|


أحمد الحامد⁩
هتّــان
2019-03-21
في كل يوم جمعة أنشر في هذه الزاوية بعض ما لفت نظري من تغريدات الطائر الأزرق، اليوم تويتر مليء بتغريدات العزاء لرحيل الشاعرة لينا العجاجي "هتان" رحمها الله، كان الخبر مفاجئًا لي، آخر تواصل معها كان قبل سنوات في آخر لقاء إذاعي،
لكنني عندما قرأت خبر رحيلها عادت بي الأيام إلى ذلك اللقاء الأول، قبل 23 عاماً، استعدت صوتها عبر الأثير ورقة أشعارها وكلمات أغانيها، لا أعرف اسماً مستعاراً "هتان" يشبه صاحبه كما كان لقب لينا، تخفت خلف نفسها هي، لم يكن اسماً مستعاراً، بل كان وصفاً دقيقاً لها ولكلماتها الرقيقة، ما أسرع الأيام التي جعلتنا نتأكد من وجود الموت، نحن الذين كنا شباباً صغاراً ونعتقد أن الموت موجود لكنه ليس لنا، يذهب دائماً إلى الذين لا نعرفهم، الموت الذي يذكرنا دائماً بنسياننا ولعدم وفائنا الذي ندعيه، لماذا لم أتصل بها رغم مرور سنوات على آخر تواصل؟ لماذا لم أشعرها بأنني مازلت ذلك القارئ المسحور بأشعارها وفتنة كلماتها؟ مازلت لا أتعلم ويبدو أنني سأبقى هكذا.. مؤمن أن الموت لا يأتي إلا للذين لا أعرف، وأن هناك دائمًا متسعًا للوقت حتى يأتي رحيل ليذكرني بهذه الغفلة الطويلة، من تغريدات الطائر الأزرق غرد الوسط الثقافي والفني عن رحيل لينا، بنت أفندينا غردت: "كانت لينا تغيب عن تويتر وتعود، وأحرص بالسؤال عنها والاطمئنان، المرة الأخيرة قلت عادي.. غابت وبترجع وخذتني الدنيا وما سألت، ليفجعني رحيلها، اسألوا عن أحبابكم ما تدرون متى يرحلون ولا ينفعكم ندم بعدها"، الشاعر فهد المساعد اقتبس شطراً من بيت شعر لها: ولا به شي يجمعنا بعد اليوم سوى النسيان!!، فهد المساعد أضاف أن الذكرى تجمعنا في الدنيا والآخرة، الحقيقة الثابتة أن هتان لا يمكن أن تنسى، بل جاءت لتبقى.. هتان لا يشبهها أحد؛ لذلك جاءت كتاباتها مختلفة، مدهشة وعميقة وجديدة في فكرها وطرحها، ليس المقال اليوم عن جمال شعر هتان الذي لا تكفيه هذه المساحة، أو لا تسعفني كلماتي في وصفه، تويتر يضج برسائل العزاء والترحم عليها في صورة ناصعة عن قيمتها الأدبية والإنسانية، وفي جمع الكثير من حولها لأخلاقها الرفيعة وحسن تعاملها، رحم الله لينا وأسكنها فسيح جناته.