البلطان (طفشوه) أم طفشان؟
لا أدري عن السبب الحقيقي الذي أدى برئيس نادي الشباب الأخ خالد البلطان إلى الإعلان المبكر عن رغبته بالاستقالة قبل أن ينهي الفترة الثانية له من الرئاسة والتي لم يتبق منها إلا عاما واحدا وإن كان قد أشار في أكثر من حديث تلفزيوني فضائي إن شعوره بـ(الطفش) أو الملل من العمل على مدى سبعة أعوام متتالية هو من وضعه أمام هذا القرار وأنه حان الوقت ليستريح ويترك لفكر جديد مسؤولية إدارة النادي وذلك لمصلحة الشباب والشبابيين. ـ في رأيي أنها مبادرة جيدة من (أبو الوليد) أيا كان سببها ولكن مبرر (الطفش) الذي قاده إلى هذا القرار فيه من الدلالات على أن الرجل وصل إلى مرحلة (الإحباط) الذي كون عنده هذا الإحساس (الكئيب) مما لا يساعده على أداء مسؤولية منصب كبير يشجعه على العمل كما ينبغي حيث إنه من الواضح جدا من خلال حديثه المتلفز أنه وصل إلى الحالة النفسية التي وصفها بالملل. ـ هذا الإحباط من الممكن أن يجير لعوامل عدة منها أن الأجواء في ناديه غير مريحة لتكملة المدة النظامية أو أن عدم تحقيق الفريق بالموسم الماضي أي بطولة علاوة على الخروج من البطولة الآسيوية (زاد الطين بلة) خاصة وأنه سبقها تجهيزات واستعدادات كبيرة من خلال معسكر خارجي مكلف ومشاركة في بطولة ودية إماراتية كلها ذهبت (هباء منثوراً) بلافائدة حسبما ماكان مخططاً له وبالذات عقب نتائج مخيبة للآمال في بداية هذا الموسم أدت إلى استقالة مدرب الفريق البلجيكي. ـ كما أن هناك جوانب أخرى لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها بأي حال من الأحوال ربما يرى البعض أنها هي من سببت له الإحباط الشديد وهي تخص علاقته بالوسط الإعلامي بعدما وصلت الأمور بينه وبين بعض الصحفيين إلى (المحاكم) ناهيك عن أساليب (الهمز والغمز) المستخدمة منهم عبر ما يكتب من مقالات أو ما ينشرونه من تغريدات عبر صفحاتهم بتويتر ولهذا فضل أن يرتاح من (صداع) مزمن تحول من الكورة ومنافسات رياضية إلى مشاحنات (وضرب من تحت الحزام) ونفوس (مشحونة) من جميع الأطراف بطريقة سببت له الملل والإحباط فوجد من الأنسب له لكي لايسيء لسمعته الشخصية وكرجل أعمال بات مشهورا الانسحاب من وسط بدأ يعمله (قلق). ـ قد تكون كل هذه الأسباب (مجتمعة) هي من شكلت عنده حالة (الطفش) والإحباط وإن كنت أرى من وجهة نظري أن العامل الأخير والذي يخص علاقته بالوسط الصحفي ليس له أي (تأثير) في قراره بحكم أن من ينتمون إلى الصحافة وعلى خلاف شخصي معه ليسوا (شبابيين) إنما يميلون إلى أندية أخرى وهناك (فرق) إذ إن مثل هذه النوعية مهما كان حجم الخلاف والاختلاف معها ستكون (محفزة) له لمواصلة عمله ومزيد من (التحدي) الذي يقود ناديه إلى البطولات خاصة (والحق يقال) أن البلطان باتت لديه تجربة و(خبرة) كبيرة في أسلوب التعامل مع من يحاولون إثارة المشاكل حوله أو التأثير على (الليث)، ناهيك عن أن الشبابيين كبيرهم وصغيرهم لا أظنهم سيقبلون على رجل يمثل نادي الشباب وخدمه سنوات يكون سبب رحيله (مضايقات) صحافيين لم يستطع تحملها أو مواجهتها. ـ إذن السبب الحقيقي الذي أدى بالبلطان إلى اتخاذ قرار الرحيل يعود إما إلى أن الأجواء في ناديه غير صحية وهناك من (ينخر) من تحت تحت لإسقاط الفريق رغبة في إسقاطه وبالتالي وصل لقناعة فرضت عليه مصلحة النادي أولاً، أو وجد أنه بالفعل لم يعد لديه شيء جديد يستطيع أن يقدمه خصوصاً فيما يتعلق بالفريق الكروي عقب النتائج السيئة له ففضل أن يترك المهمة لشخص آخر من منظور ينصب أيضا في مصلحة الكيان وهو رأي صائب وقرار حكيم في كلتا الحالتين. ـ في جميع الأحوال كان بودي منع البلطان من تقديم استقالته لسبب جوهري أن وجوده في المنظومة الرياضية على مستوى الكرة السعودية بات ضروريا حيث كانت له في الموسمين الماضيين مساهمات أكثر من جيدة على مستوى مشروع الخصخصة ورابطة الأندية المحترفة إلى جوانب أخرى (نظامية) تخص النقل التلفزوني للمباريات والمؤتمرات الصحفية إضافة إلى آرائه (الجريئة) في بعض القضايا التي حركت المياة الراكدة والتي تحتاج إلى علاج، وأعتقد أن ابتعاده بعدما أصبح على هذا المستوى من النضج والخبرة في الإدارة الرياضية يعتبر (خسارة) أقول ذلك ليس من باب المجاملة أو المداهنة إنما بناء على رصيد جيد من المبادرات التي أقدمها بشجاعة هي من تشفع له، ولهذا أتمنى أن يعيد النظر في قرار لا يخص نادي الشباب فحسب إنما منظومة رياضية بدأت تأخذ منحنى نحو التطوير الإيجابي التي تحتاج إلى أمثاله من كفاءات من الخطأ التفريط فيها بعدما أصبحت لديها خبرة عالية، والله المستعان.