|


عدنان جستنية
حتى من الموت لا أخلو من الحسد
2018-12-13
انهالت موجة هائلة من الانتقادات من قِبل مغردي تويتر، خاصةً من بعض منسوبي الإعلام وجماهير الأندية، بمجرد انتهاء مداخلة مساعد رئيس هيئة الرياضة للإعلام والعلاقات العامة الدكتور رجاء الله السلمي في برنامج “الحصاد الرياضي” بقناة 24 الرياضية، وإعلانه الخبر المفرح لجماهير نادي الاتحاد باهتمام معالي رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ بالوضع المزري الذي يمر به ناديها عقب اجتماعه مع إدارة الناظر.
ـ أكاد التمس العذر لهؤلاء الإعلاميين والجماهير التي تنتمي إلى أندية الوسط، والمؤخرة لخوفهم من تعرُّض أنديتهم للهبوط، بالتالي لابد أن تتعامل هيئة الرياضة بنفس معايير الاتحاد، لكن أن تأتي هذه الانتقادات من إعلاميين وجماهير تابعين للأندية الكبيرة، التي لو فتحنا ملفاتها منذ أكثر من نصف قرن وحجم الدعم الذي كانت ولا تزال تحظى به في الخفاء والعلن، ماديًّا و”لوجستيًّا”، لسجدت لله شكرًا على بطولات ظالمة، حصلت عليها، وقرارات “حمتها” من الهبوط.
ـ فرق شاسع بين حال نادي الاتحاد وأحوال الأندية الأخرى، كبيرها وصغيرها، التي تطالب معالي المستشار بالعدل و”المساواة” لأسباب مرتبطة
بـ “هدم” نادٍ تركيبته “مختلفة” تمامًا عن بقية الأندية الأخرى، إداريًّا وفنيًّا وجماهيريًّا، حيث “سُلخت” تمامًا بتركيبة “خاطئة” منذ بدايتها عبر فكر إداري فاقد لـ “الخبرة”. هذا السلخ نتج عنه اتحاد أبو نقطتين، وأبو ثلاث، ولعل ما يؤكد صحة ذلك عدد الإدارات التي صدر أمر بتغييرها في فترة قصيرة جدًّا، وقرارات أخرى مرتبطة بالجهازين الإداري والفني، لذا فشلت محاولات الإصلاح التي قامت بها هيئة الرياضة كحالة “غير طبيعية” لم يسبق لأي نادٍ في العالم، وليس في المملكة فقط، أن تعرض لكل هذه الإصلاحات، ولا أبالغ: لو أرسلت إلى “موسوعة جينيس” للأرقام القياسية لحصل نادي الاتحاد على “الأولية” بلا منافس.
ـ هذه الحالة “غير الطبيعية” التي واجهها الاتحاد في تركيبته والناتجة عن تدخلات “غير طبيعية” في كل المراحل التي مر بها، بما فيها اختيارات خاطئة للمدرب وللاعبين، محليًّا، وللأجانب، فرضت على رئيس هيئة الرياضة تدخلًا أخيرًا لمعالجة كل تلك الأخطاء بدءًا من تركيبته الإدارية، ثم من خلال دعم “خاص” لإصلاح تركيبته “الفنية”، وهو دعم إن خَصَّ به الاتحاد فلا يلام عليه للأسباب المذكورة آنفًا، ناهيك عن سبب يختلف عن بقية الأندية، التي تتمنى أن تحظى بنفس الدعم الذي سيحصل عليه الاتحاد، وهو أن الاتحاد مقبل على مشاركة قارية، يمثل فيها الوطن، وهذا السبب لوحده يعطيه الأفضلية.
ـ من “يحسدون” الاتحاد الآن وهو في “أسوأ” حالاته، يذكِّرونني بشطر من بيت شعر يقول: “حتى من الموت لا أخلو من الحسد”.