بمبة في رمضان
لم أكن أتوقع أن تصل العلاقة بين إدارتي الناديين الاتحاد والأهلي في ليلة تكريم اللاعب محمد الخليوي يرحمه الله وهما يشاركان في عمل خيري إلى مستوى أن كل واحد منهما يضرب الآخر(بمبة)، والمضحك جداً أن هذه البمبة المتبادلة بين الراقي والعميد جاءت أحداثها (الكوميدية) في هذا الشهر المبارك الفضيل ، حيث إن الحكاية بدأت من خلال اتفاق(جنتلمان) أن يلعب الفريقان بالفريق الأول عبر خطاب موجه لمكتب رعاية الشباب بجدة وفقا لإجراءات قامت بها اللجنة المنظمة لهذه المباراة ،إلا أن الإدارة الاتحادية قبل مباراة التكريم (خمت) الإدارة الأهلاوية وأعطتها (بمبة) معتبرة بعد اعتذار هاتفي تلقاه رئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد من نظيره رئيس نادي الاتحاد المهندس محمد الفائز، موضحا أن الفريق الاتحادي بسبب عدم جاهزيته لياقيا وفنيا لخوض هذا اللقاء الكروي وبناء على قرار المدرب فإن الفريق الأولمبي سيكون هو البديل الذي سيمثل الاتحاد لمواجهة شقيقه الأهلي.
-وعلى إثر هذه البمبة الاتحادية كان لابد من ردة فعل قوية جداً من خلال إطلاق بمبة أهلاوية (فتاكة) وعلى أعلى مستوى، وبعد دراسة مكوناتها وفحصها وجد أنها تتفوق كثيرا وبمراحل عن البمبة الاتحادية، حيث قام النادي الأهلي في خضم المشاعر الملتهبة حزنا على (الأستاذ) بإصدار بيان صحفي موضحا موقفه من البمبة الاتحادية التي أثرت بشكل كبير في عدم مشاركة الفريق الأول حسبما كان مخططاً له ذلك بعد اعتذار رئيس النادي محمد الفائز، وهذا التأثر لم يقتصر فقط على قلة الحضور الجماهيري بملعب الشرائع الذي أقيم فيه اللقاء فحسب إنما أيضا على (خطة الإعداد) للفريق للموسم المقبل والتي جهزها المدرب، والخوف كل الخوف من أن تغيير برنامج الخطة الإهلاوية سينعكس سلبا على الفريق سواء في البطولات المحلية وبالذات بطولة الدوري ثم البطولة الآسيوية.
-بعد كل هذه (الهيصة والزمبليطة) التي جاءت قبل وأثناء وبعد مباراة تكريم الراحل محمد الخليوي حاولت أن أعمل (مقارنة) بين (البمبتين) البمبة الاتحادية والبمبة الأهلاوية، فوجدت من وجهة نظري الخاصة جدا أن الفارق بينهما أن البمبة الثانية بتاعة الأهلاويين على قول الإخوة المصريين(واسعة أوي)، بحكم أن شوطاً واحداً في مباراة أشبه بالمناورة لايمكن أن تكون ضمن أجندة المدرب الجديد كبرنامج (إعداد) للفريق وإلا أصبح هذا المدرب(أي كلام)، أما البمبة الاتحادية وإن لم تلتزم الإدارة الاتحادية ببنود الاتفاق إلا أنها كانت(منطقية)، والأجمل من ذلك أن أسلوب الاعتذار كان(نموذجيا) في طريقة التعامل، حيث لم يكن رئيس النادي محمد الفايز ملزما بأي حال من الأحوال بالاتصال برئيس النادي الأهلي وتقديم الاعتذار المباشر له، وكان يكفيه القيام بنفس الإجراء السابق بإرسال خطاب لمكتب رعاية الشباب أو الاعتذار للجنة المنظمة، إلا أنه من باب التقدير للمناسبة نفسها أرى أن الإدارة الاتحادية كانت (مثالية) في أسلوب التعامل مع الإدارة الأهلاوية التي للأسف الشديد لم تقدر هذا الموقف وكبرت الموضوع ببيان حاولت من خلاله تبرئة ساحتها من قلة إقبال الجماهير وإدانة الإدارة الاتحادية، إلا أنها ورطت نفسها ب(بمبة) البرنامج الإعدادي للفريق الذي أرجو مستقبلا أن لايتحول إلى عذر للإدارة الأهلاوية في حالة إخفاق الفريق في تحقيق بطولة الدوري أو الخروج من البطولة القارية..(وكل بمبة أهلاوية وأنتم بخير).