|


صالح الخليف
الصحافة والتخصص.. الفورمولا مثلا
2018-12-15
في أحد أهم أوجهها تأتي الصحافة كانعكاس طبيعي لمجريات الحياة.. الناس في مشرق الأرض ومغربها تهوى كرة القدم لدرجة الجنون والشغف والهوس والإدمان.. هذا أمر رُفعت له رايات الاستسلام البيضاء.
ولهذا أخذت صحافة كرة القدم المساحة الأشسع والاهتمام الأوسع دون سواها من صحافة الرياضات والألعاب الأخرى.. في أمريكا تختلف الصورة بعض الشيء لكن أمريكا تبقى عالماً يستحق أن يكون استثناء في كل شيء.. ليست أمريكا وليست كرة القدم هي الحكاية وبيت القصيد ومربط الفرس.. الذي يهمنا هو الصحافة المتخصصة التي تفتقدها منطقتنا العربية.. ليس عدلاً أن نقول للصحفيين الكرويين اتركوا اللعبة المثيرة والمهمة واتجهوا إلى متابعة السباحة أو التنس أو الكاراتيه.. نقول فقط إن هناك مجالاً كبيراً ليضيف الصحفي قدرات أخرى تدعم إمكانياته الفردية.. السعودية أصبحت أرضاً خصبة لاستضافة منافسات رياضية دولية تتجه أنظار العالم كله إليها.. هذه الأيام مثلاً يحظى سباق الفورمولا إي الذي يستضيفه ميدان الدرعية بمتابعة مختلفة.. هل هناك صحفي سعودي متخصص بهذا النوع من السباقات؟.. نفس السؤال نقوله عن الشطرنج والمصارعة والجولف والملاكمة..
الصحافة أول من دلف أبواب التخصص في كافة المجالات.. منذ أمد بعيد وفيها صحفيون يعملون داخل صالة واحدة وفي ميدان واحد لكنهم متعددو الاتجاهات.. ذاك صحفي سياسي وذاك صحفي اقتصادي وآخر صحفي فني ومثله صحفي رياضي.. وفي الرياضة صحفيون كثر لكرة القدم وغيرهم في ألعاب ورياضات أخرى.. صحافة العالم المتقدم تؤمن أكثر بالتخصص وهذا أحد أسباب إبدعاتها وتميزها ونجاحها.. تحتاج الصحافة العربية لانتهاج ذات السياق لتلامس شيئاً من واقعية التخصص.. استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة فتحت أعيننا أكثر على أهمية الصحفي المتخصص.. غارقون الصحفيون بكرة القدم ولا أحد يمكنه ملامتهم وعلى كثرتهم ليس فيهم أحد لديه تخصص آخر كمتابعة الفورمولا مثلا.. وإني لأفتح عيني حين أفتحها.. على كثير ولكن لا أرى أحداً.. هؤلاء الكثر من الصحفيين الكرويين ألم يحن الوقت والزمن أن تكون اللعبة إياها اهتمامهم الأول ثم يأتي اهتمام آخر ولو بمسافة بعيدة.. نمنّي النفس أن يكون لدينا نحن الصحفيون السعوديون زميلاً نتعامل معه كمرجعية صحفية حينما تغلبنا الحاجة إلى معلومة أو فكرة أو قصة عن الفورمولا أو الشطرنج أو الإسكواش..
حان الوقت يا رفاق فبلادكم صارت وجهة العالم رياضياً.. والدليل الدرعية.