|


إبراهيم بكري
نستطيع صناعة بطل
2018-12-18
الخبراء في العلوم الرياضية في النصف الأول من القرن العشرين وضعوا حاجزاً كبيراً لإعاقة الرياضيين عندما أعلنوا أنه لا يستطيع أي عداء الجري مسافة ميل واحد خلال أقل من أربع دقائق.
هذه الحقيقة العلمية صمدت سنوات طويلة ولم يستطع أي شخص أن يبرهن عدم صحتها، وفي 6 مايو 1954م العداء البريطاني روجر بانستر في سباق احتضنته مدينة إكسفورد استطاع الجري لمسافة ميل واحد خلال 3 دقائق و59 ثانية.
هذا الشاب البريطاني “الطالب الجامعي” بهذا المنجز كشف زيف الأبحاث العلمية التي تبناها خبراء الرياضة لسنوات طويلة وبسبب ذلك زرع العزيمة في روح جسد كل عداء حول العالم أن ينتصر على آراء المحبطين. بعد أقل من شهرين استطاع العداء الأسترالي جون لاندي كسر حاجز الدقائق الأربع بالركض ميلا واحدا، ومع مرور السنوات تمكن المئات من العدائين إلى وقتنا الراهن من جعل هذ الحاجز مجرد وهم من السهل تحطيمه.
معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ غرد في تويتر قائلاً:
“دوري ضخم للمدارس، ابتعاث 40 لاعباً، وتطوير أكاديمية نادي الرياض ثلاثة عقود تم توقيعها بحمد الله اليوم مع شركات متخصصة وأكاديميات عالمية رائدة لصناعة مستقبل الرياضة وصقل مواهب وطننا حلم كبير يتحقق بدعم واهتمام سمو سيدي ولي العهد ـ حفظه الله”.
ونحن نصافح المستقبل بهذه المشاريع الرياضية قد تجد يا معالي المستشار من يقول لك:
“لن تستطيع أن تصنع بطلاً!!”.
هذه العبارة مقبرة دفن بين حروفها السوداء المتشائمة كثير من المواهب الرياضية هي لا تختلف عن الرصاصة الطائشة التي تقتل الطموح وتكسر مجاديف العزيمة.
لا عليك يا أبا ناصر هؤلاء لا يختلفون عن من أحبطوا العدائين لسنوات طويلة بأنهم لا يستطيعون ركض ميل واحد في أربع دقائق، لكن أحب أن أقول لك:
المشوار طويل لصناعة بطل على المستوى الفردي والجماعي يحتاج إلى تخطيط، تنفيذ، ورقابة تمتد سنوات طويلة حتى يتذوق الوطن المنجزات.
لا يبقى إلا أن أقول:
هذه المشاريع الرياضية العملاقة ترفع سقف طموحنا أن نحلم أكثر بتحقيق منجزات عالمية على يد أجيال المستقبل من خلال مشروع وطني يعتمد على اكتشاف المواهب الرياضية وصقلها داخل الوطن وخارجه.
في الأيام القادمة سوف أسلط الضوء على كل مشروع ومقارنته بتجارب عالمية مشابهة.
قبل أن ينام طفل الـــ”هندول” يسأل:
كيف نصنع أبطال عالم في الألعاب الفردية والجماعية؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.