحتاج إلى من (يتمعن) في كل خطواتها بما فيها من (دروس) قيمة ومفيدة جدا للجيل الحالي من الشباب ولجيله أيضا من اللاعبين وسيكون لي عودة بالكتابة عنها في وقت لاحق وعن بقية التجارب التي كشفها للزميل العلياني. ـ أما فيما يخص معلومة ذكرت في برنامج (الثامنة) حول أنه كان يدرب فريقاً نسائيا والتي أزعجته كثيرا وأثارت غضبه تجاه مقدمه الزميل داود الشريان أثناء مكالمة هاتفية أجراها معه رغبة في تكذيب تلك المعلومة والذي لم يكن (محترما) في أسلوب الحديث الذي دار بينهما فلقد تأثرت كثيرا لأنه من الواضح من خلال كلامه وهو يرد على سؤال طرحته عليه زوجته المستغربة بعدم علمها بهذه المعلومة أنها تعدت مفهوم الاساءة (الشخصية) إنما مست علاقته بأسرته ولهذا كان (شفافاً) في سرد أبعادها مما جعله يتفاعل بشكل سريع بالاتصال بمقدم البرنامج لكي يخرج من شراك معلومة غير صحيحة تسببت فيها (امرأة) صحفية وضعته في صورة (المتهم). ـ في الحقيقة لقد (تعاطفت) مع مدربنا الوطني سامي الجابر وهو يحكي ذلك الموقف مع أنه أشار إلى أن تدريبه لفريق نسائي لا يضيره ولا يعيبه إن فعل ذلك وأنا هنا في الواقع ألوم لوماً شديدا بعض مقدمي البرامج الحوارية حيث إن بعض المعلومات التي تتطلب منهم أن تأخذ حيزا وافرا من التركيز والاهتمام دون السماح لضيفه بتمريرها بلا استجوابه يتحقق من مصدر حصوله عليها وطريقة معرفته لها، فمثلا حينما صرحت الزميلة هناء العلوني بمعرفتها عن لاعب دولي سابق في نادي الهلال ومدرب وكررت كلمة (أعرف) مرتين، بما أعطى الشريان انطباعاً للمشاهد من خلال متابعته أنه وجد في معلومة (المدرب النسائي) حقيقة تدعم قضية ممارسة المرأة للرياضة ولكرة القدم، وتلقى ترحيباً من المجتمع الرياضي (الذكوري) تحديا وتدعم أيضا صحة معلومة كانت غامضة في اسم شخصية المدرب ليتبرع من خلال كل(الموشرات) التي أشارت إليها الزميلة هناء أن الاسم الذي تقصده هو المدرب سامي الجابر وهي بدورها لم (تنفي) أو تعترض وبما يدل على أن (تلميحاتها) اتفقت مع الاسم الذي صرح به زميلنا الشريان. ـ كمان الزميل علي العلياني انساق هو الآخر مع حالة (التأثر) التي ظهرت على ملامح ضيفه من خلال توضيح موقفه تجاه ردة فعله أثناء سماعه لتلك المعلومة حيث (نسي) أن يشير إلى أن(المتهمة) الحقيقية في نشر تلك المعلومة غير الصحيحة (تصريحا وتلميحا) هي الزميلة هناء العلوني، وكان من الممكن مطالبة فريق العمل بالبرنامج الاتصال بها لتوضح موقفها ولمعرفة كيف (عرفت) كما زعمت أن سامي كان مدربا لفريق نسائي خاصة بعدما نفى نفياً قاطعا جملة وتفصيلا صحة ما ذكرته. ـ إنني أتمنى بعد معرفة العلوني والشريان الحقيقة من صاحب الشأن وما سبباه له من حرج شديد أن يظهرا بمنتهى (الشجاعة) الأدبية في برنامج (الثامنة) ويقدما اعتذارهما له، فالاعتراف بالحق فضيلة والوقوع في الخطأ وارد ما لم يكن متعمدا بقصد الإساءة وأحسب أنهما بعد استماعهما لكامل الحوار سيكون لهما موقف (إيجابي) تقديرا لمدرب وطني يستحق الدعم والتشجيع وإن اختلفنا معه في الميول والرأي أحياناً.