منكم وإليكم وهلال الوناسة

حينما يطالب الهلاليون رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد بإجراء عملية تصويت على قرار التأجيل الذي اتخذته لجنة المسابقات، ينبثق سؤال مهم: ماذا لو استجاب أحمد عيد لمطلبهم وجاءت نتائج التصويت مخيبة لآمالهم، هل سوف يقتنعون بها ويرفعون الراية البيضاء وبالتالي(يستهدوا بالله) أم أنهم سوف يطعنون في إجراءات هذا التصويت ومن ثم يعلنون أنهم عازمون على تحويل ملف القضية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم؟ -ما تقوم به الإدارة الهلالية حاليا ما هو إلا أسلوب من أساليب (المناورات) التي تحاول من خلالها إحراج الاتحاد(المنتخب) أمام الرأي العام، فعندما تستند في طلبها هذا بناء على منطق إجراء سابق قام به اتحاد عيد (المؤقت) في بداية هذا الموسم، حينما تم تأجيل مباراة الدور الأول لمباراة الاتحاد والأهلي، فهي بطبيعة الحال لاتفرق بين اتحاديين مختلفين في أعضاء مجلس إدارته ومرحلتين لايمكن المقارنة بينهما، وهذا دليل قاطع أن كل هذه(الزوبعة) الإعلامية التي تقوم بها الإدارة الهلالية ما هي إلا حملة مرتبة و(منظمة)، الغاية منها استهداف أحمد عيد وتشويه صورته، وعبارة(الله يصبرنا عليه) خير شاهد. -أما الدليل الثاني الذي يؤكد أن الإدارة(الزرقاء) تناور وهي في الواقع (ما عندها سالفة) مع احترامي الشديد للقائمين عليها، فهذه هي تقدم دليلاً يدينها ينطبق عليه القول الشائع(منكم وإليكم والسلام عليكم)، من خلال الشكوى المرفوعة التي تقدمت بها للجنة الاحتراف بخصوص مطالب مالية تطالب بها نادي الاتحاد بالحصول على بدل تدريب للاعب المحترف شافي الدوسري المنتقل إلى صفوف الفريق الاتحادي، إذ قامت اللجنة بالتصويت على قرارين كان الهلال يستحق هذا البدل، فوجدت عبر مناقشة هذه الشكوى ودراسة اللوائح والأنظمة بما فيها من إشكاليات معقدة لهذه الحالة، فما كان أمامها حل منطقي، وكما صرح عضو اللجنة (علي الأحمدي) إلا اللجوء إلى نظام التصويت الذي أقر بعدم أحقية ناديه السابق من أي بدلات حسب مادة اتفق أغلبية الأعضاء على تفسيرها برفض الشكوى، إلا أن إدارة الهلال ممثلة في مدير مركزها الإعلامي الزميل العزيز عبدالكريم الجاسر ظهر في أكثر من تصريح فضائي اعتراضه ورفضه التام لذلك التصويت، بل شكك في نزاهته، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إنما وعد بتصعيد الشكوى للاتحاد الدولي. -وهنا أوقع (الفصيح) إدارة ناديه في ازدواجية واضحة في المواقف وتناقضات غريبة (تفضح) مستوى وحجم المناورات التي تجيد اتقانها وتمررها على الوسطين الرياضي والإعلامي، فهي تطالب الاتحاد السعودي بالتصويت لوضع بقية جدول الدوري وفقا لما يتناسب مع الفريق الهلالي، في حين لها رأي مخالف لايعترف إطلاقا بإجراءات التصويت التي قامت بها لجنة الاحتراف، فكيف لنا أن (نصدق) المزاعم الهلالية، وكيف ينساق الإعلام مدافعا عن موقف الإدارة الهلالية مطالبا(العدالة)، وهي تقدم لمجتمعنا الرياضي دليلين أن كل هذه (الزوبعة) التي اختارتها إدارة(شبيه الريح) ماهي إلا من باب (الوناسة) ليس إلا. -أما فيما يخص الروح (التضامنية) التي بدرت من ناديي الأهلي والشباب بدعم موقف المطالب الهلالية، فذلك موضوع (شيق) جدا سوف أتطرق له في مقال الغد بإذن الله، وهو لايقل (وناسة) عن الوناسة الهلالية.