|


طلال الحمود
الوجه البشع
2019-03-23
جاءت تصريحات رئيس نادي الشباب خالد البلطان لتبرهن على أن الرياضة باتت المرآة التي تعكس ما بداخل المجتمع من علل وأمراض مخفية، يصعب ظهورها في غير هذا الوسط المليء بالعنصرية والتمييز بشتى أنواعه.
ومثل هذه الأمراض توجد في كل المجتمعات بما فيها المتحضرة، وكثيراً ما ظهرت الكراهية والعنصرية في أوروبا وأمريكا، وكان آخرها الهجوم الإرهابي على المصلين في نيوزيلندا، غير أن الفرق يأتي دائماً من خلال ردة الفعل في التصدي لهذه الممارسات واعتبارها جريمة تستحق العقاب.
أصيب الوسط الرياضي بالصدمة بعدما تحدث البلطان بلغة دونية عن أشقاء يحظون بكل التقدير والاحترام بموجب الأنظمة والقوانين، ووفق ما تمليه العادات والتقاليد العربية من إكرام الضيف واحترام الجار، وصون اللسان عن الإساءة للأخ، وهي معايير حقيقية لتصنيف الرجال ما بين صاحب المروءة وفاقدها.
يدرك كثيرون أن خالد البلطان ليس الوحيد، إذ تعج المجالس الخاصة والمكالمات الهاتفية بكثير من العبارات الإقصائية "المجرّمة" دولياً، وربما كان البلطان نفسه ضحيتها في أحد تلك المجالس، وربما كان بعضهم ينظر إليه على أنه أقل درجة، فالناس شتى في رؤيتهم وانطباعاتهم، وربما كان هذا سبباً في إسراف رئيس نادي الشباب في استخدام عبارات التمييز، على نحو تصريحاته ضد رئيس الاتحاد السعودي السابق أحمد عيد قبل خمسة أعوام.. ربما!.
من حق البلطان أن يفرغ ما بداخله ضد من يشاء، ولكن في حدود جلسائه وبعيداً عن الإعلام، ومن حق العقلاء الذين ساءهم قول هذا الرجل، أن يطالبوا بتطبيق القانون بحقه، حتى لا يتسبب في الإساءة لسمعة مجتمعه، وحماية له من نفسه التي مازالت تأمره بالتمييز بين البشر.
بعض المتابعين للتراشق الإعلامي، يرون أن تصريحات البلطان جاءت بمثابة ردة فعل على وصف رئيس نادي النصر سعود السويلم لنادي الشباب بعبارات مستفزة، والحقيقة أن ردة الفعل تجاوزت حق الرد إلى الإساءة العلنية من خلال استخدام عبارات تحمل تمييزاً وإيحاءات مهينة من شأنها تعريضه للمساءلة القانونية وإدانته بالجرم المشهود، وهنا يكمن الفرق بين من ينتقي عباراته، ومن يهرف باستخدام مفردات تدينه قانوناً وتجعله منبوذاً في مجلس العقلاء.
عُرفت الرياضة بأنها ميدان للأخلاق والفروسية، قبل أن يعكس البلطان وجهها البشع، ويظهر أمراضها المستوطنة، من خلال ممارسة التمييز بين البشر، في مجتمع بات يمتلك من الوعي ما يكفي لرفض البلطان وبقية المسيئين لعادات وتقاليد مجتمع أصيل.